الوعى الوطنى

الوعى الوطنىمحسن عليوة

الرأى24-2-2023 | 17:21

عدة مترادفات هامة نحتاج الى تعميقها فى هذه المرحلة التى تمر بها بلادنا الحبيبة تُمثل هذه المعانى منظومة الوعى الوطنى حيث يُعد أهم حوائط الصد للحملات التى تتعرض لها البلاد بين الحين والأخر ويمثل الوعى الوطنى ذلكم الإطار العام للسلم الاجتماعى الذى يهدف الى الحفاظ على مقدرات الأوطان و حمايتها بتعميق ، الإنتماء وحب الوطن والمواطنة ، حيث أن الوعى الوطنى دائماً ما يُنظر إليه كعامل من أهم عوامل الحفاظ على الهوية و المقدرات وتعظيم الإنجازات بصيانتها والدفاع عن الوطن والضرب بيد من حديد على كل فاسد أو مفسد وتقديم الفكر والرؤية التى تدعم الإستمرارية وتعالج أى قصور متعمد أو غير متعمد واعتماد التخطيط الجيد ودعم الفكر التنموى ونشر ثقافات الوعى فى كل ما يهم الوطن و المواطن .


وفى ظل أزمة اقتصادية تمر بها البلاد تكثُر وتزداد حملات التشكيك و الشائعات والشبهات مع ما يحياه المواطن من ارتفاع غير مسبوق للكثير من السلع والاحتياجات الأساسية ، مع تزايد حالات الإحتكار واخفاء السلع وعدم القدرة على السيطرة على الاسواق فيخرج علينا المشككون و أصحاب الشائعات فى محاولة لخلق حالة من عدم الاستقرار ، لا لشيئ الا لإشباع افكارهم للنيل من الوطن و المواطن .


وهذا لا يجعلنا نغض الطرف بأن هناك ارتفاع حاد فى الاسعار ناتج عن عدة أسباب منها ما تسببت فيه الازمات الوبائية والحروب الجارية والتغيرات المناخية ، ويُعد من الاسباب المؤدية لهذا أيضاً غياب الضمير عن السوق وعدم الرقابة والسيطرة على الاسواق ، على الرغم من قيام اجهزة المحافظات بإنشاء وإقامة أسواق بديلة لتقديم وتوفير السلع بأسعار أقل ، للمحاولة الجادة فى التخفيف عن المواطنين .


إن من أهداف رفع الوعى الوطنى العمل على تعميق احترام وحب الوطن وفهم حاضره واستشراف مستقبله والتفاعل والتعامل الجاد مع متغيرات الأحداث الداخلية والخارجية، وكذاتعميق ثقافة الواجبات والحقوق تجاه الوطن ومكتسباته وانجازاته ، والإنسجام الشعبى نحو تغليب المصالح العامة على المصالح الشخصية ، وعدم ترك اباطرة الأسواق من إحتكار قوت المواطن والوقوف صفاً واحداً ضد كل مظاهر الإحتكار والفساد وذلك بتعزيز الوعى المعرفى حيث أنه فى غياب المعرفة والوعى ينتشر ويتفشى الجهل ويسهل نشر المحبطات ولا يترسخ فى الوجدان الا القشور التى لا تسمن ولا تغنى من جوع .


ومن الوعى الوطنى أيضاً العمل الجاد لإعادة الثقة لأهل العلم والعلماء والمجتهدين وتكريم النابغين وعدم إعاقة وإحباط تقدمهم فلن تنهض أى أمة إلا بشبابها ومفكريها وعلمائها فإعتقادى كان وما يزال أن عطاء أرض مصر لم و لن ينضب أبداً بل سيظل يعطى للبشرية العلماء فى كل فروع العلم والمعرفة .

ومن الوعى الوطنى ايضاً الإيمان الكامل بقدرة شعبنا على قبول التحدى وتخطى الصعاب والتماسك والإلتحام بين كافة اطياف المجتمع .
إن من أهم مظاهر الوعى الوطنى تعميق الإحساس بروح الإنتماء للوطن وتقوية المناخ الذى يُمارس فيه هذا الوعى وترسيخ المبادئ المجتمعية فى الواجبات و الحقوق ، فبالارتقاء بالوعى نستطيع تحقيق كافة الأهداف المخطط لها .
ولابد من استغلال الثورة التكنولوجية المعلوماتية و العولمة فى نشر الوعى الوطنى لتعظيم الإنتماء والحد و التقليل من المشكلات الشاملة التى تواجه المجتمع خاصة فى المناطق الريفية و النائية التى تحتاج لرفع درجات الوعى بأشكاله المتعددة .
و الوعى الوطنى على ثلاثة محاور هى الوعى الاقتصادى والوعى الاجتماعى والوعى السياسى ، وفى مجال الوعى الاقتصادى لابد من خلق فرص إنشاء مشاريع استثمارية، تساهم فى تحسين الظروف الاقتصادية للفرد والمجتمع المحلى، أما فى مجال الوعى الاجتماعى تتم المساهمة فى بناء المجتمع بتنمية وعى أفراد المجتمع بالقضايا المجتمعية، وفي مجال الوعى السياسى يتم العمل على تعظيم الشعور بالانتماء الوطنى و رفع درجات المشاركة السياسية لدى افراد المجتمع ، ولابد من الأخذ فى الاعتبار جوانب الوعى الوطنى الثلاث المشار إليها عند التخطيط للبرامج التوعوية بأنشطتها المختلفة.
وعلى ذلك فالواجب على كل مصرى غيور على مصريته أن يتسلح بأسلحة الوعى والمعرفة للقدرة على التصدى لحملات التشكيك ومواجهة الشائعات .
حفظ الله مصر

أضف تعليق