إسرائيل تُهزم من جديد

إسرائيل تُهزم من جديدسعيد صلاح

الرأى4-4-2023 | 14:46

بالأمس كانت ذكرى أعظم حروب الجيش المصرى فى العصر الحديث.. حرب (10 رمضان – 6 أكتوبر)، التى يتجدد معها كل عام جينات البطولة فى الدم المصرى، فيثبت بالدليل الحاسم والقطعى أن البطولة شىء متأصل فى الشخصية المصرية وأن سلسالها ممتد على مدى التاريخ منذ تحتمس الثالث وأحمس، مرورًا بأبطال العاشر من رمضان، وصولاً إلى أبطال 101 الذين ضربوا ولا يزالون أروع الأمثلة فى البطولة والتضحية، ولعل ما نراه هذه الأيام من خلال مسلسل (الكتيبة 101)، إنما هو خير مثال على ذلك، فهناك سلسال للبطولة ممتد من عمق التاريخ، وسيظل ممتدًا فى عمق المستقبل بفضل جينات البطولة التى تتجدد باستمرار فى الدم المصرى.

فى مثل هذا اليوم العظيم تمكن الجيش المصرى من تحقيق معجزة عسكرية لا تزال تدرس تفاصيلها فى أعرق الأكاديميات العسكرية بالعالم.

فى مثل هذا اليوم حطم الجيش المصرى العظيم أسطورة الجيش الإسرائيلى التى اخترعها وروج لها بعض المخدوعين الموهومين، تحطمت أسطورة الجيش الذى لا يقهر على صخرة الجيش المصرى العظيم، تحطمت هذه الأسطورة مثلما تتحطم الآن أسطورة " إسرائيل واحة الديمقراطية"
يبدو أن هذا الشعب عشق الأساطير الوهمية وعشق العيش عليها لتبعده عن الواقع الذى غالبا ما يصفعه صفعة قوية مدوية تجعله يفوق على صراخ وعويل.

ما يحدث فى إسرائيل الآن – هذا البلد الذى كان وسيظل عدوًا لنا ولكل العرب المسلمين - يقول إن هذه الدولة التى كثيرًا ما تغنت وتشدقت بأنها واحة للديمقراطية فى المنطقة مقبلة إلى فوضى عارمة، إن لم تكن قد حدثت بالفعل، فهناك ما يقرب من مليون مواطن إسرائيلى فى الشوارع – بحسب تقدير وسائل الإعلام الإسرائيلية – يحتجون على قانون تقييد السلطة القضائية ويطالبون نتنياهو بالتراجع عنه وهى المطالبات التى تقابل بتعنت ورفض شديد من رئيس الوزراء الإسرائيلى وحكومة اليمين المتطرف التى يقودها لتكشف الصورة على حقيقتها وهى أن نتنياهو يريد أن يحمى مستقبله السياسى أكثر فى حماية مستقبل إسرائيل، وأن أمن نتنياهو أهم من أمن إسرائيل، وأن إصلاح القضاء على الطريقة اليمينية أهم من الحفاظ على الحد الظاهر من الديمقراطية التى كانت تتشدق به إسرائيل فى كل وقت وحين.

لقد أظهرت الأحداث الأخيرة فى إسرائيل والمرشحة للسخونة والتصاعد أكثر فى الأيام المقبلة مدى ضعف وهشاشة الداخل الإسرائيلى، وكيف أن هذا الداخل معرض لخطر داهم بعد تنامى قوة ونفوذ اليمين المتطرف الذى أصبح لديه نهم كبير للسيطرة على السلطة والنفوذ بشكل كامل، حتى ولو كان ذلك على حساب إسرائيل.

نتنياهو لا يزال يصر على تقليص صلاحيات السلطة القضائية وينكل بكل من يريد منعه أو الاعتراض على ما يفعل، وآخر قراراته هو إقالة وزير الدفاع وإحداث غليان داخل المؤسسة العسكرية، بالإضافة إلى دعوات التظاهر والإضراب والانفصام التى تنتشر فى إسرائيل كل يوم.

ورغم كل ذلك ورغم هذه السخونة العالية لا أرى أى هجوم من الصحف العالمية ولا الإعلام العالمى ولم أر أى مطالبات فى وسائل الإعلام الدولية بإقالة هذا الدكتاتور الذى يريد أن يقلص صلاحيات القضاء من أجل مكاسب سياسية شخصية، لو أن هذا قد حدث فى أى دولة عربية لقامت الدنيا ولم تقعد.. ما نراه فى الإعلام الدولى مجرد متابعات وصفية ومحاولات صغيرة للنقد الباهت.

يبدو أن هذه طبيعة ثابتة ليست فى السياسة فقط وإنما فى الإعلام أيضا رذيلة "الكيل بمكيالين".

أضف تعليق