أكدت الهيئة العامة للبيئة الكويتية اهتمام دولة الكويت بمتابعة ملف تغير المناخ على المستويين المحلي والدولي ومكافحته عبر تنفيذ برنامج عمل لاستزراع نبات (القرم) في الكويت بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي مشيرة إلى أن الكويت تسعى للانضمام الى (تحالف القرم من أجل المناخ) والذي تم الإعلان عنه على هامش مؤتمر الأطراف ال27 لاتفاقية تغير المناخ المقام في شرم الشيخ في نوفمبر الماضي كمبادرة عالمية من دولة الإمارات بالشراكة مع إندونيسيا.
وأعربت مدير عام الهيئة الكويتية سميرة الكندري - اليوم /الاثنين/ خلال ورشة عمل نظمتها الهيئة بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة ب الكويت والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية بعنوان (دور نبات القرم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون) - عن أملها أن يعزز هذا التحالف من إعادة تأهيل أشجار القرم وإدارة المناطق الساحلية والحفاظ عليها إلى جانب تبادل المعرفة في مجال البحث العلمي.
وأضافت الكندري إن الورشة ناقشت أحد الحلول الناجعة للتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة وسبل التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ العالمي مشيرة الى مصادقة الكويت على اتفاق باريس للمناخ عام 2016 واعتماد مجلس الوزراء مبدأ الاقتصاد الدائري للكربون لتنفيذ التزامات الدولة بالاتفاق وأن الكويت حدثت وثيقة مساهمتها الوطنية الأولى عام 2021 التي تضمنت التوسع في استزراع نبات (القرم) لامتصاص ما يقارب مليون و880 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2035 كما انضمت في أكتوبر 2021 لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر والتي تهدف إلى زراعة 40 مليار شجرة .
وأشارت الى أن العالم يواجه تغيرا مناخيا اذ تشير الدراسات إلى أن أكثر من 35 بالمئة من الكربون الزائد في الغلاف الجوي ناجم من العبث في النظم الايكولوجية كخسارة الغابات وأشجار القرم والغطاء النباتي وأن الحلول القائمة على الطبيعة تعد أحد ركائز مكافحة ظاهرة تغير المناخ على المستوى العالمي إذ تشير الداراسات إلى ان أشجار القرم بإمكانها تخزين ما يصل إلى 10 أضعاف كمية الكربون لكل فدان مقارنة بالغابات البرية لذلك تعتبر نباتات القرم الرئة الخضراء للكرة الارضية.
وقالت الكندري إن الكويت تعمل على ترجمة توجيهات القيادة السياسية عبر تنفيذ برنامج عمل لاستزراع نبات (القرم) بالتعاون مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي بهدف استكمال المبادىء الأساسية للدورة الاقتصادية للكربون وتعزيز امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
من جانبه قال سفير دولة الإمارات الدكتور مطر النيادي إن بلاده تعمل جاهدة لزيادة الوعي حول والمبادرات والإجراءات التي تسهم في تخفيف الانبعاثات وغاز ثاني أكسيد الكربون بما فيها زراعة أشجار (القرم) لما لها من قدرة تخزينية أكثر من أي غابة استوائية إلى جانب دورها في إحياء البيئة البحرية.
وأكد النيادي اهمية التعاون بين هيئتي البيئة في الكويت وأبو ظبي والذي أثمر عن زراعة مئة شتلة قرم في محمية الجهراء بالتعاون مع مجموعة من السفارات موضحا أن دول الخليج العربية قطعت شوطا كبيرا في زرعة أشجار القرم لتخفيف الانبعاثات.
ومن ناحيته قال الأمين العام للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية الدكتور جاسم بشارة إن لنبات القرم إرث تاريخي في الخليج مؤكدا على قدرته على التكيف مع مشاكل التغير المناخي مما يستلزم تأهيله وتطوير استزراعه لما له من قيمة كبرى على المنطقة الخليجية لمكافحة التغيرات المناخية.