أكد كبير مستشاري الاتحاد البرلماني الدولي بجنيف السفير مختار عمر، أن مصر قدمت نموذجا جيدا وقويا في عمليات مكافحة الإرهاب على المستوى الوطني، ولها تجربة رائدة وناجحة في القضاء على "الإرهاب السياسي".
وقال السفير مختار عمر - لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر - إنه جاري الاستفادة حاليا من التجربة المصرية فيما يتعلق بالإرهاب السياسي الذي ظهر من خلال تطويع الدين وتحويله أداة سياسية؛ وهو ما نتج عن ظهور تيار ما يعرف "بالإسلام السياسي".
وأضاف أن مصر نجحت في قطع ذيول كافة تيار "الإسلام السياسي" لأن مكافحة الإرهاب تبدأ من المنزل والمسجد والتعليم، واستطاعت القضاء على التنظيمات الإرهابية في منطقة شمال سيناء؛ ومن ثم فهي تجربة متكاملة اعتمدت على المقاربة الفكرية والأمنية معا.
واستطرد كبير مستشاري الاتحاد البرلماني الدولي قائلًا "إن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر شريك رئيسي للاتحاد البرلماني الدولي في مكافحة التطرف العنيف والأفكار المتطرفة" مشيرا إلى أن المساجد والزوايا التابعة لوزارة الأوقاف تحولت بأكملها إلى منابر تنويرية لنشر قيم السماحة والاعتدال والوسطية للدين الإسلامي الحنيف.
وتابع أن الجزائر لديها كذلك تجربة ناجحة في مجال مكافحة الإرهاب، حيث عاشت 10 أعوام تعاني من التطرف العنيف والإرهاب وتغلبت عليه منفردة، موضحا أن التجربتين المصرية والجزائرية يتفقان في "مدنية" الدولة وتعزيز قيم المواطنة، وتقديم الوطن أولا.
وأوضح أن الجزائر تواجه تحديا أمنيا كبيرا نظرا لجوارها الجغرافي مع دول منطقة الساحل التي تشهد اضطرابات أمنية وتنامي متزايد للحركات الإرهابية، وهو ما يستدعي تضافر الجهود الدولية لمجابهة الإرهاب في منطقة الساحل، لأن الإرهاب يهدد العالم أجمع.
وأكد أن الاتحاد البرلماني الدولي أطلق سلسلة اجتماعات تحت عنوان :"نداء الساحل"، تهدف إلى تكاتف الجهود الدولية لمساعدة دول منطقة الساحل الإفريقي على مجابهة الإرهاب وتسليط الضوء دوليا على خطورة الأوضاع في هذه المنطقة.
ولفت إلى أن سلسلة الاجتماعات بدأت في بروكسل عام 2017، ثم في أسوان عام 2018، وتم إنشاء خلالهما مجموعة العمل عالية المستوى في مكافحة الإرهاب بالبرلمان الدولي، مشيرا إلى أن مصر دعت في عام 2019 إلى عقد اجتماع متخصص في منطقة الساحل والصحراء.
وأضاف أن الاتحاد البرلماني الدولي عقد عددا من الاجتماعات التمهيدية ومنها اجتماع رواندا والذي يتعلق بالعامل المناخي في منطقة الساحل، واجتماع الجزائر في 26 و27 فبراير الماضي وهو الاجتماع الثاني ويتعلق بالمجتمعات المحلية بشقيه القبلي والديني وكيف يمكن لهما أن يساعدا في وقف الانتشار السريع للإرهاب والأفكار المتطرفة.
وأوضح السفير مختار عمر أنه سيتم عقد اجتماع ثالث في البحرين يوم 11 مارس الجاري؛ ويتعلق بالجانب الأمني وكيف يمكن للعالم أن يتعامل أمنيا مع أزمة منطقة الساحل، ثم سيعقد في يونيو القادم اجتماع رابع يتعلق بالتعليم والتنمية.
واعتبر كبير مستشاري الاتحاد البرلماني الدولي إلى أن سلسلة اجتماعات نداء الساحل هي آخر خطة عمل لإنقاذ دول الساحل، مشيرا إلى أنه لايوجد خطط أخرى وكافة الخطط التي قدمتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى لم تنجح وأثبتت عدم نجاعتها بالنظر إلى تنامي وازدياد الحركات الإرهابية في منطقة الساحل وأصبح الإرهابيون يسيطرون على بعض بلدانها سيطرة شبه كاملة، وأخرى سيطر الإرهابيون على أكثر من 60 في المئة من أراضيها على غرار بوركينافاسو.
وأشار إلى أن بعض الأزمات الدولية كالحرب الروسية الأوكرانية وبعض مشاكل الشرق الأوسط غطت بشكل كبير على مشكلة منطقة الساحل، وهو ما تسبب في عدم وجود اهتمام دولي حقيقي بها، لافتا إلى أن هذا "النكران" للأزمة والوضع الحالي للساحل دليل على ازدواجية المعايير الدولية، حيث تهدف مثل هذا الاجتماعات إلى وضع الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها تجاه هذه الأزمة.