أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ، أن جهود مواجهة التداعيات الكارثية للزلزال الذي ضرب سوريا، تتطلب دعماً دولياً كبيراً وإمكانيات هائلة، مشيراً إلى أن ذلك لن يكون ممكناً إلا من خلال إيلاء الاعتبارات الإنسانية أولوية على الاعتبارات السياسية، والرفع الفوري والكامل وغير المشروط للإجراءات القسرية غير الشرعية والدعم الصادق والحقيقي لسوريا وشعبها.
وقال صباغ، وفقًا لوكالة الأنباء السورية خلال جلسة ل مجلس الأمن اليوم حول الشأنين السياسي والإنساني في سوريا، إنه في الوقت الذي كانت فيه سوريا تلملم جراحها وتدفن شهداءها، وتسابق الزمن لمعالجة النتائج الكارثية للزلزال المدمر، كان الاحتلال الإسرائيلي وقوى الإرهاب يتربصون بسوريا وشعبها حيث شن الاحتلال الإسرائيلي فجر الـ 19 من الشهر الجاري عدوانا جويا على أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين في مدينة دمشق أدى إلى ارتقاء 5 شهداء، وإصابة 15 مدنياً، وتدمير عدد من منازل المدنيين، وإلحاق أضرار كبيرة بمراكز تعليمية ومواقع تاريخية، وتزامن ذلك مع قيام تنظيم "داعش" الإرهابي باعتداء وحشي استشهد فيه 53 مواطناً، وأصيب آخرون أثناء جمعهم محصول الكمأة في مدينة السخنة شرق حمص.
وأشار صباغ إلى أن العدوان الإسرائيلي يأتي في سياق استهداف كيان الاحتلال الممنهج للمدنيين وللأعيان المدنية السورية، من منازل ومراكز خدمية ومطارات وموانئ، ويمثل جريمة حرب موصوفة وانتهاكاً جسيماً للقانون الدولي ومبادئ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وتهديداً صريحاً للسلم والأمن في المنطقة، موضحا أن سوريا طالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لردع الاحتلال وضمان عدم تكرار اعتداءاته، ومساءلة ومعاقبة مرتكبيها، إضافة إلى مطالبتها الدول الداعمة للكيان في مجلس الأمن بالكف عن عرقلة نهوض المجلس بمسؤولياته في وقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال والتنظيمات الإرهابية والمحاسبة عليها.
وأوضح صباغ أن سورية أكدت على التزامها بإيصال المساعدات الإنسانية لمواطنيها أينما وجدوا على أراضيها، بما في ذلك في شمال غرب البلاد، حيث اتخذت قراراً بالموافقة على فتح معبرين إضافيين “باب السلامة والراعي” لمدة ثلاثة أشهر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في تلك المنطقة، وأسهم القرار حتى الآن في عبور 423 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وهو أمر يعكس أهمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الأمم المتحدة.
كما أكد المندوب السوري أهمية تنفيذ الإجراءات الدولية الخاصة باستمرار المساعدات الإنسانية بحسن نية ورفض كل محاولات تسييس الوضع الإنساني في سوريا .. مجدداً شكر سوريا وتقديرها لجميع الدول التي تضامنت معها وسارعت للاستجابة لحاجات شعبها في هذه الظروف الصعبة، ما شكل دعماً مهماً للجهود الوطنية في تخفيف آثار الزلزال وإنقاذ الكثير من المصابين، وتقديرها أيضاً للأمين العام للأمم المتحدة على إطلاقه نداء عاجلاً للاستجابة لتداعيات الزلزال الكارثية والذي يجب أن يركز الجهود الدولية على المساعدة في إعادة إعمار البنية التحتية ومعالجة الأضرار التي لحقت بالمرافق الخدمية والصحية والتعليمية الضرورية والتي تشكل حاجة ملحة لعودة النازحين المتضررين من الزلزال إلى مناطقهم وبيوتهم.