أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، مساء يوم السبت، أن الخلاف المحتدم بشأنه في إسرائيل يمثل خطرا على أمن البلاد وطالب الحكومة بالوقف الفوري للتعديلات القضائية.
وقال جالانت في بيان مقتضب أذاعه التلفزيون: "يتسرب الانقسام الداخلي المتفاقم إلى مؤسسات الجيش والدفاع، هذا خطر واضح ومباشر وحقيقي لأمن إسرائيل".
وحظيت دعوة جالانت بتأييد ما لا يقل عن اثنين من زملائه بحزب ليكود من أعضاء الكنيست (البرلمان) هما يولي إدلشتاين ودافيد بيطان اللذان قالا إن التعديلات يجب أن تتم باتفاق واسع.
ولم يتضح بعد ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيستجيب لدعوتهم. ويسعى نتنياهو، بينما يختتم زيارته إلى لندن، إلى وضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون واحد على الأقل خلال الأسبوع المقبل.
ويتعرض نتنياهو، الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها، لضغوط من آخرين في ائتلافه الحاكم ممن يريدون منه المضي قدما هذا الأسبوع في مشروع قانون يمنحهم مزيدا من النفوذ في اختيار القضاة.
ودعا إيتمار بن جفير وزير الأمن الوطني من اليمين المتطرف نتنياهو إلى إقالة جالانت، قائلا إنه رضخ لضغوط المعارضة.
وأشاد زعيم المعارضة يائير لابيد "بالخطوة الشجاعة" التي اتخذها جالانت، وقال إنه مستعد لإجراء محادثات حول التعديلات بمجرد أن توقف الحكومة مشروع القانون.
وقال جالانت إنه يدعم تعديلات منظومة العدالة، لكنها لا بد أن تتم بموافقة أشمل. ولكن مع وجود أغلبية قوية من 64 مقعدا في البرلمان، فسيظل الائتلاف متمتعا بعدد كاف من الأصوات بدونه.
وعبر جالانت في وقت سابق عن مخاوفه إزاء موجة من رفض الإسرائيليين تلبية الاستدعاء إلى صفوف الاحتياط في الجيش إن مضت التعديلات قدما، قائلا إن ذلك من شأنه إضعاف حالة الاستعداد للحرب والتلاحم الوطني.
ووضعت خطة التعديلات القضائية، التي أُعلنت في الرابع من يناير ، إسرائيل في أسوأ أزماتها السياسية منذ سنوات بعد اجتياح الاحتجاجات الحاشدة الشوارع في أنحاء البلاد.
كما أثارت التعديلات مخاوف خارج إسرائيل وتحذيرات من رد فعل اقتصادي عنيف.
ولا يبدو أن معارضة الخطة ضعفت، على الرغم من تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي بالحفاظ على مكانة الحريات المدنية وحقوق الأقليات في القانون وتأجيل بعض فصول التعديل خلال توقف جلسات البرلمان في أبريل نيسان.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نحو 200 ألف إسرائيلي احتشدوا للاحتجاج على خطة التعديلات القضائية في تل أبيب يوم السبت، فضلا عن عشرات الألوف في جميع أنحاء البلاد.