نَظَمَت كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بجامعة الإسكندرية، بالتعاون مع لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان مستقبل النظام الإقليمي في ظل الأزمة الأوكرانية، تحت رعاية الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس الجامعة.
حاضرت في الندوة كوكبة من أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعات الإسكندرية والقاهرة وبور سعيد، وافتتح الندوة الدكتور أحمد وهبان عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية حيث رحب بضيوف الكلية بالحضور .
من جانبه أكد الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد أنَّ ما يحدث في أوكرانيا هو حرب عالمية متكاملة الأركان، وأن الأزمة الأوكرانية ستكون ممتدة ومترامية التأثير، مضيفاً أن هناك عالمًا جديدًا يتشكل، وقال "نحن بصدد نظام عالمي جديد، تنتهي فيه الهيمنة الأحادية الأمريكية على دفة السياسة العالمية".
وأكد الدكتور محمد سالمان طايع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ضرورة الاهتمام بالدراسات المستقبلية وتشجيع الباحثين والأكاديميين العرب كافةً والمصريين خاصةً بأن يسلكوا مناهج علمية في الدراسات المستقبلية والإكثار منها نظرًا لأهميتها العلمية والعملية.
وأشار إلى مستقبل النظام الإقليمي في ظل الازمة الأوكرانية، والتي تعتبر أزمة ذات طبيعة معقدة ومتداخلة ومن الممكن اعتبارها من أهم الأزمات التي شهدتها الساحة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية لأنها تطال مناطق كثيرة من العالم، مع التركيز على قضية الفواعل الإقليمية التي شهد بعضها بعض التغيرات والبعض الآخر استفاد من التطورات الجارية.
وفي السياق، أشار الدكتور عثمان أحمد عثمان أستاذ الاقتصاد بالمعهد العالي للدراسات الإسلامية إلى الدور المحوري الذي يؤديه الاقتصاد كمحرك أساسي للسياسة الدولية قاطبةً، مع التطرق لديناميكيات التنافس الاقتصادي العالمي الحالي و تأثير الأزمة على التوازن الاقتصادي.
ولفت إلى السياسات الاقتصادية للولايات المتحدة وما تفرضه من عقوبات وتأثير ذلك على مجريات الأزمة وما تفرضه من ضغوطات على الدول العربية، مع التطرق للمصالح الاقتصادية لكلٍ من الولايات المتحدة، الصين، و الاتحاد الأوروبي وصولًا لاستعراض الرؤية الاستراتيجية المستقبلية للولايات المتحدة.
وفي كلمتها، نبهت الدكتورة صفاء صابر مدير مركز الدراسات السياسية بالكلية إلى خطورة التداعيات السياسية والاستراتيجية والخاصة بالطاقة للأزمة على المستوى الأوروبي مع تسليط الضوء على محاولات الاتحاد الأوروبي؛ للبحث عن دول أخرى للطاقة وإقامة علاقات على المستوى الاقتصادي والسياسي وتنويع الشركاء الاستراتيجيين؛ لتعويض النقص في إمدادات الطاقة، ثم تطرقت للموقف الأوروبي في مقابل الضغط الروسي.
أمّا الدكتورة رانيا أنيس مدرس الاقتصاد بالكلية، فقد تطرقت إلى مستقبل الاقتصاد الإقليمي في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وما ترتب عن الأزمة من تحديات وعلى رأسها: تفاقم الضغوط التضخمية والفقر وعدم المساواة، تهديد الأمن الغذائي، انخفاض احتياطي النقد الأجنبي وانخفاض قيمة عملات بعض الدول، وتراجع معدلات النمو الاقتصادي. ثم استعرضت رانيا سبلًا للتكيف والتخفيف من حدة الأزمة مع الإشارة إلى فرص التكامل الاقتصادي الإقليمي