عقدة «الست أمينة» تغزو الشاشة!

عقدة  «الست أمينة» تغزو الشاشة!محمد رفعت

الرأى18-3-2023 | 08:55

لا يمكن أن نتحدث عن صورة الأم على الشاشة المصرية، دون أن نتذكر أدوار الممثلات العظيمات اللاتى جسدن شخصية الأم بدرجة عالية جداً من الصدق والبساطة والتلقائية، وعلى رأسهن أمينة رزق، فردوس محمد، علوية جميل، زينب صدقي، عزيزة حلمى، كريمة مختار، هدى سلطان، مارى منيب، وليلى طاهر.

وكلهن فنانات عظيمات برعن فى تجسيد شخصية الأم على الشاشة، وقدمن تنويعات مختلفة على لحن شديد العذوبة فى أفلام ستظل باقية دائما فى وجداننا، ولازلنا مرتبطين بها ونعشقها حتى اليوم رغم مضى سنوات عديدة على تقديمها.

لكن الملفت فى الأمر أننا عند مشاهدتنا لهذه الأفلام القديمة نرى صورة تكاد تكون واحدة للأم المصرية، فعلى الرغم من أنه تم تقديمها فى القليل من الأفلام كأم متسلطة وقوية الشخصية، وهى الأدوار التى برعت فيها زينب صدقى، وعلوية جميل، وأحيانا مارى منيب بخفة دمها المعهودة، إلا أن الصورة الأساسية التى ظلت ولاتزال راسخة فى أذهاننا جميعا عن أمهات السينما قديما، وبالتالى أمهاتنا، هى صورة المرأة الضعيفة والمستسلمة بشكل كامل لقرارات زوجها، الذى يأمر فيُطاع دون أدنى مناقشة، وذلك من منطلق أنه رب المنزل أو عميد الأسرة الذى يجب ألا يناقشه أحد أو يعترض على كلامه أحد.

ولعل أبرز نماذج هذا الاستسلام، هى الست أمينة، أو الفنانة الراحلة جمالات زايد فى ثلاثية الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ الشهيرة، والتى تفوقت فى استسلامها لسى السيد بشكل ملحوظ عن هذا الاستسلام الذى عهدناه فى أمينة رزق، وعزيزة حلمى وغيرهن من الفنانات العظيمات.

والحقيقة أنه رغم المحاولات القليلة لتقديم نموذج الأم العصرية فى بعض الأعمال الفنية، وخاصة تلك التى جسدت دور الأم فيها الفنانة القديرة ليلى طاهر، إلا أن صورة الأم التقليدية ما تزال هى السائدة.

وإذا كان من الصعب فى ظل مقتضيات سوق التوزيع، تقديم أعمال تقوم فيها الأم أو الأب بأدوار البطولة وخصوصاً فى السينما، فمن الواجب على الأقل يجب أن يتم إعطاؤها الأهمية التى تستحقها فى الأعمال التى يتم إنتاجها تماما كما كان يحدث فى الأعمال القديمة.

وصحيح أن البطولة فى أفلام الأبيض والأسود كانت للنجوم والنجمات من جيل الشباب، ولكن شخصية الأم كانت أيضا أساسية ومحورية فى الأحداث، وهو عكس ما يحدث فى الأعمال الجديدة، حيث لا يركزون على الأم أو الأب بشكل كاف، وهذه واحدة من أبرز سلبيات أعمالنا الفنية حاليا.

ولا أعرف لماذا لم يعد لدينا كتاب ومبدعون يستطيعون كتابة أدوار للأم بنفس القوة التى كان يكتب بها الأساتذة القدامى، مثل هذه الأدوار، خاصة وأن لدينا ممثلات عظيمات قادرات على تجسيد دور الأم ببراعة، كما كان الحال فى زمن الفن الجميل!

أضف تعليق