ليس بالسلاح فقط تتحرر الأرض والأوطان، فالمواجهات العسكرية تعد شكلا تقليديا فقط لمواجهة ومجابهة الأعداء؛ وإنما هناك أيضا مواجهات لا تقل أهمية عن تلك المواجهة.. مواجهات ليست عسكرية ولا أمنية فقط، إنما فكرية وتنموية.
هذا بالضبط ما فعلته الدولة المصرية فى الجزء الغالي منها "سيناء"، لتكتب تاريخًا جديدًا على أرض الفيروز، تلك البقعة الغالية من الوطن، التى تحفظ كل حبة رمل فيها اسم شهيد بذل روحه الطاهرة على أرضها؛ فداء وتضحية من أجلها.
إن مجابهة الإرهاب وخفافيش الظلام، الذين تسللوا وسكنوا فى غفلة من التاريخ -بفعل فاعل- ليس عملاً أمنياً فقط، فالقضاء على الإرهاب، لابد أن يشمل تجفيف منابعه، وجز أسبابه، ومسبباته من جذورها، بل واقتلاعها جبرًا وقهرًا.
وقد نجحت مصر على مدار السنوات الماضية من خلال استراتيجية واضحة ومدروسة تعتمد 3 محاور رئيسية (الأمنى - الاجتماعى - التنموى)، وبتنسيق وتوحيد جهود كل مؤسسات الدولة، فى أن تواجه الإرهاب وتتصدى لكل مخططاته الشيطانية، مكبدة عناصره وكل من يمولها فى الداخل والخارج خسائر لم يألفوها من قبل، إلى أن أصبح فى جسد كل من بقي منهم حيًا "ندبة جرح"، تذكره بما فعله فيهم المصريون البواسل فى واحدة من أشرس وأشرف معاركهم لحماية أرضهم ومقدساتهم ومكتسباتهم وثرواتهم .
إن مصر الآن تحصد ثمار جهودها وتضحياتها، بعد سنوات من المواجهات الشرسة، التي وثقتها شهادات دولية، ووصفتها بالإنجاز التاريخي الذي غير شكل الحياة فى سيناء، وأعاد كتابة التاريخ من جديد، لقد كانت المعارك صعبة بلا شك عسكريا وتنمويا، وقد كلفت الكثير من الأرواح الطاهرة والكثير من الأموال وما تزال الدولة تخطط وتنفذ المزيد من المشروعات لتحقق حلم التنمية الكاملة ل سيناء الحبيبة. ولقد جاء الاصطفاف الذي شهده الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمعدات التى تشارك فى معركة التنمية ب سيناء خير شاهد على تجدد الانطلاق نحو العبور الجديد لأرض الفيروز، عبور التنمية والتعمير، والذي سبقه عبور التحرير من دنس الاحتلال فى 1973.
لن تكون سيناء مجرد " صحراء " كما قال برنامج «تشات جي بي تي ChatGPT»، بل ستكون جنة الله على الأرض وبوابة مصر الشرقية التى تزود عنها أى شر، وتحمي وتصون أمنها القومي، فلقد انطلقت معركة التنمية وستظل مستمرة؛ لتحقق أهدافها، مثلما حققت المعارك العسكرية والأمنية فى مواجهة الاحتلال والإرهاب، ومثلما حققت وتحقق "معركة الوعي" من نجاحات فى مقاومة التزييف المتعمد للحقائق ونشر الشائعات والأفكار الهدامة."
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن