أفادت دراسة حديثة أن التمارين الرياضية أكثر فاعلية من أدوية علاج الاكتئاب والقلق، واستعرضت الدراسة المنشورة في المجلة البريطانية للطب الرياضي أكثر من 1000 تجربة بحثية لفحص آثار النشاط البدني على الاكتئاب والقلق والضيق النفسي وتوصلت إلى أن التمارين وسيلة فعالة لعلاج مشاكل الصحة العقلية ويمكن أن تكون أكثر فعالية من الأدوية أو الاستشارة.
ووجد الباحثون أن ممارسة الرياضة 150 دقيقة كل أسبوع لأنواع مختلفة من النشاط البدني (مثل المشي السريع ورفع الأثقال واليوغا) يقلل بشكل كبير من الاكتئاب والقلق والضيق النفسي، مقارنة بالرعاية المعتادة (مثل الأدوية). وتم ملاحظة أكبر التحسينات (كما تم الإبلاغ عنها ذاتيًا من قبل المشاركين) في الأشخاص المصابين بالاكتئاب وفيروس نقص المناعة البشرية وأمراض الكلى والنساء الحوامل وبعد الولادة والأفراد الأصحاء، على الرغم من ظهور فوائد واضحة للجميع.
وتبين أنه كلما زادت كثافة التمرين، زادت فائدته، على سبيل المثال، المشي بوتيرة سريعة، بدلاً من المشي بوتيرة عادية. وتتمتع ممارسة الرياضة لمدة ستة إلى 12 أسبوعًا بأكبر قدر من الفوائد، وليس لفترات أقصر، تعتبر التمارين طويلة المدى مهمة للحفاظ على تحسينات الصحة العقلية.
عند مقارنة حجم فوائد التمرينات بالعلاجات الشائعة الأخرى لحالات الصحة العقلية تشير النتائج إلى أن التمرين أكثر فعالية بنحو 1.5 مرة من العلاج الدوائي أو السلوك المعرفي. علاوة على ذلك تتمتع التمارين الرياضية بفوائد إضافية مقارنة بالأدوية، مثل انخفاض التكلفة وتقليل الآثار الجانبية وتقديم مكاسب إضافية للصحة البدنية، مثل وزن الجسم الصحي وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والعظام والفوائد المعرفية لصحة الدماغ.
فعلى المدى القصير، يساعد هذا في تعزيز الحالة المزاجية وتخفيف التوتر. اما على المدى الطويل، يؤدي إطلاق النواقل العصبية استجابةً للتمارين الرياضية إلى حدوث تغييرات في الدماغ تساعد في تحسين الحالة المزاجية والإدراك، وتقليل الالتهاب، وتعزيز وظائف المناعة، والتي تؤثر جميعها على وظائف الدماغ والصحة العقلية. كما يمكن أن يؤدي التمرين المنتظم إلى تحسين النوم، والذي يلعب دورًا حاسمًا في الاكتئاب والقلق كما أن له فوائد نفسية، مثل زيادة احترام الذات والشعور بالإنجاز، وكلها مفيدة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.