«الوسادة الخالية» هو أول أفلام المذيعة الحسناء خريجة الجامعة الأمريكية، لبنى عبد العزيز التى عرفها الصغار بالاسم الذى كانت تقدم به برامجها، عبر الميكروفون الإنجليزى لإذاعة القاهرة «إنتى لولو» أو «العمة لولو».
عيناها تلمع كنيل مصر بكل ما يحمله من سحر، فيعتبرها العالم "آخر عروس له"، تلك الحسناء التى غنى لها العندليب "أول مرة تحب يا قلبى"، و"اسمر يا اسمرانى إيه قساك عليا"، ومنحها فريد الأطرش قلبه حين قال "قلبى ومفتاحه دول ملك إيديك"، فاتنة زمن الفن الجميل، برقتها وثقافتها الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز، صاحبة البصمة الخالدة فى تاريخ السينما المصرية رغم قلة رصيدها الفنى والذى لا يتجاوز الخمسة عشر فيلمًا، فقد انتصرت لحقوق الفتاة حين رفعت شعار "أنا حرة" فى عصر كان صوت النساء به عورة، وتغلبت على أسطورة الحب الأول فى فيلم "الوسادة الخالية".
صياد اللؤلؤ والمنتج الكبير الراحل رمسيس نجيب هو الذى اكتشفها، واختار لها إحدى أشهر روايات الراحل إحسان عبد القدوس وهى "الوسادة الخالية"، لتكون بداية انطلاقتها فى عالم السينما ، مع المخرج الكبير صلاح أبو سيف والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
وحينما تم عرض الفيلم فى السابع من شهر أكتوبر عام 1957 كانت هناك قصة حب قد سبقته إلى دفاتر المأذون، قصة البطلة الحسناء والمنتج الجريء، قصة حب عنيفة، انتهت بالزواج وأثمرت عددًا كبيرًا من الأفلام الناجحة.
والطريف أن حب عبد الحليم حافظ للبطلة لبنى عبد العزيز على الشاشة كانت له صورة معاكسة، لقد توهم رمسيس نجيب فى فترة من الفترات أن عبد الحليم حافظ يحب لبنى، فقاطعه بعد انتهاء الفيلم، ولم يقدمه فى أى فيلم من أفلامه إلا بعد سنوات عديدة.
وبعد كل هذا الحب والنجاح، كانت قصة طلاق لبنى من المنتج رمسيس نجيب بمثابة مفاجأة مدوية لجمهورها، الذى يعرف أن العلاقة التى ربطت بين لبنى عبد العزيز وزوجها كانت علاقة قوية على المستويين الفنى والعاطفي، وأن لبنى كانت أحرص ما يكون على دوام علاقتها الزوجية، ولم تطلب الانفصال أبدًا، وكانت تضع نصب أعينها العرفان له بالجميل، لأنه هو من مهد لها الطريق الشاق وأخذ بيدها حتى أصبحت نجمة من نجمات الصف الأول.
ورغم ذلك كانت غاية الفنانة الجميلة أن تكون زوجة مثالية سعيدة فى بيتها ومع زوجها، وكان التمثيل بالنسبة لها مجرد هواية تستطيع الاستغناء عنها وقتما شاءت، لكن اختلاف الطباع بينهما والغيرة الشديدة كانا بداية النهاية لزواجهما.
لبنى تلقت نبأ طلاقها كغيرها من الجمهور، حيث قرأت نبأ الانفصال فى إحدى الصحف الفنية، فظنت المسألة مجرد خطأ تعرضت له الصحيفة، لكنها فوجئت بتليفون من محامى رمسيس نجيب، والذى رجاها بذوق أن ترسل إليه من يتسلم ورقة الطلاق!