لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير على الصحة النفسية لجهة التسبب بالاكتئاب ومشاعر الحزن الشديدة والأرق وعدم الانتباه.
وأصبحت السوشيال ميديا جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فمنذ أكثر من 15 عاماً بدأت مواقع التواصل الاجتماعي في اجتذاب عدد كبير من الشباب والمراهقين وحتى البالغين، كونهم في حاجة إلى رفقة الآخرين ليزدهروا في الحياة. ويمكن للتواصل الاجتماعي مع الآخرين أن يخفف من التوتر والقلق والاكتئاب، ويعزز تقدير الذات، ويوفر الراحة والمتعة، ويمنع الشعور بالوحدة، بل ويضيف سنوات إلى حياتكِ. لكن على المقلب الآخر، يمكن أن يشكل الافتقار إلى الروابط الاجتماعية القوية في عالم الواقع خطراً كبيراً على صحتكِ النفسية، حيث لا يمكن أبداً أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً للتواصل البشري في العالم الحقيقي. كما يساهم الاتصال الشخصي مع الآخرين في تحفيز الهرمونات التي تخفف من التوتر وتجعلك تشعرين بأنك أكثر سعادة وصحة وإيجابية.
فإذا كنت تقضين وقتاً طويلاً على وسائل التواصل الاجتماعي وتحكم مشاعر الحزن أو عدم الرضا أو الإحباط أو الوحدة على حياتكِ، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة فحص عاداتك عبر الإنترنت وإيجاد توازن أكثر صحة.
لا تتوفر الكثير من الأبحاث لتحديد العواقب طويلة المدى للسوشيال ميديا على صحتنا النفسية، سواء كانت جيدة أو سيئة. وقد وجدت دراسات متعددة صلة قوية بين قضاء وقت طويل في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق والوحدة وإيذاء النفس، وحتى الأفكار الانتحارية.
وقد تروج وسائل التواصل الاجتماعي لتجارب سلبية، مثل:
- عدم الرضا عن حياتكِ أو مظهركِ
حتى ولو كنتِ تعلمين أن الصور التي تشاهدينها على وسائل التواصل الاجتماعي يتم التلاعب بها، فلا يزال من الممكن أن تجعلكِ تشعرين بعدم الأمان بشأن مظهرك أو ما يحدث في حياتكِ الخاصة.
وبالمثل نحن جميعاً ندرك أن الأشخاص الآخرين يميلون إلى مشاركة الجوانب البارزة والمشرقة في حياتهم، ونادراً ما يشاركون الجوانب السلبية أو التجارب المزعجة التي يمرون بها، لكن هذا لا يقلل من مشاعر الحسد وعدم الرضا عندما تتصفحين صور صديقتكِ أو صديقكِ في عطلة على شاطئ استوائي أو تقرأين عن ترقيته الجديدة في العمل.
يمكن لحالة التعود والخوف من فقدان وسائل التواصل الاجتماعي التي يُطلق عليها FOMO إجباركِ على التقاط هاتفكِ كل بضع دقائق للتحقق من وجود تحديثات، أو الاستجابة بشكل إلزامي لكل تنبيه، فحتى لو كان ذلك يعني المخاطرة أثناء القيادة، أو تفويت النوم في الليل، أو إعطاء الأولوية للتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي على علاقات العالم الحقيقي.
وربما تشعرين بالقلق من استبعادكِ من المحادثة في المدرسة أو العمل إذا فاتتكِ آخر الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، أو ربما تشعرين أن علاقاتكِ ستتأثر إذا لم تشاركي أو تقومي بالرد عليها على الفور، أو قد تشعرين بالقلق من أن تفوتكِ دعوة، أو الشعور بأن الأشخاص الآخرين يقضون وقتاً أفضل منك.
السوشيال ميديا مثل فيسبوك وإنستغرام تؤدي إلى تفاقم المشاعر بأنَّ الآخرين يتمتعون بمزيد من المرح أو يعيشون حياة أفضل مما أنتِ عليه الآن، ويمكن أن تؤثر فكرة أنكِ تفوتين أشياء معينة على احترامكِ لذاتكِ وتثير لديك القلق، وتغذي استخداماً أكبر لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل التعلق المرضي.
-العزلة
وجدت دراسة أن الاستخدام المفرط للفيسبوك وسناب شات وإنستغرام يزيد إلى حدٍّ ما من الشعور بالوحدة. وعلى العكس من ذلك، وجدت الدراسة أن الحدّ من استخدام الوسائط الاجتماعية يمكن أن يجعلكِ في الواقع تشعرين بوحدة أقل وعزلة ويحسّن صحتكِ العامة.
-الاكتئاب والقلق
يحتاج البشر إلى الاتصال وجهاً لوجه ليكونوا أصحاء عقلياً، ولا شيء يقلل من التوتر ويعزز مزاجك بشكل أسرع أو أكثر فاعلية من التواصل المباشر مع شخص يهتم بكِ في محيطكِ الواقعي، لذلك كلما أعطيت الأولوية للتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الشخصية، زاد احتمال إصابتكِ باضطرابات المزاج أو تفاقمها مثل القلق والاكتئاب.
-التنمر الإلكتروني
أفاد حوالي 10 في المائة من المراهقين أنهم تعرّضوا للتنمر على السوشيال ميديا، فيما العديد من المستخدمين الآخرين يتعرضون لتعليقات مسيئة. يمكن أن تكون منصات السوشيال ميديا مثل تويتر نقاطًا ساخنة لنشر الشائعات الجارحة والأكاذيب وسوء المعاملة التي يمكن أن تترك ندوبًا عاطفية دائمة.
-المعاناة من مشاكل النوم
هل تتصفحين السوشيال ميديا قبل النوم الليل، أو عند الاستيقاظ في الصباح، أو حتى عندما تستيقظين في الليل؟
يمكن أن يؤدي الضوء المنبعث من الهواتف والأجهزة الأخرى إلى اضطراب نومكِ، والذي بدوره يمكن أن يكون له تأثير خطير على صحتكِ العقلية.