تعد السبحة من الأشياء المميزة الموجودة منذ قديم الزمان إلى وقتنا الحالى، ومازالت محتفظة ببريقها وجودتها المميزة، فبدأ ظهور المسبحة منذ 5000 عام عند السومريين وظلت تنتقل من بلد إلى آخر خاصة فى البلاد الإسلامية، وتمتلك من الشهرة ما يجعلها من الأشياء الخاصة المميزة فى دول الخليج بحيث تعبر عن وجاهة صاحبها، ويزداد الإقبال على شراء المسابح بأشكالها المختلفة خلال شهر رمضان الفضيل، وقد قامت "أكتوبر" بجولة داخل إحدى الورش الخاصة بصناعتها لننقل لكم التطور فى صناعة السبح.
ويحكى "مصطفى" أحد الصنايعية الذين يعملون فى صناعة السبحة فى ورشة الحاج عاشور "أنا تعلمت صناعة المسبحة من سنه ٢٠٠٠ وإلى الآن أعمل فى هذا المجال والحاج عاشور هو الذى قام بتعليمى سر الصنعة"، مضيفا "المسبحة تكون فى البداية مادة خام عبارة عن عيدان وبعد ذلك أقوم بتقطيعها على المنشار والمرحلة الثانية التخريم وبعد ذلك نقوم بتشكيلها على الشكل الذى نريده سواء الشكل الدائرى أو المدبب أو شكل الاسطوانة على ماكينة الجلخ وبعد ذلك التحسين والتنعيم لكى تظهر فى النهاية بملمسها وشكلها المضيء واللامع، وفى النهاية يتم سحبها على خيط من الحرير وإضافة الإكسسوارات الخاصة بها والتى تكون من نفس خامة المسبحة وهى عبارة مثل المدبة والقصبة والغطاء".
وتابع مصطفى أن السبح المطعمة يزيد الإقبال عليها خاصة فى شهر رمضان لأنها تكون مميزة والناس عارفة شكلها لأنها تكون موجودة فى السعودية، وتكون عبارة عن عضم مطعم بالفيروز أو عضم مطعم بالنحاس وسعرها بيبدأ من 30 إلى 60 جنيهًا.
ويقول الحاج محمد عبد الله، أحد صانعى السبح فى منطقة الحسين، إن صناعة السبح من أكثر الصناعات و الحرف اليدوية والتجارة رواجا خاصة فى شهر رمضان، حيث إن السبح تتلاءم مع الشهر الكريم وأن السبح تساعد المصلين على الذكر والتسبيح، لذلك فإن شهر رمضان تزدهر فيه هذه الصناعة اليدوية، و صناعة السبح تعتبر تحفة فنية مرتبطة بالإبداع والتراث العريق الذى يتميز به الصناع المصريون فهى صناعة تمتد إلى أكثر من 300عام، انتشرت فى مصر وتصدرها إلى دول العالم وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية، وهى صناعة قديمة ترتبط ارتباطا وثيقا بالأماكن المقدسة وتنتشر صناعتها فى منطقة الحسين والسيدة زينب ومصر القديمة وهى لا تزال قائمة حتى الآن وتتوارثها الأجيال.
ويضيف الحاج محمد أن الإقبال يزداد على شراء السبح فى شهر رمضان خاصة فى العمرات حيث إنها سبح معروفة ومميزة فى المملكة العربية السعودية وهى عبارة عن عظم مطعم بالفيروز أو عظم مطعم بالنحاس والسعر يتراوح بين ١٠٠ إلى ٢٠٠ جنيه.
ويقول الحاج محمود، أحد تجار السبح، إن هناك أنواعًا عديدة من السبح أهمها سبح اليسر وسبح اللؤلؤ وسبح العاج و الكهرمان وسبح الصندل وسبح الفيروز.
ويقول "على"، تاجر سبح، إن من أشهر السبح التى تشتهر بها المملكة العربية السعودية بالتحديد مكة المكرمة هى سبح اليسر، كما أنها تشتهر باسم السبح المكية ومن أبرز خصائصها الوزن الخفيف وصغر حجمها وهو ما يجعلها سهلة الاستعمال على أصابع اليد وعادة تصنع مطعمة بلمسات جمالية وفنية من الذهب أو الفضة وهو ما يجعلها أكثر أنواع السبح ملائمة النساء بشكلها وحجمها.
وهذه السبح تتصدر أعلى قائمة غلاء سعرها كونها مصنوعة من اللؤلؤ الثمين وقد اشتهرت منطقة الخليج العربى بها واحتراف صناعتها منذ قديم الأزل خاصة فى دولة الإمارات وسلطنة عمان والكويت، وهذا الأمر يجعل من سبح اللؤلؤ بعدا تاريخيا من صناعتها عزز انتشارها كثرة الذاكرين عليها خاصة النساء.