يتردد عليها الفقراء والمحتاجين منذ 34 عامًا.. مائدة الحاجة عزيزة.. «طعام طول العام»

يتردد عليها الفقراء والمحتاجين منذ 34 عامًا.. مائدة الحاجة عزيزة.. «طعام طول العام» الحاجة عزيزة

منوعات25-3-2023 | 09:51

يقولون إن "فاقد الشىء لا يعطيه" لكنها استطاعت أن تثبت العكس، فعندما شعرت وهى صغيرة بمعاناة الشعور بالجوع قررت ألا ترى شخصًا أمامها جائعًا، ومن هنا جاءت فاتحة الخير على أكثر من 1000 فقير ومحتاج يوميًا، إنها الحاجة عزيزة صاحبة أكبر مائدة رحمن تقام على مدار العام، 365 يومًا لم ينقطع خلالها العطاء ولم يتوقف طوال 34 عامًا كاملة عاشت فقط من أجل فعل الخير، وكان لنا معها هذا الحوار.

متى قررتى الاتجاه لعمل الخير؟!


أنا من الفلاحين، والدى كان يعيش خارج مصر وكان أهم شىء فى حياته أن يشترى عقارات وأراض، وكنا 7 أطفال ولم نكن نأكل أو نرتد ملابس مثل غيرنا من الأطفال، كنا عندما نصوم فى شهر رمضان نفطر على عيش ناشف وجبنة، وفى الليالى الباردة كنا نوقد البوتاجاز حتى ندفأ، وعلى الرغم من أننا من عائلة كبيرة وكنت أرى أعمامى وأولادهم يعيشون بشكل مختلف عنا، فتأثرت نفسيا بهذا الأمر وعندما كبرت قررت ألا أرى أى أحد يشعر بالجوع أو يحتاج إلى شىء، وعندما تزوجت من القاهرة وعشت فى إمبابة، ربنا كرمنى كنت أجمع أموالاً لعمل الخير من حماتى وزوجى وكان فى البداية أكتر مبلغ قمت بتجميعه 200 جنيه عملت منهم 25 شنطة تموين، فقد كان كل هدفى أن أجمع المال وأعطيه للغلابة وجيرانى من أهل قريتى والذين يعيشون نفس المعاناة التى عشتها، لكنى أحضرت بالفلوس كل ما يحتاجونه من طعام وذهبت بهم إلى البلد وبعد ما قمت بتوزيعها شعرت بأننى أطير من السعادة.
ما المرحلة التى توقفتى عندها فى التعليم؟!
تعلمت عمل الخير فقط فكما ذكرت أن أبى رفض تعليم الفتيات تماما لكنى فى عمل الخير تعلمت الكثير وهو أجمل ما فى الدنيا، وتعلمت أنه كلما فكرت فى غيرى ربنا يفكر بى ويقف بجواري.
كيف استطاعتِ مواصلة عمل الخير؟!
بدأت أجمع أموال الخير من أى شخص أعرفه وأصبح عملى وانشغالى الوحيد هو عمل الخير، والفكرة كبرت وبدأت أقيم موائد رحمن صغيرة وكنت أطهو الطعام فى البيت وفى الشارع أحيانًا، حتى وصلت إلى ما أنا عليه الآن من إقامة مائدة رحمن مفتوحة طوال العام.
كيف تطهى الطعام فى الشارع؟!
على عربية وكان بموافقة زوجى على باجور وثلاث حلل وكان معى أطفال، وكنت أطبخ من أموال التبرعات وعلى الرغم من أن زوجى لم يكن لديه الكثير من الأموال لكن كان دائمًا يعطينى حتى لو 20 جنيهًا، واستمريت فى هذا الأمر بفضل من الله عز وجل.
هل كان الناس يتعاونون معكِ أم واجهتى أى عقبات؟!
كثيرون كانوا يتعاونون ومن لم يكن معه مال كان يتبرع بزجاجة زيت أو كيس أرز، وكنت ألف على الأفران وآخذ منها العيش.
كيف استطاعتِ الحصول على هذا المكان الكبير من الحي؟!
حى إمبابة كانوا يعرفون ما أقوم به من فعل الخير، والذى أعطانى هذا المكان هو رئيس حى إمبابة وقتها الأستاذ محمد نور، فقد كان هذا المكان حديقة، وفوجئت باتصال منه وقال لى أن أذهب له مكتبه، وقالى لى وقتها "قلبك جامد.. دى جنينة تقدرى تقعدى فيها وتعملى فيها ما تقدميه من خير" ووقتها فوجئت وشعرت أن ربنا فى ظهري، وربنا يبارك للقائمين على بلادنا الحبيبة لما يفعلونه من أجل الغلابة، والحى بالكامل كان فى خدمتى دائمًا.
ماذا عن الأيدى العاملة؟!
جميع الشباب والسيدات الذين يعملون معى متطوعون فى عمل الخير وما يأخذونه هو أجر رمزى ورغم ذلك كثيرون يحبون العمل معى ومساعدتي.
كيف تستطيعين التوفيق بين مهمتك كزوجة وأم ومهمتك لعمل الخير؟!
أنا أعيش داخل هذا المكان ولدى حجرة أنام بها مع أولادى الثلاثة، وأذهب إلى بيتى كل أسبوعين تقريبًا.
بالنسبة للحوم و الدواجن هل يتم تقديمها يوميا؟! وكيف يتم تخزينها؟!
بالطبع لا يتم تقديمها بصفة يومية لكن كل يوم هناك طعام شهى على المائدة، وهناك عربة خاصة للحواوشى وعربة خاصة بالكبدة، ومكان مخصص لشرب الشاى والماء لكل من يرغب، ويتم تخزين اللحوم و الدواجن فى غرفة تبريد خاصة قام أحد الأشخاص بإقامتها من أجل هذا وتحمل تكلفتها بالكامل.
هل عمل الخير فى الجمعية مقتصر على مائدة الرحمن؟!
لا بالطبع فقد قمت بتوزيع بطاطين وملابس ولأول مرة قمت بتسليم شقة بالكامل لعريس، وغيرها من المساعدات الأخرى.
ما أحلام الحاجة عزيزة؟!
أحلم بألا أرى أى جائع فى مصر، فعندما أرى أحدًا يحتاج لمساعدة ولا أستطيع أن أقدمها له لا تتصورين حجم الألم الذى أعيش به، وعندما أرى الجميع يشعر بالسعادة ولا يحتاج إلى طعام أو شراب أو ملابس أشعر بمنتهى السعادة.

أضف تعليق