مهنة الـ 30 يوما.. حكاية المسحراتى عبر التاريخ

مهنة الـ 30 يوما..  حكاية المسحراتى عبر التاريخمسحراتى

منوعات3-4-2023 | 09:39

مهنة «المسحراتي» من المظاهر الخالدة للاحتفال بشهر رمضان، ويميل البعض منا خصوصًا الكبار، الذين عاشوا مظاهر الماضى التراثية الجميلة، التى لا يمكن أن تنسى؛ أن يتذكروا العديد من تلك المظاهر والعادات، التى كانت سائدة خلال شهر رمضان المبارك بأيامه المشبعة بالإيمان وروحانيته وقدسيته.

يقول المؤرخ سامح الزهار إن المسحراتى هى مهنة الـ 30 يوما وهو لقب يطلق على الشخص، الذى يتولى مهمة إيقاظ المسلمين فى ليالى شهر رمضان لتناول السحور والمشهور عنه أنه يحمل طبلة أو مزمارا ويقوم بالعزف عليها لإيقاظ الناس؛ لتناول السحور قبل أذان الفجر، ولأن مهنة المسحراتى تقتصر على شهر رمضان فقط اختفت هذه المهنة واختفى الشخص الذى يحبه الأطفال.

ويضيف أن الظاهر بيبرس هو من أعاد مهنة المسحراتى وأسندها للشباب الدارسين للعلم الشرعي؛ لإيقاظ الناس للسحور وكان فى إحدى الفترات فى مصر يقوم إمام المسجد بدور المسحراتى وكان ينادى على الناس قارئا للآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، وكانت تختلف العبارات التى كانوا ينادون بها المسحراتية وأشهرها «يا نايم وحد الله يا نايم اذكر الله السحور يا عباد الله اصحى يا نايم وحد الدايم، قول نويت بكره إن حييت الشهر صايم، وفى الفجر قايم رمضان كريم».

ويوضح سامح الزهار أن مع مرور الأيام انتهت مهنة المسحراتى وأصبحت ضمن شريط الذكريات، حتى فى أشهر أغانى رمضان للفنان محمد عبد المطلب أغنية « رمضان جانا» وفى واحدة من الكوبليهات يقول المسحراتى «واجعل ليلاتى هالليله ٣٠ ليلة حلوة جميلة»؛ «اصحى يانايم صحى النوم إحنا بقينا فى شهر الصوم».

وأضاف الزهار أن أول مسحراتى فى العهد الإسلامي، هو الصحابى الجليل بلال بن رباح، فإن بلال كان يجوب الطرقات ليلا؛ لإيقاظ الناس للسحور بصوته العذب، كما طلب منه «النبى صلى الله عليه وسلم»، وكان أول مؤذّن فى الإسلام ومعه ابن أم مكتوم، يقومان بمهمة إيقاظ الناس للسحور.

وكان المسحراتى قديما يرافقه رجل آخر يحمل فانوس، حتى يشاهد المسحراتى الطريق فى ليالى رمضان حالكة السواد، حيث لم تكن توجد إنارة فى الشوارع والطرق الوعرة الضيقة قديما، ويمتاز المسحراتى بذاكرة حادة تستطيع أن تحفظ أسماء رجال الحى وسيداته كلها ويمتاز أيضًا، بقدرته على التغيير والتبديل فى المدائح التى يحفظها، بحيث يدخل فيها الأسماء المختلفة، التى يريد أن يوقظ أصحابها أو يطالبهم بنصيبه من لذائذ رمضان والعيد وكان يطيل الوقوف أمام أبواب وجهاء الحي، ويسترسل فى مدحهم أملًا فى صداقتهم لنيل الكثير من العطايا.

أضف تعليق

إعلان آراك 2