ما هي سورة النعم؟.. ولماذا سميت بهذا الاسم؟

ما هي سورة النعم؟.. ولماذا سميت بهذا الاسم؟القرآن الكريم

الدين والحياة25-3-2023 | 09:59

يعد شهر رمضان هو شهر القرآن الكريم، ومن ثم لا ينبغي الغفلة عنه وإنما اغتنامه والانتباه لأوامر الله تعالى بآياته وسورة، وتدبرها بعناية لعلنا نفلح وننجو في الدنيا والآخرة.

أنها سورة النحل ، وهي السورة السادسة عشر في ترتيب المُصحف الشريف، وأمّا ترتيبُها من حيث النُّزول فهي السورة التاسعة والستون، حيثُ أنّها نزلت بعد سورة الكهف، وقيل: أنّها نزلت في مكة المكرمة وذلك بعد نزول سورة الأنعام، وممّا يؤكّد نُزولها بعد سورة الأنعام هو ما ورد في موضعين اثنين فيها، ومن هذه المواضع؛ قول الله -تعالى-: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ).

وقد أجمع العُلماء على أنّ المُحرّمات المقصوصة عليهم وردت في سورة الأنعام في قول الله -تعالى-: (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا) وجاء في تفسير أبي السُعود قوله أنّها مكيّة إلى آية: (وإن عاقبتم) إلى آخر السورة، وهي آخرُ ثلاثِ آيات من السّورة، فقد نزلت في المدينة بعد انتهاء النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسّلام- من غزوة أُحد، وهو قول ابن عباس -رضي الله عنه-، وابن الزُّبير -رضي الله عنهُما-، وجاء عن قتادة وجابر بن زيد -رضي الله عنهما- أنّ أوّلها مكيّة، إلى الآية الواحدة والأربعين، وما تبقّى منها فهو مدنيّ.

واتّفق العُلماء على أنّ عدد آيات سورة النحل هو: مئة وثمانٍ وعُشرون آية، وأمّا عدد كلماتِها فهو: ألفين وثمان مئة وأربعون كلمة، وأمّا عدد حُروفها؛ فتبلُغ سبعةُ آلاف وسبعُ مئة وسبعةُ أحرف.

وعن سبب تسمية سورة النحل بسورة النعم ، فتُسمّى سورة النّحل بسورة النّعم وذلك لكثرة ما عدّ الله -تعالى- من النعم في هذه السورة الكريمة، ومن النّعم التي ذُكرت فيها؛ نعمة خلق السماوات والأرض، والجبال والنّجوم، وإيجاد الإنسان من العدم، ونعمة الأنعام، والحيوانات التي هي مصدرٌ للغذاء ووسيلةٌ للتنقل ولها فوائد أخرى، ونعمة الماء والنبات، وغير ذلك من النّعم الباهرة الكثيرة.

تحدّثت سورة النّحل في الكثير من المواضيع المتنوّعة، وفيما يأتي استعراضٌ لأبرز هذه المواضيع: إبراز الأدلّة على أنّ الله -تعالى- هو المتفرّد بالألوهيّة، وأنّ الإيمان بهذا وبما جاء به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو الطريق الصحيح، بينما كلّ دين قائمٍ على الشرك هو دينٌ فاسدٌ لا يأتي بخير. الإشارة إلى أنّ الشريعة التي جاء بها الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- قائمةٌ على أصول ملّة النبي إبراهيم -عليه السّلام-. إثبات البعث والجزاء مع الإنذار باقترابه والتحذير من العذاب الذي سيكون من نصيب الكفار المشركين المستهزئين بالبعث والمكذّبين بالجزاء. إبطال عقيدة الشرك من خلال الإشارة إلى قدرة الله -عزّ وجلّ- ونعمه الكثيرة في خلق الإنسان وإيجاد السماوات والأرض وما فيهما من نعم ومخلوقات تدلّ على عظمة صانعها ووحدانيته -سبحانه-. الربط بين قدرة الله -تعالى- على الإيجاد من العدم، وقدرته -عزّ وجلّ- على البعث بعد الموت.

ورد في فضل سورة النحل أنها من سور المِئين في القرآن الكريم التي أنزلها الله على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- بدلاً من الزبور، فقد روى واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ).

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2