سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على قرار دول الاتحاد الأوروبي الذي توصلت إليه أمس الإثنين بشأن تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة من أجل تعزيز قدرات القوات الأوكرانية على مواجهة القوات الروسية وهو ما يعكس تصميم دول الاتحاد على مساندة كييف في الحرب التي يستعر أوارها بين الطرفين في الوقت الحالي في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة التي بدأت في أواخر فبراير من العام الماضي.
ويوضح المقال، الذي كتبته الصحفية جينيفر رانكن، أن دول الاتحاد الأوروبي توصلت إلى اتفاق لتزويد كييف بتلك الكميات من الذخيرة لتعزيز دفاعاتها خلال المواجهات الحالية مع الآلة العسكرية الروسية، وملقيا الضوء على تصريحات مسؤل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التي يحذر فيها من صعوبات عديدة قد تواجه دول الاتحاد في حالة فشل الدول الأوروبية في تقديم المساعدات العسكرية اللازمة ل أوكرانيا لتعويض ما فقدته في المواجهات مع القوات الروسية.
وتردف الكاتبة أن وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي مازالوا يعكفون على دراسة خطة لتوفير ما يقرب من مليار يورو من أجل تقديم الذخائر اللازمة للقوات الأوكرانية، في الوقت الذي يدرس فيه الاتحاد توفير مخصصات مالية أخرى تصل إلى مليار يورو من أجل تعويض الدول الأعضاء التي تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
ويوضح المقال أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تعهد الاتحاد الأوروبي بتخصيص 3.6 مليار يورو لتوفير المساعدات العسكرية اللازمة لأوكرانيا، مشيرا إلى تصريحات أحد المسؤلين الأوروبيين التي يقول فيها أن هناك المزيد من التفاصيل التي يجب الاتفاق عليها.
ويسلط المقال الضوء على تصريحات أحد المسؤلين الأوروبيين التي يقول فيها أن مسألة توفير الذخيرة اللازمة ل أوكرانيا سوف تمثل أهمية قصوى خلال قمة الاتحاد الأوروبي التي سوف تعقد الأسبوع الجاري حيث من المقرر أن يجتمع قادة الدول الأعضاء السبع والعشرين من أجل الاستماع إلى الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي عبر تقنية الفيديوكونفرنس.
وتشير تقديرات مسؤلي الاتحاد الأوروبي، كما يقول المقال، إلى أن القوات الروسية أطلقت ما يقرب من 20,000 إلى 50,000 قذيفة مدفعية يوميا في الشهور الأخيرة من الحرب المشتعلة حاليا مع القوات الأوكرانية بينما قام الجانب الأوكراني بإطلاق ما بين 4,000 إلى 7,000 قذيفة يوميا.
ويوضح المقال في هذا السياق الصعوبات التي تواجه دول الاتحاد من أجل تعويض ما تستهلكه القوات الأوكرانية من قذائف حيث يشير إلى ما ذكرته إحدى الوثائق الصادرة عن الاتحاد الأوروبي أن معدلات استهلاك القوات الأوكرانية للذخيرة تفوق قدرة دول الاتحاد على انتاج وتوفير مثل هذه الكميات من الذخائر.
وتشير الكاتبة في ختام المقال إلى تصريحات وزير خارجية ليتوانيا جابريليوس لاندسبيرجيس التي يقول فيها أن الاتفاق الذي توصلت إلى دول الاتحاد الأوروبي يؤكد ضرورة تعزيز صناعة وانتاج الذخيرة على المستوي العالمي، موضحا أن الوضع الراهن على الساحة الدولية يؤكد ضرورة زيادة الانفاق العسكري حيث أن أوكرانيا ليست هي الدولة الوحيدة التي تحتاح للذخيرة.