الواقع والطموح

الواقع والطموحالواقع والطموح

الرأى1-4-2023 | 01:09

داخل دائرة الطموح والواقع نحيا بين إخفاقات ونجاحات بين أحلام وأمال بين كل شيئ ونقيضه تدور بنا الحياة معترفين بأن السعى هو السبيل ، ف الطموح واجب فى المنهجيات القويمة للحضارة الإنسانية ، و الوصول إلى الدرجة التى يرضى عنها الإنسان هى المعنى الحقيقى للطموح .
و الطموح هو أساس النجاح لمن يسعى لتحقيق ذاته وتطويرها ، فمن لا يملك طموحاً لا يحقق نجاحاً، فمِن الحكمةِ أن تعيش طَموحاً أو تمُت وأنت تحاول ، لأن اليأس موتٌ مبكّرْ ، فلا فرق بين العيش اليائس والموت. فطموحاتك وأحلامك هم الوقود لاستمرارك فى معترك الحياة ، فبزيادة سعيُك الجاد تحقق لك ما تريد .
و الطموح يتعدد طبقاً لأحلام الطامحين يتغير من فرد لآخر فهناك طموحاً مهنياً وطموحاً اجتماعياً وطموحاً علمياً وطموحاً سياسياً و لتحقيق هذه الطموحات لابد من توافر مقومات النجاح والتى تتمثل فى قوة الإرادة و حُسن الإدارة و نور العلم و دوام اليقظة و التمسك بالحكمة ، فعلى كل إنسان طَموح أن يتحمل الصعوبات والمعوقات التى تعرقل النجاح و تحول دون تحقيق الهدف ، متغلباً عليها بلا تردد ولا خوف أو فزع .
ولكى ننجح فى تحقيق أهدافنا يجب أن يتم ترجمة مقومات طموحاتنا الى واقع فعلى ملموس ، و يجب أن لا تكون مجرد أمنيات و تمنيات تراود النفس فقط دون عزيمة قوية لتتحول هذه الأحلام والطموحات الى واقع عملى وفعلى ، لأن التمنى بلا إرادة نوع من أحلام اليقظة .
وحتى تكون متميزاً فى طموحك ،عليك أن تكون مبدعاً صاحب أفكار غير تقليدية فلا تميز دون إبداع و إتقان ، فإذا كان طموحك سياسياً فعليك أن تتميز بالصدق وحُسن العبارة والقدرة على المخاطبة بأسلوب بلاغى خالى من الإدعاءات أو الإفتراءات بل مبنياً على حقائق ثابتة ومعلومات صحيحة مؤكدة ،وأن يتطابق قولك مع فعلك ، وأن تتغلب على ما سيواجهك من معوقات ، تواجه العديد من الساسة ، كعدم منحك الفرصة الكاملة لتقديم إبداعاتك ومحاولة البعض تهميش المميزين ، فتلك من أبرز المعوقات وهى قتل للطموح فى قلوب المجتهدين خوفاً من تقدمهم ، فعلى الطامحين عدم التوقف عند ذلك وعدم الإصابة بالإحباط بل اتخاذ ذلك دافعاً للتميز والإبداع بتطوير الذات دون الإلتفات لهؤلاء المحبطين ، وهذا الأمر من الأهمية بمكان لما له من أثار سلبية على كثير من أصحاب الفكر والرؤية والإجتهاد وهذا الأثر السلبى يمتد ايضاً للمجتمع بأسره حيث أن إبتعاد أصحاب الفكر المتزن يترك المجال لإنتشار أصحاب الفكر المشوش والأفكار السطحية واعتلائهم لمنابر لا يرتقون لها، ومنها ايضاً الاتجاه لأصحاب الأموال وليس فى ذلك شيئ بل ذلك سيكون فى خدمة العملية السياسية شريطة أن يتم التوازن بين اصحاب المال وأصحاب الفكر ، فالمال يخدم الفكر والفكر يخدم المال ولكن لا يصح أن يجور هذا على ذاك.
وعليك أن تقبل التحدى فطالماً كنت طامحاً مهنياً وتسعى الى الإرتقاء فى السلم الوظيفى فإنك ستتعرض لمنغصات ومضايقات ومعوقات عديدة يصعب التأقلم معها إلا بقبول التحدى بإرادة قوية وثبات انفعالى تجاه ذلك لتحقيق طموحك معتمداً على حُسن التفكر والتفكير و رسم الخطط التى ترفع معدلات الإنتاج وتحافظ على المقدرات ، بوضع أفكار قابلة للتنفيذ ذات بدائل استراتيجية مناسبة لتحقيق أهدافك وطموحاتك ، هنا ستتمسك بك مؤسستك وتحافظ على تفوقك.
عليك أن تكون مراعياً للأخلاق المهنية متسلحاً بقوة العزيمة و الإصرار وتفعيل وتجديد عزيمتك أولاً بأول وعدم الاستسلام لليأس أو الفتور متذكراً على الدوام أهدافك طموحاتك .
ولتحقيق ما تسعى اليه لابد من الإيمان الكامل بقدراتك وفاعلية أهدافك وحبك للوطن والتمسك بالقيم والأخلاق النبيلة وأن تكون عالى الهمة واثقاً من نفسك مدافعاً عن أفكارك ، وعدم تشتيت قدراتك فيما لا يفيد متجنباً كل ما يدعوا الى السلبية والفتور .
حتماً فى مشوارك لتحقيق طموحاتك ستجد أن هناك فريقاً لا يطيقون سماع كلمة طموح متهمين أصحاب هذه المعنى النبيل بأنهم خياليون حالمون ، فلا تمنحهم الفرصة بركونك الى اقوالهم بل عليك عدم الإنصات لهم والسير بكل قوة لتحقيق حلمك .
إن أصحاب الطموح ذوى أهداف نبيلة مهما تعرضوا للمحبطات فإنهم بصبرهم وتمسكهم بأحلامهم وطموحاتهم سوف يحققون الحلم والتميز و النجاح من أجل مجتمعاتهم وأوطانهم مهما حاول المحبطون تصدير عوامل الإحباط اليهم .
حفظ الله مصر

أضف تعليق