صدور كتاب «صالح الشرنوبي .. رائدًا للشعر الحديث» للدكتور عوض الغباري

صدور كتاب «صالح الشرنوبي .. رائدًا للشعر الحديث» للدكتور عوض الغباري عوض الغباري

ثقافة وفنون24-3-2023 | 14:16

صدر كتاب " صالح الشرنوبي .. رائدًا للشعر الحديث" للكاتب والناقد د.عوض الغباري.

هذا الكتاب تحليل نقدي لديوان شاعر مصري مجهول هو صالح الشرنوبي الذي يعد رائدًا الشعر الحديث، فقد وُلِد سنة 1924 بمدينة بلطيم الساحلية شمال مصر ، وتوفي شابًا في السابعة والعشرين من عمره بعد حادث أليم، لكنه ترك ديوانًا شعريا ضخمًا من أحد عشر جزءًا، يعد كل جزء منه بمثابة ديوان .


وقد صدر هذا الديوان في طبعة جامعة بتحقيق عبد الحي دياب يتلوه قسم ثان من القصائد النثرية ، وثالث للنثريات ورابع للزجل، وخامس للقصة والمسرحية.
وكان الشاعر بائسًا يائسًا عاني الكثير من الإحباط والكبت والحرمان في حياته القصيرة ، فبدا ديوانه كأنه رثاء لنفسه ، وقد استشرف موته.
كان الشاعر صالح الشرنوبي شاعراً فذًا موهوبًا، وكانت قصيدته ارتيادًا للشعر المرسل، وطليعة التجديد للشعر العربي المعاصر.
كشف شعره عن ذات نفسه واتسم بجموح الخيال وإلهام الفن، معبرا عن الصراع النفسي الدرامي. وعناوين قصائده تحمل عتباتها الرومانسية الغنائية.
وتتنوع الموسيقي في شعره ، كذلك الرمز ، وأساليب التكرار والنداء والاستفهام وغيرها مما يجعل شعره مؤثرًا.
والصور الشعرية في ديوان الشاعر مبتكرة مع أصالتها، وقد أثرت طبيعة البحر والتلال الرملية بمسقط رأسه "بلطيم" في شعره.
تناص مع أعلام الشعراء العرب قديمًا وحديثًا ، وأنتج نصًا مغايرًا مميزًا لشخصيته الأدبية.
وقد ارتبط خيالة بالطبيعة التي ألهمته شعره بحثا عن الذات ونجوى الحياة والكون، والصراع مع هاجس الموت في مفارقة يشكلها الطباق، ظاهرة من ظواهر شعره.
والتمسك بالفكر والشعر والفن تيمة في شعره. وتطرق الكتاب إلى دراسة الشعر المرسل في ديوانه ظاهرة حداثية، تجلت في شعره معبرة عن جدته رغم قصر حياته ، خاصة قصيدة "أطياف".
والشرنوبي في طليعة الشعراء العرب الذين عبروا عن ذائقة مختلفة في زمنهم، خاصة مدرسة أبو للو. وتعبر بعض قصائده عن النهضة العربية بشكل ملحمي مثل قصيدة المواكب.
ويقع شعر الشرنوبي في قلب نظرية التلقي من حيث التفاعل بشعره.
وتجلت الحداثة في شعره في الصراع بين الواقع والمثال، والولوج إلى اعماق الذات تأكيدًا للكرامة الإنسانية، والحرية الفردية، وصدامها مع قسوة الواقع، وما يعتور الشاعر الفنان من عواقبه المناوئة لعالمه المثالي.
ولشعر الشرنوبي دوره التاريخي القومي الطليعي في مواجهة التخلف والظلام الذي ساد عصره، سعيًا إلى التغيير والثورة على الأوضاع المتردية في أوائل القرن العشرين.
أما قصائده النثرية فلها موسيقاها الخاصة أشبه بالأوزان الحرة التى أشارت إليها "نازك الملائكة". وقد امتزجت نثرياته بعالمه الشعري في نسق دال على شخصيته الأدبية، وثقافة مجتمعه ، وكذلك الزجل والأغاني ، والقصة والمسرحية في تداخل دال للأنواع الأدبية ، وارتباطها بالفنون الجميلة، والنهضة الحقيقية للإنسانية .
وقد كان شعر الشرنوبي ترنيمة شوق إلى الحياة التي حرم منها، وإحساسه بالغربة والحزن والتشاؤم، وتعبيرا عن قيم الفن الأصيل، سعيا إلى الحق والخير والجمال.

أضف تعليق

إعلان آراك 2