ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية اليوم الإثنين أن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، التي بدأت يوم أمس زيارة رسمية إلى غانا لمدة ثلاثة أيام، ستبحث في أكرا سبل تعزيز العلاقات الأمريكية-الإفريقية في وقت رسخت فيه الصين وروسيا مصالحهما الخاصة في القارة السمراء.
وأفادت الوكالة -في سياق تقرير نشرته حول هذا الشأن- أن هاريس ستلتقي في وقت لاحق من اليوم بالرئيس الغاني نانا أكوفو-أدو للتأكيد على دعم الولايات المتحدة له في مواجهة الاستياء الشعبي المتزايد من التضخم، الأمر الذي أثار بالفعل مخاوف جديدة بشأن الأمن الإقليمي.
وذكرت الوكالة أن هاريس بدأت يوم أمس رحلة تستغرق أسبوعًا إلى القارة السمراء ستأخذها أيضًا إلى تنزانيا وزامبيا، كجزء من جهد منسق لتوسيع نطاق التواصل مع الولايات المتحدة في وقت رسخت فيه الصين وروسيا مصالحهما الخاصة في إفريقيا.
وقالت: إن أكوفو-أدو أسهم بالفعل في أن تصبح بلده أحد أسرع الاقتصادات نموًا في العالم قبل جائحة كوفيد-19. مع ذلك، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والضروريات الأخرى بشكل كبير حتى أصبحت البلاد تواجه أزمة ديون في الوقت الذي تكافح فيه لتسديد المدفوعات. بالإضافة إلى ذلك، تصاعد القتال المتقطع في شمال غانا، المتاخم للدولة الأكثر اضطرابا "بوركينا فاسو" والساحل، وهي منطقة تعمل فيها الفروع المحلية لتنظيمي القاعدة وداعش.
تعليقًا على ذلك، قال راما ياد، مدير أول مركز إفريقيا التابع لمجلس البحوث الأطلسي، في تصريحات خاصة لـ"أسوشيتيد برس": " غانا تمر بلحظة صعبة للغاية".
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت قوات لتدريب جيوش من غانا ودول أخرى على أمل تعزيز دفاعاتهم. ومع ذلك، فضلت دول أخرى التعاون مع مجموعة فاجنر، المنتشرة على الخطوط الأمامية للعمليات العسكرية في أوكرانيا ولها أيضًا وجود في إفريقيا //بحسب "أسوشيتيد برس"//.
وتابعت الوكالة في هذا الشأن: أن فاجنر بدأت العمل في مالي، التي أطاحت بالقوات الفرنسية المتمركزة هناك، وهناك مخاوف من أنها ستنتشر أيضًا في بوركينا فاسو، حيث أنهت فرنسا وجودها العسكري هناك. واتهمت غانا مؤخرًا قادة بوركينا فاسو، الذين استولوا على السلطة في انقلاب عسكري بالعام الماضي، باللجوء إلى فاجنر للحصول على المساعدة، وهو أمر قال أكوفو-أدو إنه سيكون "مقلقًا".
من جانبه، زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين مؤخرًا دولة النيجر، المتاخمة لمالي وبوركينا فاسو، للإعلان عن المزيد من المساعدات الأمريكية للمنطقة.. وقال:" لقد رأينا البلدان تجد نفسها أضعف وأفقر وأكثر انعدامًا للأمن وأقل استقلالية نتيجة الارتباط مع فاجنر".
وعلى الرغم من أن نفوذ الصين في إفريقيا لطالما شكل مصدر قلق رئيسيًا للسياسة الخارجية الأمريكية، إلا أن محاولات روسيا الخاصة لتعزيز نفوذها هناك أثارت أيضًا قلق واشنطن، لاسيما في ضوء حقيقة أن بعض الدول لديها علاقات طويلة الأمد مع موسكو تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وقال صمويل راماني، زميل مشارك في معهد "رويال يونايتد" للخدمات، وهو مركز أبحاث للدفاع والأمن مقره لندن - في تصريح للوكالة الأمريكية:" دائمًا ما يواصل الروس اتخاذ الخطوة الأولى في إفريقيا، بينما تحاول الولايات المتحدة اللحاق بالركب"..وأضاف: "من غير الواضح حقًا كيف ستتمكن روسيا حقًا من توسيع نفوذها على المدى الطويل. لكن على المدى القصير، تحاول دائمًا خلق حسن النية لنفسها".