نظم حزب مستقبل وطن ندوة تثقيفية بمقر الحزب ب التجمع الخامس في ذكرى انتصارات العاشر من رمضان استضاف فيها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وأدار الندوة المهندس أشرف رشاد الأمين العام والنائب الأول لرئيس حزب مستقبل وطن، وبحضور الدكتور محمد محمود أبو هاشم وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، واللواء يحيى عيسوي وكيل اللجنة التشريعية بمجلس النواب وأمين عام مساعد حزب مستقبل وطن، وسماحة الشيخ عبد الهادي القصبي نائب رئيس حزب مستقبل وطن ورئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، و الدكتور أسامة محمد العبد وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتورة سهير القاضي عضو لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، والنائب الدكتور محمد سليم أبو الخير وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، والشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني السابق بوزارة الأوقاف.
وفي بداية اللقاء رحب المهندس أشرف رشاد ب وزير الأوقاف مشيدًا بجهوده العلمية والدعوية، مهنئًا الجميع بهذه الذكرى العظيمة.
وفي كلمته رحب وزير الأوقاف بالسادة الحضور مهنئًا إياهم بشهر رمضان المبارك وبذكرى انتصارات العاشر من رمضان، متوجهًا بالتهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ولقواتنا المسلحة الباسلة في تلك الذكرى العظيمة، مثمنًا ما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة، وسيطرة مصر على كامل أراضيها، مؤكدًا أن ما يقوم به جيل اليوم من مواجهة قوى الشر يعتبر عبورًا جديدًا ونصرًا مجيدًا لا يقل أهمية ولا فدائية عما تم في نصر العاشر من رمضان، فتحديات الأوطان لا تنتهي ولكنها تختلف من مرحلة إلى مرحلة، وضريبة الوطن لا يمكن أن يؤديها جيل واحد، وكل جيل يؤدي دوره في الحفاظ على وطنه.
كما أكد وزير الأوقاف أن هناك الكثير من الأئمة الذين أصبحوا على درجة عالية من الإتقان سواء في حفظ القرآن الكريم وتلاوته بجانب فهم الدين فهمًا صحيحًا، وأن ما نشهده في رمضان هذا العام حالة خاصة، من إحكام السيطرة على المساجد.
وأضاف جمعة استطعنا هذا العام أن نوظف طاقات كبار القراء الذين تتابعونهم في صلاة القيام ففي كل يوم يؤم المصلين واحد من خيرة وكبار القراء في مسجد الحسين، إضافة إلى أحد المبتهلين يقدم فقرة ابتهالية قبل صلاة المغرب، فضلا عن ملتقى الفكر الإسلامي الذي يعقد الآن يوميًّا بمشاركة أكثر من أربعين عالمًا وفقيهًا ومحدثًا، فضلا عن دروس الواعظات، ومجلس الفقه، ومجلس الحديث، ومجالس الإقراء، وليس هذا في مسجد الإمام الحسين وحده، فملتقى الفكر الإسلامي يقام هذا العام في جميع محافظات مصر، فضلا عن الملتقى الفكري الذي يقام للواعظات لأول مرة، ودرس النشء الذي يقام في رمضان لأول مرة عصر كل خميس، مع تعدد الأنشطة وتنوعها، والأهم هذا العام أكبر عدد من المبعوثين لمصر حتى أصبحت بلاد العالم تقول لا نرى رمضان إلا في مصر.
وقال وزير الأوقاف شهر رمضان هذا العام له طعم خاص ومذاق خاص وفيه حالة من الإقبال غير المسبوق فالمسجد أصبح دار عبادة غير مسيس وغير مختطف، وإقبال الناس على المساجد دليل على عمق إيمان هذا الشعب، ثم جاء افتتاح الرئيس لمسجد مصر والمركز الثقافي، وبخاصة دار القرآن الكريم التي لا مثيل لها في العالم، والتي تعد بمثابة التدوين الثالث للقرآن الكريم، مؤكدًا أنه ليس مجرد مبنى وإنما مبنى ومعنى وأنه انطلاقة كبيرة، إلى جانب ما تبثه قناة الناس هذا العام من سفراء دولة التلاوة من مبعوثي وزارة الأوقاف إلى مختلف دول العالم بألمانيا وأمريكا و إيطاليا وأوروبا يدل على حجم التأثير الذي وصولوا إليه، وهذا صورة مشرفة لا تُضاهى، فمصر تواجه التطرف بنشر صحيح الدين، فالدين جزء من الحل ولا يمكن أن يكون جزءًا من المشكلة.
كما تحدث وزير الأوقاف عن أسماء الله الحسنى، مؤكدًا أن الحديث عنها حديث عظيم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ"، والمراد بإحصاء هذه الأسماء هو فهم معانيها والتعبد إلى الله (عز وجل) بمقتضاها، وقد اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسماء الله (سبحانه وتعالى)، وليس معناه أنه ليس لله (عز وجل) أسماء أخرى غير التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد بالإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصرها، مشيرًا إلى اسم الله سبحانه (الجبار) وأن الكثير يدركون معناه على أنه يدل على الكبرياء والعظمة، غير أن اسم الله (عز وجل) "الجبار" له معنى آخر وهو من الجبر، جبر الخواطر، وفي حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يقول في دعائه بين السَّجدتينِ في صلاةِ اللَّيلِ: "ربِّ اغفِر لي وارحَمني، وعافِني، واجبُرني، وارفَعني، وارزُقني، واهْدِني"، فهو الجبار الذي يجبر خاطر عباده بالعطاء، ويجبر خاطر المريض بالشفاء، ويجبر خاطر من لا ينجب بالإنجاب، ويجبر خاطر المذنبين بالتوبة: "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"، وهو الذي يجبر الخواطر فمن أراد أن يجبر اللهُ خاطره فعليه أن يعمل على جبر خواطر الناس، وقد قالوا: من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه لطف الله في جوف المخاطر، فمن سار بين الناس جابرًا للخواطر يحنو على الضعيف والفقير والمسكين، ويطعم الجائع، ويئوي المشرد ويعين الكَلّ، ومن يجبر خواطر الناس يجبر الله خاطره، فمن كان متأسيًا برسول الله (صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ) يطعم الجائع ويعين المكروب ويأخذ بيد الضعيف يجبر الله بخاطره في الدنيا والآخرة.
كما أشار إلى اسم الله سبحانه (الوهاب) وهو اسم لا يُطلق إلى على الله (عز وجل) فهو الذي يرزق من يشاء بحساب وبغير حساب، مشيرًا إلى أنه على المسلم أن يأخذ بالأسباب، مع التوكل على الله (عز وجل) وفي الوقت ذاته لا بد من الاعتقاد أن الأسباب لا تعمل وحدها، وإنما تعمل بإعمال الله لها، واعلم أن الدنيا لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلى بأمر الله سبحانه.
وعن اسم الله الكريم أكد وزير الأوقاف أننا نستلهم منه معنى الكرم ونحن في شهر الكرم فتكون كريمًا مع الناس، هذه هي معاني الأسماء، والعمل بمقتضى هذه الأسماء، فنحن في أيام مباركة تمر سريعا ومن علامات الساعة تسارع الزمان كنا نقول اللهم بلغنا رمضان ومر من الشهر الكريم ما مر وما بقي سيمر أسرع مما مضى وفيه أيام مباركة من الآن نتهيأ للعشر الأواخر وقد قال (صلى الله عليه وسلم): "خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له"، فالواجب أن نتزود بالطاقة من هذا الشهر الكريم قال (صلى الله عليه وسلم): "مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ" وفيها ليلة القدر وعلى الإنسان أن يستعد لها من الآن قال (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
مؤكدًا أن هذا أوان العطاء وقضاء حوائج المحتاجين، فهذا واجب الوقت وعبادة الوقت وهو إطعام الطعام، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا"، هذا ليس قاصرًا على إفطار الفقراء، وإنما هو عام في إفطار الصائمين، فيا باغي الخير أقبل.
مؤكدًا على أهمية التقوى بجانب العلم، وقال الشاعر:
لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه
ما لم يتوَّج ربُّه بخلاقِ
فإذا رزقت خليقة محمودة
فقد اصطفاك مقسم الأرزاق
فإذا انفكت القيم عن الإنسان انفك الدين عنه، قيل: ما أكثر ما يُدخل الجنة يا رسول الله قال: "تقوى الله وحُسن الخلق"، مشيرًا إلى وجوب الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.