العراق يمتلك كل مقومات الانتصار

العراق يمتلك كل مقومات الانتصارسوسن أبو حسين

الرأى13-3-2023 | 08:27

من المؤكد أن الدول العربية لن تستعيد عافيتها إلا فى حالة واحدة، وهى الاعتماد الكامل على رؤيتها واحتياجاتها وتجاهل كل التدخلات الخارجية حتى ولو كانت فى ظاهرها دعم وتضامن ومساندة، ودائما قالوا لنا الأجداد أن أقرب مساعدة وأفضلها على الإطلاق يد الإنسان نفسه هى القادرة على العطاء والبناء، أما اليد الغريبة عن الجسد فهى أداة غير فاعلة، وربما تحدث أخطاء يصعب تصحيحها، فيما بعد إذا استمر الاعتماد عليها.

وخير دليل ما حدث من تدخلات فى العراق، وهى مرحلة قاسية منذ عام 2003 ومستمرة معنا إلى اليوم بتوابع مختلفة، وتحول العراق من دولة آمنة مستقرة تمتلك كل مقومات الاعتماد على نفسها كدولة نفطية وزراعية إلى دولة تحاول الخروج من مجموع أزماتها،ودائما السؤال الذى لا يغادر ذهنى إلى متى نعتمد على الدول التى صدرت لنا الأزمات والحروب للاستماع إليها للحلول والخروج إلى آفق أفضل؟.. وإلى متى يظل الوضع العربى منقوص القوة؛ بسبب ما يحدث فى ليبيا وسوريا والسودان واستمرار الصراع العربى الإسرائيلى؟ على الرغم من وجود خرائط طريق للحل لكن تستمر الأزمات بمنهج جديد، وهو تغيير المناخ والأوبئة وأزمات نقص الغذاء ومكافحة الإرهاب، علما بأن هناك من يتحدث عن تصنيع كل هذه الآليات القاسية لتشكيل ما يسمى بالنظام الدولى الجديد.


كل هذه الهواجس عادت إلى ذهنى وموجودة وفضلت ذكرها مع زيارة "محمد شياع السوداني"، رئيس وزراء العراق، لمصر مؤخرا وحديث الرئيس عبد الفتاح السيسي الدائم عن دعم مصر الثابت لأمن واستقرار العراق الشقيق، والاعتزاز بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، لأنه يعلم جيدا قيمة ما كان عليه العراق، وما أصابه منذ سنوات؛ ولذا يؤكد ويكرر اليوم حرصه على تفعيل وتنويع أطر التعاون الثنائي المشترك فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، والإسراع فى تنفيذ المشروعات المشتركة بين البلدين، وفقاً لاحتياجات الشعب العراقي، وبما يعزز التكامل بين الجانبين، ويحقق الأهداف التنموية المشتركة، بالإضافة إلى مواصلة العمل فى إطار آلية التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الشقيقة.


وفى المقابل أشاد رئيس الوزراء العراقي بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، معرباً عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للعراق على كافة الأصعدة واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب والاستفادة من الكفاءات المصرية فى مختلف المجالات، خاصةً فى ضوء الدور المصري البارز فى تعزيز آليات العمل العربي المُشترك فى مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة،.كما قامت مصر والعراق بتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق المكثف للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة، بما يحقق آمال شعوبها وفق ما تتمتع به البلدان من إمكانيات وقدرات هائلة.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2