خبيرة أزهرية: الاحتفال بالأم يكون بمحو أميتها وعلاج هشاشة العظام التي تصيب أكثر من 30% من الأمهات

خبيرة أزهرية: الاحتفال بالأم  يكون بمحو أميتها وعلاج هشاشة العظام التي تصيب أكثر من 30% من الأمهاتخبيرة أزهرية: الاحتفال بالأم يكون بمحو أميتها وعلاج هشاشة العظام التي تصيب أكثر من 30% من الأمهات

أحوال الناس21-3-2017 | 08:16

كتب: ياسرالبحيرى
نحتفل كل عام بعيد الأم وتنطلق الأغاني الجميلة التي تمتدح للأم حسن صنيعها والتي لن توفي حقها. وفي هذا الإطار قالت: الدكتورة أماني عبد الله الشريف نائب رئيس مكتب جامعة الأزهر للتميز الدولي إنه حقا لشئ طيب أن نقدم لأمهاتنا الحب والعرفان وأن نشعر به من أبنائنا في يوم عيد الأم... ولكن لماذا يقتصر الاحتفال بالأم على توزيع الهدايا والأغاني؟ ولماذا لا يتطور إلى أعمق من ذلك؟ ولعلى أطرح سؤالا ما الذي قد يسعد الأم أكثر هل أن نمنحها هدية في يوم عيدها أم نمنحها رعاية تعينها على القيام بأعبائها التي لا مفر لها منها؟ ولا أعني إطلاقا معونة سواء أكانت في صورة مادية أو توزيع طعام وثياب وغيره من المساعدات التي قد تكون محمودة مع شظف العيش ولكنها سرعان ما تتلاشى سريعا، فماذا ستفعل قطرة مساعدة في محيط من الاحتياج.
ولكن ما أدعو اليه أن يتم الاهتمام باحتياجات الأم التي تعينها وتساعدها  لتقود مستقبل أسرتها بطريقة أفضل فقد قال أمير الشعراء"الأم مدرسة إذا أعددتها أعدت شعبا طيب الأعراق" وقديما قالوا مع المرأة كل شئ يتضاعف فالمرأة إذا أعطيتها سلة بقالة تهديك وجبة لذيدة وإذا أعطيتها طفلا تهدي للمجتمع رجلا صالحا. هذا إذا ما قدمت لها الرعاية المطلوبة والتي تجعلها قادرة على القيام بواجباتها على الوجه الأكمل.
فعلى سبيل المثال كثير من الأمهات لم تمنحها الحياة فرصة لتعلم القراءة والكتابة ومع مرور الوقت وثقل المسؤليات لا تقوى على القيام بذلك، مما يوقعها ويعرضها لكثير من المشكلات بسبب الجهل والأمية. ولعل كثير من قضايا الغريمات ترجع أسبابها للجهل وعدم القدرة على قراءة ما تقوم الأم بختمه.
كما أن الأم الأمية لا تستطيع مساعدة أو متابعة أبنائها في دراستهم، مما يترتب عليه ضعف المستوى التعليمي لأبنائها وعدم قدرتها على القيام بكثير من المسؤليات المنوطة بها بسهولة ويسر مثل قراءة تعليمات الدواء. كما لا تتمكن من التمتع بقراءة الكتب الدينية المعتدلة وحتى لا تقع فريسة لمروجي الفكر المتطرف نتيجة سيطرتهم على الجهلاء.
أليس جميلا أن تجد تلك الأم من يهتم بها ويمد إليها يد العون لتنقلها من ظلام الجهل إلى نور المعرفة؟ أليس جميلا أن تتوقع الأم المصرية كل عام هدية تساعدها في رفع مستوى معيشتها؟ أحترم بشدة المثل الصيني القائل" علمني الصيد ولا تعطيني سمكة". نعم أصبحنا في عصرلا يقبل فيه بالجهل الالكتروني، فما بال الملايين من الأمهات الغارقات في جهل القراءة والكتابة.
وتسألت الدكتورة أماني الشريف لماذا لا نتخذ من هذا اليوم فرصة عظيمة لإطلاق مبادرات قومية لمحو أمية أمهاتنا بالريف والحضر؟ لماذا لا نقوم كل عام – وفي يوم عيد الأم- بمحاسبة أنفسنا ماذا قدمنا لأمهات مصر من رعاية تعليمية وصحية واجتماعية؟   ذلك لأن نسبة ليست بالقليلة من الأمهات المصريات –وصلت 30%- مصابات بهشاشة العظام. ولم يتحرك أحد بإطلاق حملة حقيقية للعلاج والتوعية بكيفية تجنب ذلك والتعامل مع تلك الاصابة التي توهن عظام امهاتنا.
الأم المصرية قدمت وتقدم للوطن الكثير، الأم المصرية هي صمام أمان هذا الوطن.
فقد تقدمت الصفوف حين أوشك الوطن على الضياع وقدمت فلذات أكبادها هدية لحماية الوطن. فلا أعتقد أن الاحتفال بالورود والهدايا والأغاني الجميلة –على رغم من أهميتها- كافية، بل يجب أن يكون الاحتفاء بعيد الأم ينطوي على رغبة حقيقية وإصرار على لرفع مستواها التعليمي والصحي  والاجتماعي.
وطالبت نائب رئيس مكتب جامعة الأزهر للتميز الدولي الدكتورة أماني الشريف الأزهر الشريف أن يطلق حملة من خلال طلابه وطالباته المنتشرين في كل ربوع مصر والاستفادة منهم  لمحو أمية أهالينا بالقرى والنجوع ويمكن أن يتم وضع ذلك من خلال خطة صيفية للطلبة وتدمج ضمن البرامج الدراسية ويكافئ الطلبة طبقا لإنجازهم في تحقيق أهداف الخطة ويتم الاحتفال في شهرمارس من كل عام بالأمهات اللاتي تم محو أميتهن. وكذلك يستطيع الأزهر المشاركة من خلال طلبة كليات طب الأزهر المنتشرة بعمل حملات توعية للوقاية من هشاشة العظام وغيرها من ألوان الرعاية التي سترفع عن كاهل الم المصرية وتشعرها أنها ليست غائبة عن أعين أبنائها بل هي نصب أعين الأمة كلها تقدير ومحبة وإحتراما لدورها العظيم للوطن وأبنائه.
أضف تعليق