يمر معظم النساء المصابات بالأورام الليفية بحمل طبيعي لكن في بعض الأحيان يمكن أن يعوق الورم حدوث الحمل أو يسبب مشاكل في الحمل الموجود .
تليّف الرحم أو الأورام الليفية الرحمية، هي أورام حميدة (غير سرطانية)، تصيب الأنسجة العضلية في الرحم.. وتحدث عندما تتكاثر خلية عضلية واحدة في جدار الرحم وتنمو؛ لتشكّل ورماً غيرَ سرطاني. يمكن أن تغيّر الأورام الليفية شكل أو حجم الرحم، وأحياناً عنق الرحم (الجزء السفلي من الرحم).. وعادة ما يكون لدى النساء أكثر من ورم ليفي واحد؛ فهل تسبب هذه الأورام أعراضاً؟ أو متى تتطلب العلاج؟
الأورام الليفية الرحمية شائعة، ويمكن أن تؤثر على الخصوبة بعدة طرق.. أولها منع الحيوانات المنوية والبويضة من أن يلتقيا، ويمكن أن تؤثر على، ما إذا كان يمكن زرع الجنين؛ أي عملية الانغراس، ويمكن أن تؤثر على إمكانية استمرار الحمل نفسه، وعلى نمو الجنين ووضعه.. وتتوضع الأورام الليفية عادةً في جسم الرحم أو حوله، ولكنها تكون أحياناً في عنق الرحم.. هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الأورام الليفية، بناءً على مكان وجودها:
55% منها يوجد تحت المصل في الجدار الخارجي للرحم.
40% منها توجد داخل الرحم في الطبقات العضلية لجدار الرحم.
5% منها في الغشاء المخاطي في تجويف الرحم.
يمكن أن تصل الأورام الليفية الرحم بأربطة أو أعضاء قريبة، مثل المثانة والأمعاء.. ونادراً ما توجد الأورام الليفية خارج تجويف الحوض.
ما مدى شيوع الأورام الليفية؟
حسب الإحصائيات؛ فقد تم العثور على الأورام الليفية في 20٪ من النساء في سن الإنجاب، والسبب الدقيق للأورام الليفية الرحمية غير واضح، ولكن هناك أدلة على أنه قد يكون مزيجاً من العوامل الوراثية والهرمونية والبيئية.
هل يمكن أن تقلل الأورام الليفية من الخصوبة؟
ما يقرب من 5٪ - 10٪ من النساء المصابات بالعقم لديهن أورام ليفية.. وحجمها وموقعها هما اللذان يحددان، ما إذا كانت الأورام الليفية تؤثر على الخصوبة.. مثل تلك الموجودة داخل تجويف الرحم (تحت المخاطية)، أو كبيرة جداً (قطرها 6 سم) داخل جدار الرحم.
كما أن معظم النساء المصابات بالأورام الليفية لا يعانين من العقم، وغالباً ما تتعلق الأسباب بمشاكل أخرى
هناك عدة أسباب يمكن أن تقلل الأورام الليفية الرحمية فيها من الخصوبة:
1 - يمكن أن تؤثر التغيّرات في شكل عنق الرحم، على عدد الحيوانات المنوية التي يمكن أن تدخل الرحم.
2 - يمكن أن تتداخل التغيّرات في شكل الرحم، مع حركة الحيوانات المنوية أو الجنين.
3 - يمكن أن تسد الأورام الليفية قناتي فالوب.
4 - يمكن أن تؤثر على حجم بطانة تجويف الرحم.
5 - يمكن أن يتأثر تدفق الدم إلى تجويف الرحم.. وهذا ما يقلل من قدرة الجنين على الالتصاق (الزرع) بجدار الرحم أو على التطور.
ماذا يحدث للأورام الليفية أثناء الحمل؟
2٪ إلى 12٪ من النساء الحوامل مصابات بتليّف الرحم، ولكن لا تكبر جميع الأورام الليفية أو تسبب مشاكل أثناء الحمل.. إذا كبر حجم الورم الليفي؛ فعادة ما يحدث ذلك في الأسابيع الـ 12 الأولى من الحمل.
ماذا يمكن أن يحدث للأورام الليفية أثناء الحمل؟
القلق الأكبر أثناء الحمل، هو ما إذا كان الورم الليفي سيزيد من فرصة الولادة المبكرة أو الإجهاض. في بعض الحالات، يمكن أن تتجاوز الأورام الليفية إمدادات الدم التي تصل إلى المشيمة، وتسبب ألماً شديداً.. قد تكون هناك حاجة للعلاج في المستشفى.. كما يمكن أن تغيّر الأورام الليفية وضع الطفل في الرحم.. هذا يمكن أن يَزيد من خطر الإجهاض والولادة المبكرة والقيصرية.. لكن نادراً ما تكون الجراحة ضرورية أو تُجرى أثناء الحمل.
وإذا حملت المرأة بعد استئصال الورم الليفي؛ فعليها مناقشة هذا الأمر مع طبيب التوليد الذي سيقوم بعملية الولادة، وقد يوصَى بإجراء عملية قيصرية .