مفاتيح إجابة الدعاء ومعنى اسم الله "المجيب".. وزير الأوقاف يوضح

مفاتيح إجابة الدعاء ومعنى اسم الله "المجيب".. وزير الأوقاف يوضحالدعاء

الدين والحياة26-3-2023 | 05:47

تحدث الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن اسم الله (عز وجل) المجيب، في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وإسهامًا في بناء الوعي الرشيد.

وقال وزير الأوقاف، إنه (سبحانه وتعالى) المجيب لدعاء عباده، والذي يقابل دعاءهم بالإجابة، وهو القائل في كتابه العزيز: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، ويقول (سبحانه وتعالى): "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، ويقول (سبحانه): "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ"، فإذا ضاقت بك الدنيا أو حتى أقبلت عليك، فعليك ب المجيب الذي لا يرد داعيًا.

ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ اللَّهَ حيِىٌ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ"، وقال أيضًا: "ما مِن عَبْدٍ يَدْعو اللهَ بدَعوةٍ ليسَ فيها إثْمٌ ولا قَطيعةُ رَحِمٍ، إلَّا أعطاه اللهُ بها إحدْىَ ثَلاثٍ: إمَّا أنْ تُعجَّلَ له دَعوتُه في الدُّنيا، وإمَّا أنْ تُدخَّرَ له في الآخِرةِ، وإمَّا أنْ يُصرَفَ عنه مِن الشَّرِّ مِثلُ ذلك"، وهذا نبي الله (عز وجل) سيدنا نوح (عليه السلام) يدعو الله (عز وجل) في لحظة شدة، حيث يقول (سبحانه وتعالى): "وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ"، ويقول (سبحانه وتعالى): "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ".

ويتحدث القرآن الكريم عن ذلك في موضع آخر في قوله (سبحانه وتعالى): "وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"، وقد سمع أحد الأعراب هذه الآية فقال: أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين؛ وإلا فمن ذا الذي يأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع، ويأمر السماء أن تُقلع عن إنزال الماء فتقلع، إنه رب العالمين ولا أحد سواه، وهذا نبي الله أيوب (عليه السلام) يدعو ربه يقول (سبحانه): "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ".

وتابع: وهذا نبي الله يونس (عليه السلام) في ساعة ضيق في بطن الحوت يدعو ربه: "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، فيأتيه الغوث إذ يقول الله سبحانه: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"، وهذا نبي الله سيدنا زكريا (عليه السلام) حيث يقول سبحانه: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"، فإن كنت مريضًا أو مدينًا أو مهمومًا فعليك بنداء المجيب الذي أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.

وأكد وزير الأوقاف أن لإجابة الدعاء مفاتيح، ومن مفاتيح الإجابة الصبر وعدم الجزع أو السخط، فمتى استجيب لنوحٍ (عليه السلام)؟ يقول (سبحانه): "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ"، ومن مفاتيح الإجابة الأدب مع الله في الدعاء، فهذا أيوب (عليه السلام) يقول: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ" فتأدب أن يسند الضر إلى الله (عز وجل)، علمك بحالي يغنيك عن سؤالي "وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"، فكانت الإجابة: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"، ومن مفاتيح إجابة الدعاء الذكر والاستغفار والثناء على الله (عز وجل)، وهذا ما كان من سيدنا يونس (عليه السلام) حين نادى في الظلمات: "أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ".

وذكر أن من مفاتيح إجابة الدعاء فعل الخيرات والمسارعة في عمل الخير، وهذا ما كان من سر إجابة الدعاء لسيدنا زكريا (عليه السلام) وزوجه: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"، ومن أسباب إجابة الدعاء كثرة السجود، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "أقربُ مَا يَكونُ العبْدُ مِن ربِّهِ وَهَو ساجدٌ فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ" ويقول (سبحانه): "فَاسجُد واقتَرِب"، فالسجود قرب من الله (عز وجل)، ومن مفاتيح إجابة الدعاء كثرة الصلاة والسلام على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، قال العارفون وأهل العلم: إذا أردت الدعاء فابدأ بالصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ثم ادع بما شئت ثم اختم بالصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فإن الله (عز وجل) أكرم من أن يقبل الصلاتين ويرد ما بينهما، ورأى النبي (صلى الله عليه وسلم) رجلًا حمد الله (عز وجل) وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال له: "أيها المصلي! ادع تجب"، فالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مفاتيح إجابة الدعاء، وأهم شيء في ذلك: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة".

أضف تعليق