انقسام فى حلف الناتو !

انقسام فى حلف الناتو !حسن زعفان

الرأى5-3-2023 | 13:39

بدأت بوادر الانقسام بين دول حلف الناتو فى الظهور إعلاميًا من خلال تصريحات قادة الحلف بعد الاجتماع الأخير فى بروكسل، الذى تم فيه نقاش حول جدوى دعم أوكرانيا بالسلاح واستنزاف موارد الحلف، دون تحقيق أى انتصارات عسكرية، ومع تزايد المعارضة الشعبية لبعض الدول الأساسية فى الحلف، مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا

حيث تحفظت ألمانيا مؤخرًا على منح أوكرانيا دبابات حديثة من نوع ليوبارد٢، بحجة أن التدريب عليها يحتاج إلى وقت كبير، وأن تلك الدبابات لن تكون مؤثرة فى رفع القدرات الدفاعية للجيش الأوكرانى، وبعد ضغوط شديدة من الولايات المتحدة وافقت ألمانيا على منح الجيش الأوكرانى عددًا محدودًا من الدبابات لا يتجاوز ١٢ دبابة، وأن هذه المنحة لن تصل إلى أوكرانيا إلا فى نهاية شهر مارس الجارى، أما بريطانيا فقد استقدمت قادة عسكريين أثناء اجتماع قادة الحلف لإبداء الرأى من الناحية العسكرية، حيث أكد الخبراء أنه لا يمكن الاستمرار فى الحرب بهذه الطريقة، والتى لا تعنى إلا الاستنزاف للمعدات والذخائر دون تحقيق أى مكاسب عسكرية على أرض المعركة، وأن الحلف غير جاهز للدخول فى حرب برية مع روسيا، وأن الأمر يحتاج إلى تعبئة موارد عسكرية بطاقة كبيرة، وأن تتشارك مصانع السلاح الكبرى فى دول الحلف فى تنفيذ المتطلبات للجيوش من الذخائر والمعدات، والتى يجب أن تتفوق على معدات وذخائر الجيش الروسى بمعدل الضعف على الأقل، وهو أمر غير متوفر الآن، ويجب توفير هذه المتطلبات فى مدة زمنية لا تتجاوز العام مع استمرار مضاعفة الإنتاج فى مصانع السلاح.

وقد أبدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا رغبة فى الدفع إلى المفاوضات لتجنب كوارث اندلاع حرب شاملة مع روسيا، خاصة بعد إعلان الصين دعمها غير المشروط ل روسيا وورود تقارير استخباراتية تفيد بتزويد الصين ل روسيا بصواريخ وطائرات مسيرة ذات قدرات عالية.

وقد عارضت الولايات المتحدة الاقتراح البريطانى، مما دعا بريطانيا لتجميع دعم مؤيد من دول الحلف لتوجهاتها بالدفع فى اتجاه إنهاء الحرب بالمفاوضات، وقد انضمت فرنسا وألمانيا وإيطاليا إلى الاقتراح البريطانى، والذى ترفضه الولايات المتحدة بشدة، وهو ما يعنى انقسامًا كبيرًا بين دول حلف الناتو فى كيفية إدارة الحرب، التى أصبحت تشكل عبئا اقتصاديًا خطيرًا على دول الحلف، وأن تعويض إمدادات الغاز الروسى أصبحت مكلفة جدًا، حيث وصلت إلى خمسة أضعاف سعر الغاز الروسى، وكذلك الفحم، الذى تستورد منه ألمانيا ثلث احتياجاتها من روسيا.

لقد بات أمر إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية مطلبا استراتيجيا لدول الاتحاد الأوروبى.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2