لماذا «ميرى»؟

لماذا «ميرى»؟سعيد صلاح

الرأى27-2-2023 | 08:34

فى بداية هذه الألفية شاءت الأقدار أن أنضم إلى مجموعة من ألمع وأنبه الصحفيين القضائيين فى مصر، أتابع معهم وأتعلم منهم أسرار وتفاصيل هذا العالم المثير الذى كان بلا شك يعكس حقيقة الحياة فى مصر خلال هذه الفترة..

تعرفت خلال تواجدى فى قاعات المحاكم وأروقتها على زميلى العزيز الأستاذ"خالد ميرى" وكان واحدًا من أبرز الأسماء التى كانت تتابع القضايا الكبرى التى تنظر فى مصر فى هذا التوقيت.. رأيته متواضعًا رغم مكانته ومجهوده واسمه المنسوب إلى صحيفته الكبيرة "الأخبار".. تعلمت منه وتزاملت معه فى متابعة كثير من القضايا، شاهدته دؤوبًا مثابرًا لا يكل ولا يمل "معجون صحافة"، كما يقولون، حريص كل الحرص على زملائه وأمنهم وحقوقهم، لم يتخلف أبدًا عن أى موقف يستلزم تواجده للدفاع عنهم.

كان مهمومًا بنا وبالمشاكل التى نواجهها خلال عملنا، حتى قرر أن يزيد من عطائه فى هذه المهنة، بعطاء آخر وهو مساعدة وخدمة الزملاء من خلال بيتهم "نقابة الصحفيين"..

وقرر خوض تجربة العمل النقابى، فكان بنفس الحماس الذى عاهدته عليه ونحن نواجه صعوبات العمل فى قاعات المحكمة ومن أمام وخلف الحواجز الأمنية أمام مبانيها فى أثناء نظر القضايا الكبرى..

لقد كانت تجربة العمل النقابى ل خالد ميرى مكتوب لها أن تكون "وليد عملاق" لأنها أسندت – من وجهة نظرى – إلى حماسه وإصراره على تقديم يد العون وخدمة الزملاء بكل ما أوتى من قوة، فلقد ظل ميرى خلال الدورات النقابية الثلاث التى اختاره فيها أعضاء الجمعية بأعلى الأصوات مثالاً للنقابى النموذج المهموم بهموم مهنته وزملائه العارف ببواطن الأمور ودهاليز وأسرار هذا العمل داخل النقابة وخارجها، مما أكسبه ميزة كبرى قد لا تتوفر فى غيره..

فضلاً عن تواجده لدورتين متتاليتين فى اتحاد الصحفيين العرب أمينا عاما.

كل هذه الخبرات والتجارب تعطى ل خالد ميرى مميزات توافقية تجعل الاجتماع والإجماع على اسمه أمر فى غاية المنطقية، بل أمر تفرضه الحاجة الملحة الآن لمهنة الصحافة ونقابة الصحفيين، نظرًا للتحديات الكبرى التى تواجهها الآن وتنتظرها أيضا فى المستقبل.

لقد استمعت إلى الأستاذ خالد ميرى وهو يعرض رؤيته وأفكاره وأحلامه عندما زارنا فى مجلة أكتوبر ورأيت بعين الحقيقة مدى الجدية التى تغلف كلامه والطموح الذى يملأ قلبه وذهنه من أجل واقع وحاضر ومستقبل أفضل للمهنة وأربابها.

أطروحاته المنطقية تحتم علينا أن ننحاز إليه، بل وندعو إلى دعمه بكل صدق إن كنا نريد – دون مجاملة – مستقبل أفضل ونقابة أقوى عصيه على أى محاولة للاختطاف..

التوافق على "ميرى" نقيبا للصحفيين ليس فقط لما سبق سرده، وإنما أيضا بسبب الحاجة الشديدة لوجود من يستطع أن يحدث توافقا غير مسبوقا فى مجلس النقابة وبين جموع الصحفيين بمختلف أيدلوجياتهم وانتماءاتهم، فهو لديه من الخبرة النقابية ما يؤهله لذلك، فقد كان مشاركا وفاعلا فى كل معارك النقابة مع كل تحدياتها..

نقابة الصحفيين ومهنة الصحافة فى أمسّ الحاجة إلى التكاتف، لأن حجم التحديات كبير وأظن أن الجماعة الصحفية – وأنا واحد منها – تقع عليها مسئولية تاريخية فى هذه الفترة ويجب أن تكون قدر هذه المسئولية.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2