اللواء محمد الغبارى: مصر لا تزال تتعرض للمؤامرة !

اللواء محمد الغبارى: مصر لا تزال تتعرض للمؤامرة !اللواء د. محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الأسبق

سلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية يعيشها العالم بدأت بالحرب الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، مرورا بجائحة كورونا، وانتهاء ب الحرب الروسية الأوكرانية الأمر الذى أثر و تسبب فى أزمات عديدة لمختلف دول العالم وينذر بأزمات أكثر خطورة، ووسط هذا العالم المضطرب تأثرت مصر شأنها شأن دول العالم، إلا أن مصر تعتبر حالة خاصة فى مواجهة التحديات والتعامل معها، فحققت نجاحا كبيرا من خلال إقامة المشروعات القومية وتنفيذ البرامج الاقتصادية والمبادرات الرئاسية فى مختلف المجالات، ما خفف من الأعباء الاقتصادية، التى عانى منها المواطن، كما كان لمصر سياسة خارجية ذات طابع خاص ساهمت فى تحقيق المصالح المصرية إقليميا ودوليا وأعادت مصر إلى مكانتها كأهم دولة بالمنطقة..

ولتفنيد الأوضاع الملتبسة فى العالم ومصر فى القلب، منه كان لـ « أكتوبر - بوابة دار المعارف» هذا الحوار مع اللواء د. محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الأسبق والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا والمحلل الاستراتيجي وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973.

بداية، كيف ترى دور مصر استراتيجيا خاصة فى ظل ما يمر به العالم من اضطرابات وصراعات؟

مصر لديها موقع استراتيجى قوى يجعلها محط اهتمام كل دول العالم، خاصة الدول الكبرى وتظهر قوة الدولة المصرية من خلال قدرتها على إقامة علاقات مع تلك الدول فمصر لها علاقات دولية واسعة نظرا لموقعها المتميز فى قلب العالم وقدراتها الشاملة فى جميع المجالات بالإضافة إلى التاريخ والحضارة المصرية مما يؤهلها لأن تكون باب الدول الكبرى للدول النامية سواء الدول العربية أو الإفريقية وبالتالى فمصر مطمع للدول الكبرى لأنها قادرة على تمرير أهدافها ولعل أكبر مثال على ذلك عندما بدأت مصر تتجه لاستيراد الأسلحة من روسيا فتحت الدول العربية أسواقها للسلاح الروسى وعندما فتحت مصر أبوابها للسلاح الصينى نجد المملكة العربية السعودية تسعى لإقامة أكبر مركزا للصناعات العسكرية بالتعاون مع الصين.

كيف ترى دور القيادة السياسية فى تحقيق الاستقرار السياسى والاجتماعى فى الداخل؟

القيادة السياسية نجحت فى تحقيق استقرار سياسى داخلى من خلال مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية وكذلك نشاط الأحزاب إلا أن المواطن المصرى ليس لديه ثقافة ممارسة نشاط سياسى أو الحقوق السياسية، وكذلك وفرت الدولة جامعات أهلية إلى جانب الجامعات الحكومية وقننت عمل الجمعيات الأهلية والمدنية لخدمة المجتمع بل إن الدولة أشركتهم فى المبادرات وبرامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى فأصبح نشاطهم واضحا للمجتمع، كما أن الإعلام اليوم موجود وبحرية تامة، ومن جهة أخرى فإن القيادة السياسية تهتم بملف حقوق الإنسان وهو ما ظهر فى إنشاء لجنة العفو الرئاسى، التى جاءت لإحداث توافق مجتمعى لإيقاف عمليات هدم الدولة من الداخل وإنهاء الانقسامات الداخلية.

كيف تقيم الخطاب السياسى للرئيس عبد الفتاح السيسى للشعب المصرى فى المناسبات المختلفة؟

الخطاب السياسى للرئيس السيسى خطاب استراتيجى فى المقام الأول يوضح استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030 ويلجأ الرئيس لمخاطبة الشعب؛ ليشرح ما تقوم به الحكومة من إصلاحات وهو فى الحقيقة قصور فى أداء الإعلام، الذى لا يقوم بتوعية المواطن على الوجه الأمثل لذا فالرئيس مضطر فى بعض الأحيان؛ لمخاطبة الشعب ولأن الدولة مستهدفة ولا يمكن الإفصاح عن استراتيجيتها فمشكلة الإعلام الأساسية أنه ليس لديه قراءة استراتيجية للأحداث، خاصة فى ظل ضعف دراسة العلوم الاستراتيجية وعدم تدريسها فى المدارس والجامعات مما يجعل المواطن غير مدرك لحقيقة ما تواجهه الدولة.

المؤامرة مستمرة

إذا هل لا زالت مصر مستهدفة رغم ما أنهته من مؤامرات بقيام ثورة 30 يونيو 2013؟

بالطبع مصر لا تزال مستهدفة فقد بدأ التخطيط لأحداث 2011 منذ التسعينيات ثم بدأت عملية التهيئة منذ 2003 وبدأ التنفيذ فى 2011 إلا أن الوعى المصرى أفسد ما خطط لتدميرها وفشلت المؤامرة إلا أن هناك مؤامرات لا تزال مستمرة، فالقوة المتربصة بمصر لا تزال تستخدم بعض أدوات حروب الجيل الرابع ممثلة فى الحرب النفسية وتظهر فى إطلاق الشائعات وكذلك الحصار الاقتصادى المؤسسى الدولى فالبنك الدولى للإنشاء والتعمير لا يزال يرفض منح مصر قروضا ميسرة وكذلك الإرهاب الكامن، الذى يظهر على السطح من وقت لآخر بالإضافة إلى تصدير بعض الأزمات الاقتصادية المفتعلة مثل أزمة سد النهضة والتصرفات التركية والدعم الإسرائيلى لبعض الحركات الإرهابية وتقسيم سوريا، التى تمثل ميزان القوى لمصر.

رغم ما حققته الدولة من تنمية اقتصادية ومشروعات قومية إلا أن المواطن لا يزال لم يشعر بنتائج عملية الإصلاح، كيف تفسر ذلك الأمر؟

الدولة تقوم بإصلاحات فى جميع المجالات فافتتحت 2000 مصنع واهتمت بالمصانع الاستراتيجية، مثل مصانع الكلور والشبة ومصانع السماد بل إنها أصبحت تعمل بقوة مضاعفة وكذلك زاد عدد المناجم ومصانع الرخام والمصانع فى سيناء والجلالة مما ساهم فى تحسن الوضع الاقتصادى إلا أنه بالفعل المواطن لا يشعر بما تحققه الدولة من نهضة اقتصادية والسبب يرجع إلى أن المواطن كان يعيش فى فقر وحالة اقتصادية سيئة من جهة والزيادة السكانية المطردة من جهة أخرى، حيث وصلت الزيادة السكانية إلى 2.6 فى السنة مما يؤخر أى نتائج لعملية التنمية فالزيادة السكانية تلتهم عملية التنمية وتؤخر التقدم الاقتصادى ولكن يجب أن يوجه الإعلام المواطن لبعض الحقائق وعلى سبيل المثال لا الحصر توفر الطاقة الكهربية فأصبح المواطن لا يعانى من انقطاع التيار الكهربى كما أنشأت الكثير من المصانع القائمة على الطاقة الكهربية مما ساهم فى تشغيل العمالة القادمة من ليبيا فلم نشعر بزيادة معدل البطالة.

ورغم ذلك تعمل الدولة على التخفيف من حدة الكثافة السكانية بايجاد حلول ممثلة فى إنشاء مدن جديدة فكرتها قائمة على التخلص من الكثافة السكانية على ضفتى النيل، التى وصلت إلى 7% لتكون 14% بحلول 2030 وهو الأمر الذى تطلب إنشاء مدن جديدة لتكون مركزا للتجمعات البشرية على أن تكون بها خدمات من كهرباء ومياه ومواصلات وفرص عمل وهو ما قامت به الدولة.

فكر اقتصادى

مرت القوات المسلحة بعملية تحديث وتطوير هى الأكبر فى تاريخ القوات المسلحة، كيف ترى فكر القوات المسلحة للتطوير؟

القوات المسلحة تم تحديثها بفكر اقتصادى، فعلى سبيل المثال عندما قامت مصر بترسيم الحدود واكتشاف عدد من حقول الغاز كان أولها حقل ظهر كانت تلك الحدود تحتاج إلى تأمين سيكلف الدولة مليارات الدولارات إلا أن تحديث البحرية المصرية ممثلة فى شراء المسترال وغيرها وفر مليارات الدولارات لخزانة الدولة المصرية. وفى نفس الوقت، تم تحديث البحرية فكان فكر القوات المسلحة قائما على التأمين والتوفير والتطوير إذا هو فكر اقتصادى سعى إلى تطوير كل أسلحة القوات المسلحة وتطويعها لخدمة مصالح الدولة ومشروعاتها الاقتصادية وينفس الفكر تم إنشاء الأسطول الجنوبى الأسطول الشمالى مما غير ميزان القوى فى المنطقة كما قمنا بإنشاء قواعد عسكرية لردع التهديد فعلى سبيل المثال قاعدة برنيس فى الجنوب، التى تمثل رادعا لأى تهديد فى الجنوب وقاعدة 3 يوليو القريبة من ليبيا والتى أوقفت عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية مما حقق الأمن القومى لأكثر من اتجاه استراتيجي.

تجفيف منابع الإرهاب

محاربة مصر للإرهاب والقضاء عليه نيابة عن العالم تجربة فريدة، كيف ترى ذلك النجاح؟

القوات المسلحة كانت أداة التنفيذ فى القضاء على الإرهاب إلا أن هناك عاملين آخرين للقضاء عليه الأول هو القضاء، الذى يجب أن يكون سريعا وحجم المعلومات التى على أساسها تتحرك القوات المسلحة للقضاء على العناصر الإرهابية، ثم يأتى دور التنفيذ ممثلا فى القوات المسلحة ويعد كمين الرفاعى فى 2015 هو بداية الحرب الحقيقية على الإرهاب، ثم جاءت العملية الشاملة 2018 فى سيناء والحقيقة أن مصر حاربت الإرهاب فى 3 مجالات، الاقتصادى والعسكرى والاجتماعى وتمثل فى تجفيف منابع الإرهاب القائم على الفرد فكانت المشروعات القومية، التى أوجدت فرص عمل ومورد رزق للشباب ومشروع القرى الأكثر احتياجا والقضاء على العشوائيات مما عالج مشاكل اجتماعية كان الإرهاب يستغلها؛ لتجنيد الشباب مما جفف منابع الإرهاب ومن جهة أخرى كان الدعم الذى قدمته القوات المسلحة الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى للمناطق الأكثر احتياجا فى أطراف البلاد وكذلك برامج الإصلاح الاجتماعى؛ لرفع المستوى الاجتماعى والاقتصادى للشباب، فحاربت الدولة البطالة بالمشروعات التنموية مما قلل من تدفق الأفراد وكذلك كانت المعلومات التى تعتمد عليها القوات المسلحة للقضاء على الإرهاب دقيقة إلى حد كبير.

من وجهة نظرك، ما أهم البرامج التنموية والمبادرات الرئاسية، التى كان لها صدى لدى المواطن المصرى سواء اجتماعيا أو اقتصاديا؟

كل المبادرات والبرامج الإصلاحية، التى قامت بها الدولة لها أهمية؛ لأنها تمثل مجتمعة تخطيط استراتيجى للدولة والمقصود به استخدام كل إمكانيات الدولة للنهوض اجتماعيا واقتصاديا بالمجتمع المصرى، الذى كان يعانى منذ 2011، فعلى سبيل المثال برنامج القرى الأكثر احتياجا قضى على البطالة وساعد الأسر غير القادرة مما رفع الروح المعنوية لديهم، كما أن زيادة المعاشات فى برنامج تكافل وكرامة، الذى ظهر دوره أثناء جائحة كورونا، الذى منح للأسر التى توقف مصدر رزقها مبالغ مالية ساهمت فى توفير احتياجاتهم الأساسية من هنا يمكن القول أن البرامج الإصلاحية ساهمت فى وقف الجريمة وتجفيف منابع الإرهاب من خلال سد الاحتياجات الأساسية للأسرة فحمت المجتمع ومن جهة أخرى فإن مشروعات البنية التحتية امتصت العمالة القادمة من الدول، التى عانت من اضطرابات بدليل أن الأمم المتحدة فى احصاءاتها أكدت أن معدل البطالة فى مصر فى 2018 وصل 18.1 أما فى 2022 وصل إلى 8.1.

تشويه القناة

فى الآونة الأخيرة تعرضت قناة السويس لحملة كبيرة من الشائعات وحملات التشويه، لماذا كل هذا الهجوم؟

سعت الدولة إلى تعظيم مكانتها، عندما أنشأت قناة السويس الجديدة مما أدى لزيادة قدرة القناة على استيعاب عبور السفن، حيث ارتفع عدد السفن العابرة لقناة السويس من 50 سفينة إلى 100 سفينة مما ضاعف من دخل القناة، حيث دخلت مراكب الصب، التى حققت عائدا كبيرا لقناة السويس لم يتأثر بعملية الركود، التى حدثت على مستوى العالم، فنستطيع أن نقول إن قناة السويس هى الشجرة المثمرة لذا يتم تشويه ما حققته من إنجازات، فمن المنطقى أن يبحث الموتورون عن النجاح ليشوهوه، وهو أمر لا يجب أن يهز ثقتنا بوطننا وبقيادتنا السياسية ومن هنا يجب على الإعلام أن يكشف الحقيقة للمواطن وأن يفند كذب تلك الادعاءات ومنها على سبيل المثال أن المواطنين، الذين قاموا بشراء شهادات قناة السويس استردوا قيمة الشهادة والعائد منها قبل مرور 5 سنوات.

ما أهم أسس السياسة الخارجية المصرية؟

السياسة الخارجية لمصر متزنة ومبنية على مبدأين أعلنهما الرئيس عبد الفتاح السيسى مع بداية توليه السلطة وهما تبادل المصالح أو المصالح المشتركة ورفض تام للتبعية وهو ما يظهر فى تحركات الرئيس الخارجية وتحركات وزير الخارجية والتعامل الدبلوماسى مع الدول الشقيقة والدول الصديقة ومع القضايا الإقليمية والدولية.

كيف ساهمت مصر فى القضايا الإقليمية والدولية؟

مصر قوة إقليمية ودولية فلديها صوت فى الأمم المتحدة بالإضافة إلى أنها عضو فى التجمعات الدولية والإقليمية المختلفة، مثل التجمع الأفروآسيوى وتجمع دول عدم الانحياز فمكانة مصر الدولية كبيرة ويدعم تلك المكانة اشتراكها فى قوات حفظ السلام فى القضايا الدولية، حيث تعتبر القاهرة ثانى دولة على مستوى العالم تشارك بقوات حفظ السلام؛ لتحقيق الأمن و السلام بالدول، التى تعانى من صراعات، كما أن مصر مشتركة فى كل المنظمات الإقليمية كالاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية وكذلك الحوار الأوروبى المتوسطى والحوار الأطلنطى مع حلف الناتو وكذلك التعاون الاستراتيجى مع روسيا والصين، كما أن مصر تستطيع التأثير فى مسار القضايا الدولية والإقليمية، فمصر طرف فى التهدئة والمصالحة بين الأطراف وأزمة الزلزال فى سوريا أحد الأمثلة على ذلك، حيث وضعت مصر المجتمع الدولى أمام التزاماته، عندما أرسلت مساعدات ل سوريا لمساندتها إنسانيًا، كما أن مصر تمثل الطرف السياسى لحل أزمات سوريا واليمن والسودان و ليبيا بالإضافة إلى التعاون لحماية الأمن القومى لدول الخليج، التى تعتبر امتدادا استراتيجيا لمصر.

ما أهم التحديات التى تواجه الدولة المصرية حاليا؟

أزمة الغذاء هى أكبر التحديات التى تواجه الدولة، لأن الوضع الاقتصادى العالمى أصبح صعبا وذلك نظرا لحدوث 3 متغيرات هى الحرب الاقتصادية بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية، التى بدأها ترامب ثم جائحة كورونا وما ترتب عليها وأخيراً الحرب الروسية الأوكرانية، فهذه المتغيرات لم تؤثر على الاقتصاد المصرى وحده ولم يكن لها تأثير مباشر لولا جشع بعض التجار.

ما علاج أزمة الغذاء التى من المنتظر أن تواجه العالم فى الفترة القادمة؟

علاج أزمة الغذاء فى تأهيل المواطن للوضع الاقتصادى ويجب أن يعى المواطن أن مصر، كانت فى الستينيات دولة اشتراكية فكان يتم فرض تسعيرة على الأسواق وأجهزة للرقابة أما الآن فمصر دولة رأسمالية يعتمد سوقها على العرض والطلب واحتياج المستهلك ومن هنا يجب أن يكون لدى المواطن ثقافة المقاطعة وهى ثقافة تحتاج إلى تأهيل لوعى المواطن وهى ثقافة ليست موجودة لدى المواطن المصرى فيجب غرس فكرة أنه، كلما قاطعت السلعة كلما انخفض ثمنها وغياب هذه الثقافة مثل عبء كبير على ميزانية البيت المصري.

من أين يبدأ حل القضية الفلسطينية؟ وما العقبات التى تواجه مصر لحلها؟

يبدأ حل القضية الفلسطينية من المصالحة الفلسطينية الفلسطينية والمصالحة العربية العربية، والعقبات التى تواجه مصر هى تدخل أطراف أخرى لها مصالح فى المنطقة مثل إيران وإسرائيل، مما يؤدى إلى تطرف حماس ويؤدى إلى سيناريو إفساد عملية المصالحة.

ما مستقبل الوضع فى سوريا فى ظل الأوضاع الحالية؟

الوضع فى سوريا متجمد فى انتظار المرحلة الثانية من العمليات الإرهابية والدليل عدم القضاء على داعش حتى الآن، أضف إلى ذلك أن الولايات المتحدة لها 11 تمركزا لقواتها وانجلترا لديها 4 تمركزات وفرنسا لديها تمركزان وألمانيا لديها تمركز واحد لقواتها أما روسيا، فقد استولت على ميناء اللاذقية وتركيا استولت على غرب إدلب، فالوضع الآن فى حالة التهدئة استعدادا لتقسيم سوريا من خلال التصعيد مرة أخرى فهم يريدون تقسيم سوريا 3 دويلات، الأولى دولة سنية فى حماة وحلب، والثانية دولة شيعية فى اللاذقية، وباقى سوريا تستولى عليها إسرائيل وهو امتداد لإسرائيل الكبرى من النيل للفرات.

متى ينتهى الوضع غير المستقر فى ليبيا؟

الوضع فى ليبيا سيستمر طالما أن الوضع فى سوريا لم يستقر فعندما ينتهى تقسيم سوريا ستستقر الأوضاع فى ليبيا، والدليل عدم اكتمال حلولها السياسية وتجميد الجيش الليبي، لتظل ليبيا حاضنة للإرهاب لذا أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى سرت الجفرة خط أحمر، ومن جهه أخرى فإن القبلية فى ليبيا أحد وأهم أسباب الانقسام و الأطراف المستفيدة هى أوروبا التى تقوم بشراء البترول من القبائل مما عمق الانقسام والقبلية فى ليبيا، ففتح جبهة ليبيا لإلهاء مصر عن ما يجرى فى سوريا إلا أن القيادة السياسية تعى ذلك تماما.

ما السبب الأساسى وراء تدهور الأوضاع فى السودان؟

السبب فى الانقسام الداخلى للسودان هو الخلاف بين الأشقاء فى الداخل مما هيئ الوضع للتدخلات الخارجية ويمكن القول إن آفة وطننا العربى عدم التوحد.

ما حقيقة ما يثار حول الخطر الذى يشكله سد النهضة؟

سد النهضة فى حد ذاته غير مؤثر إلا فى حالة الجفاف الممتد وهو وضع لا يحدث إلا كل 40 عاما ولا يزيد على 7 سنوات وهو ما ورد فى سورة يوسف وهى فترة القحط، ولكن مصر صاحبة حقوق تاريخية فى نهر النيل وتسعى إلى الحفاظ عليها لكى لا يترك الأمر لأى دولة تريد القيام بسدود مما يتسبب فى ضرر فى المستقبل للحقوق المصرية ولمجرى نهر النيل والدليل أن مصر قامت بإنشاء سد ستيجلر جورج فى تنزانيا.

كيف تقيم الدور المصرى فى إفريقيا وربطه بالعلاقات الإفريقية العربية؟

مصر لها دور فى إفريقيا، ولكنه يحتاج لدعم مادى كبير منذ أكثر من 20 سنة بعد أن تم إلغاء الصندوق العربى الإفريقى لذا توجهت إفريقيا لدول أخرى خارج القارة ومن هنا يمكن القول أن الدور المصرى فى إفريقيا محدود نتيجة تدخل دول كبرى فى القارة الإفريقية، مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند و إيران أما مصر فتقتصر المساعدة على تقديم خبرات وأيد عاملة، ورغم ما يواجه مصر من عقبات فى إفريقيا إلا أن مصر نجحت فى تكوين شراكات اقتصادية فى إفريقيا، كما استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى الحصول على دعم من الدول الكبرى يقدر بـ20 مليار دولار لدعم إفريقيا؛ لمواجهة تأثيرات المناخ على البلاد الإفريقية مما يأتى فى إطار حرص مصر على المصالح الإفريقية.

فى ظل الأجواء المتوترة فى العالم الآن، كيف ترى مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية؟

العلاقات الصينية الأمريكية علاقات اقتصادية بالمقام الأول و الحرب فيما بينهما حرب اقتصادية وهى نتيجة قدرة الصين الاقتصادية، التى كادت أن تتفوق على الولايات المتحدة خلال الخمس سنوات الأخيرة، وقد تسببت الحرب الصينية الأمريكية فى أزمة اقتصادية عرفت باسم تغيير سلاسل الإمداد فى العالم، التى نتجت عن تغيير الولايات المتحدة الأمريكية لسياستها الاقتصادية تجاه الصين مما أدى إلى غلاء أسعار بعض المنتجات، والولايات المتحدة بالفعل تستعد لمواجهة الصين فنقلت القيادة المركزية الأمريكية من أوروبا إلى قطر؛ لتكون فى المواجهة المباشرة مع الصين، كما قامت بإنشاء قواعد عسكرية جديدة فى المنطقة واستبعد حدوث مواجهة بين الصين والولايات المتحدة قبل 2050 أما حادث المنطاد الصينى فما هو إلا مناوشات وجس النبض ولا تدخل فى شريحة الحرب والصين فى الحقيقة لا تحتاج إلى المنطاد؛ لتتجسس فالتجسس هو دور الأقمار الصناعية.

فى الحرب الروسية الأوكرانية من الفائز ؟

أساس الحرب الروسية الأوكرانية هو الأمن القومى الروسي، حيث تعتبر أوكرانيا من الدوائر الإقليمية المباشرة لروسيا لذا اتخذت روسيا الإجراءات اللازمة؛ لحفظ أمنها ونجحت روسيا وانهت الأمر بالاستيلاء على 4 أقاليم لتأمين حدودها وهى التى ستقوم بفرض شروطها أما الفائز فى تلك الحرب هى روسيا، حيث حققت هدفها الاستراتيجى والفائز اقتصاديا هى الولايات المتحدة إلا أن على المدى الطويل ستجنى روسيا الثروة المستقبلية التى سيتم استخراجها من البحر الأسود.

فى النهاية ما تقييمك لأداء الإعلام المصري؟

لا بد من وجود وزير إعلام تنفيذى للتخطيط والتعامل استراتيجيا مع خطة الدولة بمعنى وضع استراتيجية إعلامية للتعامل قبل الحدث وأثنائه وبعد انتهاء الحدث وعلى الإعلام أيضا أن يوجه المواطن إلى محاسبة نفسه قبل أن يحاسب الدولة عن طريق كشف حقيقة المشكلات وأبعادها.

أضف تعليق