.
تناولت دراسة جديدة ظاهرة "رهاب المهرج"، أو الخوف من المهرجين، على نطاق واسع لتحديد أصولها وكيف تنشأ.
فبحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Frontiers in Psychology، فإن المصطلح التقني لحالة "فوبيا المهرجين" هو coulrophobia، والتي ثبت أنها منتشرة بشكل كبير، وتؤثر على الكثيرين من جميع الأعمار وعبر الثقافات المختلفة، ولا يجب أن يكون مظهر المهرج سيئًا عند ظهوره في فيلم أو على شاشة التلفزيون؛ حيث إن مجرد رؤية مهرج غير ضار في السيرك أو حفلة عيد ميلاد للأطفال يمكن أن تجعل البعض يركض هربًا بسبب الخوف منه
في حين أن رهاب الكولوفوبيا لا يُصنف على أنه حالة مميزة في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5، فإنه يمكن أن يندرج ضمن فئة الرهاب المحدد في فئة اضطرابات القلق. قدمت الأبحاث السابقة بعض التفسيرات للرهاب، لكن لم يتم التركيز على أصول هذا الخوف المحدد وكيف ينشأ
فحصت الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون من كلية علم النفس والدراسات العلاجية بجامعة ساوث ويلز البريطانية، علم النفس وراء سبب تخويف المهرجين للبعض.
وتم إعداد استبيان جديد لاستكشاف ردود الفعل الفردية تجاه شخصيات المهرجين، والعلاقة بين "كولروفوبيا" والعوامل الديموغرافية مثل العمر والجنس. كما اشتمل الاستبيان على أسئلة تتعلق بمظهر المهرجين وملامح وجههم وسلوكهم وتصوير المهرجين في الثقافة الشعبية، وما إذا كان الشخص المشارك في الاستبيان قد تعرض لتجربة سلبية مع مهرج
وتم اختيار عينة استقصائية من 987 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و72 عامًا، 80٪ منهم إناث. أشار أكثر من النصف بقليل، تحديدًا 53.5٪، من المشاركين إلى أنهم يخشون المهرجين إلى حد ما، بينما قال 5٪ إنهم "خائفون للغاية" منهم.
وبغض النظر عن ذلك، فإن النسبة المئوية لمن يشعرون بـ"الخوف الشديد" من المهرجين أعلى قليلاً من تلك المسجلة في حالات الرهاب الأخرى، مثل رهاب الحيوانات التي تبلغ 3.8٪ ورهاب الدم والحقن والإصابات بنسبة 3٪ وفوبيا الارتفاعات 2.8٪ وفوبيا الطيران التي لا تتعدى 1.3٪
فيما يتعلق بالعوامل الديموغرافية، تبين أن النساء أكثر خوفًا من المهرجين مقارنة بالرجال، وهو ما يتوافق مع الأبحاث الحالية حول أنواع الرهاب الأخرى. لكن ينبغي مراعاة أن النسب يمكن أن تكون مرتفعة بسبب العدد الكبير من النساء مقابل الرجال في مجموعة عينة الدراسة. وعلى غرار الأبحاث الأخرى المتعلقة بالرهاب، توصل الباحثون إلى أن فوبيا المهرج تتناقص مع تقدم العمر
لكن الدراسة أسفرت عن بعض النتائج المثيرة للاهتمام على عكس ما يتوقعه البعض، فإن وجود تجربة سلبية مع مهرج جاءت في المرتبة الأدنى كعامل يساهم في الخوف من المهرجين، مما يشير إلى أن التجربة السلبية وحدها لا تقدم تفسيرًا كافيًا، في حين كان التصوير السلبي للمهرجين في الثقافة الشعبية عاملاً مساهماً أقوى بكثير
لكن أقوى عامل حدده الاستبيان كان الإشارات العاطفية المخفية، حيث يخفي مكياج المهرج تعابير وجهه الحقيقية، مما يجعل من الصعب تفسير النية. تشير النتائج إلى أن الخوف من المهرجين ناتج عن عدم معرفة ما إذا كان المهرج غاضبًا أو ، في الواقع، ما الذي يفكر فيه أو ما قد يفعله بعد ذلك
وتقطع الدراسة شوطًا طويلاً نحو توفير نظرة ثاقبة للأسباب الكامنة وراء ظاهرة انتشار فوبيا المهرج، لكن البحث يؤدي بطبيعة الحال إلى المزيد من الأسئلة التي تستحق البحث في الدراسات المستقبلية.
كما قال الباحثون في مقال تم نشره في مجلة The Conversation، "إذا كان المكياج الذي يخفي العواطف يسبب الخوف، فهل يتسبب الأشخاص الذين رسموا وجوههم كحيوانات نفس التأثير؟ أم أن هناك شيئًا أكثر تحديدًا حول تكوين المهرجين هو الذي يثير هذا الخوف؟