الكتيبة 101 عرين الأسود

عندما تعبر قناة السويس وبمجرد أن تطأ بقدميك رمال سيناء.. قف منتصبًا.. وارفع يدك مقدمًا التحية العسكرية لهؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم ودماءهم لهذا الوطن، توقف وسمى الله ثم اقرأ الفاتحة لأرواح الشهداء الذين روت دماؤهم رمال سيناء.. سمى الله قبل أن تخطو بقدميك خطوة واحدة.. إنها قدس الأقدام، والأرض المباركة التى تجلى عليها رب الكون.
منها يأتى الطريق إلى الجنة، كيف لا وهى بوابة مصر الشرقية والتى شهدت العديد من المعارك دفاعًا عن هذا الوطن ودفاعًا عن الأمة بأثرها.
سطر الأبطال على أرضها الطاهرة خلال السنوات العشر الماضية أكبر المعارك وأخطرها فى مواجهة عدو لا يؤمن بالأوطان ولا بالحياة ولا يعرف من الدين سوى الاسم.
وعلى كل الاتجاهات واجهت القوات المسلحة المصرية و الشرطة المدنية الإرهاب فى حرب غير تقليدية.
وكانت الكتيبة 101 حرس حدود ساحلى (القطاع 101 حاليًا)، لها نصيب كبير فى تلك المواجهة

. لما لا وهى كما وصفها اللواء أركان حرب خالد توفيق، قائد العمليات بالجيش الثانى فى سيناء، قائلاً: « الكتيبة 101 الطريق إلى الجنة» (يذكر أن اللواء خالد توفيق أصيب إثر انفجار عبوة ناسفة خلال توجهه مع قوات الدعم للمقاتلين فى كمين كرم القواديس).
ولأن الدراما خلال السنوات الأخيرة عمدت إلى توثيق ما حدث فى الحرب ضد الإرهاب، ورغم أننا ما زلنا لم نشاهد سوى 9 حلقات من أحداث الدراما الوثائقية «الكتيبة 101»، والتى تأتى امتدادًا للاختيار 1، 2 إلا أن ما تم عرضه خلال الحلقات التسع يكشف حجم المعركة وحجم البطولة التى قام بها الأسود من أبناء القوات المسلحة و الشرطة المدنية وأبناء سيناء الشرفاء للذود عن هذا الوطن.
عمل فنى رفيع المستوى يوثّق ويكشف حجم المعركة التى كانت تواجهها الدولة المصرية على مدى 10 سنوات، فقدت فيها خيرة رجالها من أبطال القوات المسلحة والشرطة والأبطال من أبناء سيناء.
توقفت كثيرًا عند أحداث ظهرت خلال الحلقات الماضية وتذكرت عددًا من الأبطال ممن فازوا بالشهادة، كنت قد التقيت بهم وربطتنا صداقة لم تطل سوى عدة سنوات والبعض منهم لم تطل سوى عدة أشهر (الجندى المقاتل الشهيد البطل أحمد عبدالباقى محمود) فقد فازوا هم بالشهادة وأسأل الله أن يلحقنا بهم، وآخرين التقيت بهم خلال تغطية بعض الزيارات ل سيناء خلال العمليات.
(1)


عقب استهداف كمين كرم القواديس فى 24 أكتوبر 2014 ذهبت إلى شمال سيناء، وكنت قد طلبت من الشيخ عبد الله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء، أن ألتقى به لنتحدث عن دور الأبطال من أبناء سيناء فى حرب أكتوبر، وخلال الفترة من 67 وحتى النصر وكيف استطاعوا أن يجعلوا سيناء كتابًا مفتوحًا أمام القوات المسلحة، فكانوا بمثابة رادارات متحركة ترصد وتنقل كل ما يحدث على أرض سيناء من قبل العدو الإسرائيلي، وأتعرف على تفاصيل ما يحدث فى سيناء ورأى أبناء سيناء فى العمليات التى تقوم بها قوات إنفاذ القانون فى مواجهة الإرهاب، خاصة أن وسائل الإعلام المناهضة للدولة المصرية والداعمة لقوى الشر كانت كثيرًا ما تحاول تشويه الصورة.
سافرت يوم 28 أكتوبر إلى العريش كانت الأوضاع الأمنية فى غاية الصعوبة، وصلت إلى المدينة التى أذوب عشقًا فيها، واتصلت بالشيخ عبد الله أطمئنه على وصولي؛ نزلت فى أحد الفنادق القريبة من مبنى الرقابة الإدارية، وما إن حل المساء وبالتحديد فى الساعة التاسعة مساءً سمعت أصوات مطاردات بالشارع الذى يتواجد به الفندق، وكان حظر التجوال قد بدأ من الساعة الخامسة عصرًا وحتى الساعة السادسة صباحًا.
نمت تلك الليلة على أصوات الرصاص التى لا تتوقف، كنت أود أن أعرف تفاصيل عما حدث فى كرم القواديس، العملية التى استشهد فيها 31 بطلاً من أبطال القوات المسلحة.
صباح اليوم التالى دار حديث بينى وبين أحد العاملين بالفندق وهو فلسطينى الجنسية، دار حديثنا عن الأنفاق وصناعتها وعمليات التهريب التى تستخدمها والتى تطورت عقب أحداث يناير 2011 إلى ممرات لنقل العناصر المسلحة والأسلحة إلى سيناء، بل تحولت تلك الأنفاق إلى شرايين إمداد للعناصر الإرهابية فى مواجهة الدولة المصرية، وكان الهدف إسقاط الدولة وإعلان الولاية فى سيناء.
تفاصيل كثيرة رواها لى بما فيها طرق عبور الأنفاق والأسعار وكيف أنها قد أصابها الجنون عقب ثورة 30 يونيو، فقد كان عبور الفرد عبر النفق منذ 2011 وحتى ثورة يونيو ٢٠١٣ لا يتجاوز 70 دولارًا للفرد ليصل إلى 1000 دولار فى 2014.
تواصلت مع اللواء أركان حرب عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء فى ذلك الوقت، كى ألتقى به لإجراء حوار صحفى عن الأوضاع فى سيناء خاصة ونحن نحتفل بذكرى حرب أكتوبر وما يحدث فى سيناء كانت حربا تستهدف الدولة المصرية.
التقيت بالمحافظ فى اليوم التالى 29 أكتوبر وأجريت معه حوارًا احتفظت بتفاصيل كثيرة رواها لى اللواء عبد الفتاح حرحور.
كانت الدولة المصرية تواجه أكبر محاولة لإسقاطها، فرغم حديث الصحافة والإعلام وحديث العديد من الخبراء وتحذيراتهم من مخطط إسقاط الدولة، إلا أن البعض كان يسفه من الأمر ويتهكم على كل من يتحدث عن وجود مؤامرة شيطانية حيكت ضد الدولة المصرية، وكان التصدى لها مكلفًا على المستوى العسكرى والاقتصادي.
فى اليوم التالى تواصلت مع بعض الأصدقاء لكى أذهب إلى منطقة كمين كرم القواديس بالشيخ زويد، وبعد أن رتب لى ذلك طلب منى التأجيل لليوم التالى نظرًا لصعوبة الوصول للمنطقة بسبب أعمال التمشيط لملاحقة العناصر الإرهابية.
ذهبت للقاء الشيخ عبد الله جهامة الذى قال لي: «هذه الحرب الدائرة الآن فى سيناء أشد خطورة من حرب أكتوبر، فالعدو الآن يتخفّى بين الناس لكننا لن نتركهم أبدًا فى هذه الأرض، ف سيناء لا تقبل أبدًا أن يحيا عليها يومًا معتدٍ أو مخرب أو إرهابي، نتعاون مع القوات المسلحة و الشرطة المدنية درع الوطن وسيفه وسنكمل ما فعلناها دفاعًا عن هذا الوطن».
فى ذلك اليوم ذهبت إلى الكتيبة 101 حرس حدود ساحلى والمسئولة عن تأمين العريش والشيخ زويد ورفح، والتى أصبحت نظرًا للأحداث الإرهابية القطاع 101 والتى ضمت قوات من مختلف الأسلحة، لكنها ما زالت تحمل نفس الاسم.
على بوابة الأمن التقيت شابًا باسمًا تعرفت عليه وأصبحنا أصدقاءً نتواصل معًا حتى استشهد فى 29 يناير 2015، إنه الجندى البطل أحمد عبد الباقى محمود، عندما التقيته كان لم يمضِ على تجنيده سوى ثلاثة أشهر وقد التحق بسلاح حرس الحدود ثم انتقل إلى الكتيبة 101 فى يوليو 2014.
تبادلنا الحديث ليروى لى كيف استطاعت الأحداث، خلال شهر ونصف والتى مرت عليه فى العريش، أن تغير وجهة نظره فى أشياء كثيرة حتى إنه بات يحب أن يبقى فى سيناء على أن ينزل إجازة.
روى لى بطولات زملائه من أبطال 101 وكيف ضحوا بأنفسهم لتأمن مصر.
يومها قال لى تعرف العقيد أحمد عبد النبى قائد الكتيبة، رددت عليه: لا
قال: عندما تلتقيه ستشعر أنك تعرفه منذ زمنٍ، إنه ليس قائدًا فقط لكنه أخ أكبر وصديق وإنسان لا يمكن أن تجد له مثيلاً.
تركته يومها وأنا أتساءل ما الذى جعل هذا الشاب يتحول إلى بطل يمتلك روح التضحية والفداء بهذا الشكل رغم قصر المدة التى قضاها داخل القوات المسلحة؟!
لكنها روح المقاتل المصرى والعسكرية المصرية التى تسيطر علينا جميعًا عندما ندرك حجم الخطر الذى يهدد الوطن.
ظللت على تواصل معه حتى استشهد فى 29 يناير 2015 خلال استهداف العناصر الإرهابية لعدد من المواقع منها الكتيبة 101 حرس حدود، والتى استهدفتها عناصر أنصار بيت المقدس الإرهابية بسيارة «فنطاس» مفخخة تحمل 5 أطنان من المتفجرات، وأثناء تصديه للسيارة المفخخة واعتراضها انفجرت السيارة فاستشهد فى الموجة الانفجارية ليفوز بما تمناه (الشهادة).
أما الجندى الشهيد البطل الشحات فتحى شتا ابن قرية رأس الخليج مركز شربين بالدقهلية، فقد قام باحتضان أحد العناصر الإرهابية بحزامه الناسف لينفجر بعيدًا عن الكتيبة لمسافة 100 متر.
وقد استهدفت العناصر الإرهابية فى ذلك اليوم أكثر من موقع بالعريش والشيخ زويد ورفح، منها نادى ضباط القوات المسلحة ومديرية الأمن التى تقترب من موقع الكتيبة 101.
ثلاث سيارات مفخخة تحمل 10 أطنان من المواد المتفجرة وقذائف هاون، كشفت حجم المعركة التى تواجهها مصر، فليس تنظيمًا إرهابيًا فقط هو من يقف خلف ما يحدث، لكنها قوى دولية وأجهزة مخابرات تستخدم هذه التنظيمات الإرهابية وعناصرها لاستنزاف قدرات الدول وإصابتها بالفشل.


(2)


لم يكن التحرك باستهداف عدد من الكمائن أو الارتكازات الأمنية أو مواقع مثل الكتيبة 101 أو مديرية الأمن أو نادى الضباط مجرد صدفة لكنها كانت محاولات من جانب قوى الشر لإعلان ما يسمى بولاية سيناء، لتصبح تلك منطقة تجميع للعناصر الإرهابية.


وعندما فشل المخطط فى يناير 2015 وتصدى له الأبطال من القوات المسلحة والشرطة فاستشهد أكثر من 31 شهيدًا وأصيب 80 بطلاً من القوات المسلحة والشرطة.


لكن عادت عناصر قوى الشر و الإرهاب مرة أخرى لمحاولة السيطرة بعملية استهدفت أكثر من 15 كمينًا فى منطقة رفح والشيخ زويد فى توقيت متزامن، ففى الساعة السادسة و55 دقيقة صباح الأربعاء 1 يوليو2015، الموافق 14 رمضان، قامت مجموعة إرهابية بالهجوم على عدد من الكمائن الأمنية للقوات المسلحة بمنطقتى «الشيخ زويد – رفح» فى توقيتات متزامنة باستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة.
شملت كمائن «أبو رفاعي، وسدرة أبو الحجاج، بوابة الشيخ زويد، سيدوت، الماسورة، الوحشي، جرادة، الشُلاق، العُبيدات، قبر عُميرة.»


وتمكن رجال القوات المسلحة البواسل من التعامل مع هذه العناصر الإجرامية وإحباط كل المحاولات الإرهابية من تحقيق أهدافها، وقد قامت عناصر القوات المسلحة بشمال سيناء بمعاونة القوات الجوية بمطاردتهم وتدمير مناطق تجمعاتهم وقتل ما لا يقل عن 100 فرد من العناصر الإرهابية وإصابة أعداد كبيرة منها، بالإضافة إلى تدمير 20 عربة كانت تستخدمها تلك العناصر الإجرامية وجارٍ الآن تنفيذ عمليات التمشيط بالمنطقة.


وبحسب المتحدث العسكرى للقوات المسلحة السابق أسفرت هذه العمليات الإجرامية عن استشهاد 17 من أبطال القوات المسلحة منهم 4 ضباط وإصابة 13 آخرين منهم ضابط أثناء قيامهم بأداء واجبهم الوطني.
واختتم العميد محمد سمير، قائلاً: «شعب مصر العظيم.. إن قواتكم المسلحة تقود حربًا شرسة ضد الإرهاب دون هوادة ونؤكد لشعبنا العظيم أننا لدينا الإرادة والإصرار لاقتلاع جذور هذا الإرهاب الأسود ولن نتوقف حتى يتم تطهير سيناء من جميع البؤر الإرهابية وينعم وطننا الحبيب بالأمن والاستقرار، حفظ الله مصرنا الحبيبة وأسكن شهداءنا الأبرار فسيح جناته وألهم الشعب المصرى الصبر والسلوان».
لقد كشفت تفاصيل ما حدث يوم 1 يوليو 2015 حجم المخطط الذى استهدف للمرة الثانية محاولة التنظيم الإرهابى إعلان ولاية سيناء من الشيخ زويد ورفح، وفشل تنفيذ المخطط على يد أبطال القوات المسلحة.
الحلقات الأولى من مسلسل الكتيبة 101 كشفت جزءًا من تفاصيل ما حدث من بطولات سطرها أبطال الجيش المصرى والشرطة خلال السنوات الماضية لتعلن مصر القضاء على الإرهاب.
ورغم ما نتابعه من مشاهد إلا أن الواقع كان به تفاصيل أكثر نجدها لدى الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن ويرويها زملاؤهم من المصابين أو ممن كانوا معهم فى تلك المعركة.


(3)


المعركة التى استمرت لعشر سنوات لم تكن معركة سهلة، خاصة عندما تقتلع تلك العناصر بعد أن استطاعت خلق بنية تحتية قوية لها فى سيناء خلال الفترة من 2011 وحتى 2013 بل إنها سبقت ذلك التاريخ بأكثر من 3 سنوات، وبالتحديد منذ 2008 عقب اقتحام أبناء غزة للحدود مع قطاع غزة فى يناير 2008، ودخولهم رفح والشيخ زويد والعريش وسط مجموعات من الفلسطينيين الذين اقتحموا الحدود.


لقد حوى سجل الشرف والبطولة للكتيبة 101 المئات من الأبطال وخلال الحرب على الإرهاب استشهد من أبطال الكتيبة أكثر من 300 شهيد، من بين 3000 شهيد و13 ألف مصاب قدمتهم مصر من أبطال القوات المسلحة والشرطة فى المواجهات مع الإرهاب.


لكل من هؤلاء الأبطال حكاية وبطولات ما زالت تفاصيلها لم ترو، منهم الجندى البطل الشهيد أحمد عصمت محمد مصطفى صقر والذى نجا من عملية استهداف كمين كرم القواديس فى أكتوبر 2014 ليفوز بالشهادة فى عملية استهداف الكتيبة 101.
كان الشهيد البطل أحمد عصمت قد ظل فى الخدمة 105 أيام لم ينزل إجازة ثم حصل على إجازة لمدة 12 يومًا سافر إلى قريته (اكراش) بمركز ديرب نجم بالشرقية، ذهب وكأنه يودع أهله دخل كل غرف منزله وكأنه يودع من فيه بحسب رواية والدته وزار كل أصدقائه وأقاربه.
كان يعمل أثناء الإجازة ليوفر مصروفاته الخاصة به نظرًا لأنه من أسرة بسيطة، والده شيخ بمعهد القراءات بقرية «العصايد»، ليعود أحمد إلى الخدمة بالعريش يوم 17 يناير 2015 وبعد 12 يومًا يحدث استهداف للكتيبة 101 ويفوز بالشهادة التى تمناها.
ومن أحمد إلى أيمن شويقة والشحات شتا، وأبانوب صابر جاب الله وصابر أحمد محمد وعوضين إبراهيم عوضين وإسماعيل محمد إسماعيل وإسلام عبد المنعم مهدى وإبراهيم رمضان محمد أحمد ومحمد مراد محمد عبد الرحيم ومحمد أحمد حسن عطية وأحمد محمود عبد السلام وعبد الرحمن محمد متولى وأحمد محمد عبد التواب ومحمد سلامة عويس ميهوب ومصطفى بهجت حسن إبراهيم وعماد سعد محمد على وسامح ضياء الدين وماهر رجب عبد العظيم .
ومن العميد أحمد عبد النبى إلى العقيد أحمد الدرديرى والعقيد محمد إدريس والرائد أحمد أبو النجا ومحمد أحمد عبده ومحمد أشرف حسين ومحمد عادل وعصام محمد عصام وغيرهم الكثير ممن تتزين بهم لوحة الشرف لهذا الوطن.
بطولات عديدة، أذكر منها ذلك البطل الملازم أول أدهم الشوباشي، قائد كمين الرفاعى بالشيخ زويد، والذى تمت مهاجمته فى الأول من يوليو 2015.
الذى قال إن الكمين كان عبارة عن مبنى مكون من دور واحد «حاكم طريق»، ومهامه كانت منع أى أعمال عدائية وتأمين التحركات السلمية ومنع تسلل العناصر التكفيرية لوضع أى عبوات ناسفة، وأنه فى يوم 1 يوليو عام 2015، تلقى إشارة بتجهيز الكمين نظرًا لتوقع قيام أعمال عدائية، الأمر الذى قابله بوضع الاستعداد والدفاع حتى الساعة السابعة صباحًا.
وأشار إلى أن عنصر الخدمة المكلف بتأمين الجهة الشرقية للكمين لمح سيارة تتحرك بشكل ملفت خلف المبانى المجاورة للكمين، وقام بإبلاغه وتوجه على الفور لرصد السيارة ليجدها محملة بالبراميل، الأمر الذى دفعه لإطلاق أعيرة تحذيرية لإيقاف السيارة لكنه وجدها مصفحة.
ثم إن كلاً من الشهيد حسام جمال والشهيد أحمد عبد التواب كانا فى موقع الخدمة أعلى «الدبابة» الموجودة شرق الكمين، وقاما بالاشتباك وإطلاق الأعيرة النارية على السيارة ولم تتأثر، وهو ما دفعهم أن يتوجهوا بأسلحتهم لإيقاف السيارة على مسافة 75 مترًا قبل دخولها حرم الكمين وقاموا بالفعل بقتل سائقها وتفجير البراميل المتواجدة أعلاها واستشهدوا على إثرها.
كما أن تفجير البراميل عن بُعد أدى إلى اهتزاز المبنى بالكامل وأثر على الجنود من خلال استنشاقهم غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن الانفجار، فيما قام بالاتصال بالقطاع لتبليغه بالتعامل مع الأهداف وتنفيذ الخطة الدفاعية لحين وصول الدعم.
تم إطلاق قذائف الهاون على الكمين من قبل العناصر الإرهابية من على بُعد 2 كيلومتر ونصف وتأثر الطاقم و الدبابة بالشظايا المنطلقة، فأمر الضابط أدهم الشوباشى بعودة الدبابة للقطاع حتى لا تقع فى أيديهم وظل يتعامل فى مواجهة العناصر الإرهابية، وبعدها ذهب لتفقد القوة أعلى سطح المبنى وأعاد ترتيبهم واشتد التعامل فى مواجهة الإرهابيين، إلا أنه تم إطلاق ثانى قذيفة «هاون» من قبل العناصر الإرهابية أمام المبنى أدت لإصابته بشظايا فى الوجه وبدأ ينزف.
ويقول الملازم أول أدهم الشوباشى: تذكرت كلمة قائدى فى التدريبات «الكمين ضابط»، حاولت إيقاف النزيف لم أجد إلا الرمال فأوقفت النزيف بها وعدت للتعامل حتى أصبت برصاصة نافذة فى القدم.
كما أن الشهيد عبد الرحمن محمد متولى والذى كان ملقبًا بـ «قناص الكمين» نظرًا لاحترافه بالرماية، قتل ما يقرب من 12 عنصرًا من العناصر الإرهابية حتى استشهاده، ولم يترك الأبطال الكمين حتى وصل الدعم وفرت العناصر الإرهابية هاربة تلاحقها القوات الجوية لاصطياد تلك الفئران قبل أن تصل إلى جحورها تحت الأرض.


أما العقيد الشهيد محمد إدريس فقد التقيته ثلاث مرات قبل استشهاده، هذا الضابط الباسم دائمًا والذى رصد التنظيم الإرهابى مكافأة 2 مليون دولار لمن يقتله.
والذى استشهد فى ديسمبر 2016 ليفوز بما تمناه خلال فترة خدمته فى سيناء.
وتتوالى البطولات على أرض سيناء وتظل هى بوابة الوصول إلى الجنة.
شكر وتقدير، إلى من يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على شرف الوطن وهيبته..
إلى من يتصدى لرصاصات الغدر لتشعر مصر بالأمن والأمان..
إلى من يقف شامخا كالأسد يحرس عرين أمة اطمئن قلبها على مستقبلها ما دام بها رجال مثلك
إلى من يجرى فى عروقه دم ينبض بحب مصر نتقدم نحن الشعب المصرى له بكل التقدير والاعتزاز تقديرا على ما قدمه من أجل وطنه.

شكر واجب


شكرًا لرجال إدارة الشئون المعنوية الأبطال وللدور الذى يقومون به فى معركة من أهم وأخطر المعارك التى تواجهها الدولة المصرية.. معركة الوعي.
شكرًا لإدارة الشئون المعنوية على دعمها لمسلسل الكتيبة 101، لكشف حجم المعركة التى سطرها الأبطال من أبطال القوات المسلحة و الشرطة المدنية وأبناء سيناء فى الحرب ضد الإرهاب.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2