اللواء على حفظي: 4 معارك سبقت معركة العبور في رمضان

اللواء على حفظي: 4 معارك سبقت معركة العبور في رمضاناللواء على حفظي

مصر2-4-2023 | 14:20

تاريخ من البطولة وخبرة فى المجال العسكرى والمدني، اللواء أ ح على حفظي، أحد أبطال أكتوبر والمسئول عن فرق الاستطلاع خلف خطوط الجيش الإسرائيلى داخل عمق سيناء أثناء حرب العبور فى رمضان.

بداية، يقول حفظى إن حرب العاشر من رمضان أعظم ملحمة فى تاريخنا الحديث فقد استطاع الإنسان المصرى أن يجعل المستحيل ممكنا وأثبت المقاتل المصرى خطأ تقديرات أجهزة المخابرات التى أكدت أنه ليس فى مقدور مصر أن تغيّر الوضع القائم.

إن ملحمة العبور تتمثل فى عدة معارك قبل العبور فهى إعجاز وإنجاز وبراعة مصرية فهى تروى كيف استطاع المصريون أن يقوموا بهذه العملية الكبيرة عسكريا بكل أبعادها الاستراتيجية وهم لديهم قدرات محدودة، إنه لا يمكن بمثل هذه الإمكانيات تحقيق ما تم فى حرب العاشر من رمضان/ أكتوبر 1973.

استطاع المقاتل المصرى القيام بعمليات استراتيجية واقتحام خط بارليف واستعادة جزء من أرض سيناء بإمكانيات محدودة لا تتوفر فيها القدرات الهجومية التى لها متطلبات لم تكن متوفرة لديه.

أما البراعة فهى قدرة الذكاء المصرى خداع أجهزة المخابرات العالمية فلم يستطع أى جهاز مخابرات حتى 5 أكتوبر سواء أجهزة غربية بقيادة أمريكا أو أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن تكشف ما تخطط له مصر.

وأضاف حفظى أنه عندما نتحدث عن ملحمة العبور يجب ألا نغفل المرحلة التى سبقت أكتوبر 1973 ففى أعقاب 5 يونيو 1967 كان الموقف المصرى صعبا للغاية بكل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية فلا حلول سياسية ولا إمكانيات عسكرية ولا إمكانيات اقتصادية حيث توقفت السياحة واستولت إسرائيل على آبار البترول، كما أنه على المستوى الدولى كان الاتحاد السوفيتى و الولايات المتحدة من مصلحتهم إبقاء حالة اللاسلم واللاحرب، كما أن الأمم المتحدة لم يكن لها قرار ينفذ ورغم كل تلك الظروف إلا أن المصريين لم يتقبلوا الوضع.

وأشار إلى أنه قبل العبور قام المصريون بعدد من المعارك كان أولها إعادة بناء الجيش المصرى خلال 4 سنوات وجاءت المعركة الثانية وهى حرب الاستنزاف التى استمرت ألف يوم منهم 500 يوم قتال فعلى أرض الواقع وخلال تلك الحرب تلقى العدو رسالة فحواها ستدفع ثمن بقاءك على أرض مصر، حيث نفذت أكثر من 4 آلاف عملية عسكرية بين 8 إلى 10عمليات عسكرية يوميا نقلت شعور الخوف إلى العدو، حتى أن عيذار وايزمان اعترف بأن حرب الاستنزاف أولى الحروب التى هزمت فيها إسرائيل من مصر لذا لجأت إسرائيل إلى الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار .

أما المعركة الثالثة فهى إعادة بناء القوات الجوية والدفاع الجوى والتى استطاعت قطع ذراع إسرائيل الطولى فى 1968 واستطاعت قوات الدفاع الجوى مجابهة الطائرات الإسرائيلية بالصواريخ ونجحنا فى إيجاد أحدث نظم الدفاع الجوى فى العالم لدرجة أن دول العالم لجأوا إلى المصريين بعد الحرب ليتعلموا كيف استطاعت مصر إنشاء قوات دفاع جوى نجحت فى قطع ذراع إسرائيل الطولى.

وكانت المعركة الرابعة معركة الذكاء المصرى أو المعركة الفكرية حيث استطاع الذكاء المصرى خداع مخابرات العالم من خلال السرية والأمن والتخطيط.

وأكد حفظى أن كل المعارك الناجحة كان لها تأثير فى ملحمة العبور والتى فاجأت العالم كله، بداية من الضربة الجوية والقصف المدفعى والعبور الذى أبهر العالم فأصبح يدرس فى الكليات والمعاهد العالمية فالعالم يريد أن يعرف كيف استطاع المصريون تحقيق المعجزة من خلال أسلحة دفاعية وهذه هى عظمة أكتوبر.

ونبّه إلى أن حرب رمضان كانت زلزالا للعالم غيّر موازين القوى فى العالم خاصة القوى الكبرى التى ارتبطت مصالحها بالمنطقة فلأول مرة تغيّر دولة نامية موازين القوى فى العالم.

ويمكن القول بأن حرب أكتوبر كانت السبب فى توجه القوى الدولية لتغيير خريطة الشرق الأوسط، ف أكتوبر آخر الحروب التقليدية حيث جعلتهم يعيدوا التفكير فى استراتيجية الحروب التقليدية.

ويقول حفظى إن ملحمة العبور لقنت إسرائيل درسا لن تنساه فكبدتها خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد وأصبحوا غير قادرين على تحقيق أى إنجاز على أرض الواقع، فلولا تدخل الولايات المتحدة لما حدث ثبات نسبى للقوات الإسرائيلية

ومن جهة أخرى، أكد حفظى أن ما تروج له إسرائيل عن ثغرة الدفرسوار ليس حقيقيا بل له هدف دعائى سياسى لخدمة عملية التفاوض بدليل أن الإسرائيليين أنفسهم أطلقوا عليها اسم "مصيدة الموت".

أضف تعليق