سارعوا إلى إجلال الله

سارعوا إلى إجلال اللهحسين خيرى

الرأى4-4-2023 | 14:47

أفعالك فى رمضان تخبرك هل حقا أنك تُقدِّر الله حق قدره؟، الصيام الخالص لوجه الله أفضل وسيلة تعظيم لقدره عز وجل فى النفس، وفرصة لتذكير النفس بأنعم الله على مخلوقاته، وفرصة للتبصر فى أنفسنا كما أمرنا، وهو من خير الأوقات فى إعلاء فضيلة قراءة القرآن الكريم والتفكر فى معانيه، فيه تخلع رداء الدونية حتى تسبح متدبرًا فى آيات الله، وهنا قد عظمت وقدرت صفاته كما يليق بوجهه الكريم، شهر رمضان فرصة ذهبية لتدريب النفس وتقويم سلوكها على إجلال الله، وحدد لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الطريق إلى ذلك فى حديثه الشريف: "أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه.. فينزل فيه الرحمة.. ويحط الخطايا.. ويستجيب الدعاء.. ويباهي بكم الملائكة.. فأروا الله من أنفسكم خيرًا.. فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله".

كم من ناس نراهم حريصين على صيام رمضان، ولكن الظلم لا يفارق أفعالهم ولا أقوالهم، يخونون الأمانة، التدليس، ولبس الحق بالباطل دستور فى حياتهم، وهم كالتجار الذين يدسون الردئ وسط الجيد، ويتلاعبون بالكلمات، كما يتلاعبون بالأسعار، يظنون أنهم على الدرب، ويخدعون أنفسهم أنهم يعظمون فريضة المولى عز وجل، مهما ساقوا من حجج ومبررات فلن يُقبل منهم صيام ولا صدقة ولا ذِكر، وكتب على نفسه الشقاء، ويصرخ ويشتاط غضبًا إذا أخبره أحد أنه لا يوقر ربه، يجهل أن خداعه من الأمور التى تباعده عن تقديره لله حق قدره.

تدريب النفس على تعظيم وإجلال الله، يسوق صاحبها إلى الحياء من رب العالمين، ومن شأنه يتبعه استحضار مراقبة الله له فى جميع شئونه، وإذا دأب المسلم على إلزام نفسه على هذه المعية الإلهية، جعلته فى ضمان دائم لسلامة قلبه، ويستشعر صدق إيمانه، قال تعالي: الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار.

المجاهرة بالفطر إنتهاكًا لحرمة الله، سواء بتناول الطعام، أو بالتدليس، أو بظلم الآخرين، لا يستخف المسلم بحسن صيام وقيام رمضان، حتى لا ينزلق إلى إفساد صيامه، ومن يعظم أوامر الله ونواهيه فقد قدس المولى وأجله، وسؤال الله فى كتابه الكريم: (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارا)، جاء لمخالفتكم لأوامره، أو بمعنى آخر أنكم لا ترجون من الله ثوابه، ولا تخافون عقابه.

كن كمن يجاهد نفسه على مدار اليوم، تجنبًا للوقوع فى المعاصى، وإذا زل سارع إلى طلب المغفرة والتوبة من الله، هو بذلك نجا وفاز برضا خالقه، ولم ينحرف عن رحمة الله، ومازال فى معيته، ويستحق الرضا من خالقه، وأن يكتبه من عتقائه من النار، وبذلك وقر ربه، وعظم قدره، فقد جاءك شهر الصيام، اغتنمه وسارع إلى إجلال الله.

أضف تعليق