ثمن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب "المصريين"، لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس بقصر الاتحادية، مؤكدًا أن العلاقات بين مصر و قبرص راسخة وآخذة طريقها إلى التنامي في شتى المجالات، وذلك على نحو يحقق المصالح والأهداف المشتركة في منطقة شرق المتوسط، وكذلك مواجهة التحديات بالمنطقة.
وقال "أبو العطا"، في بيان اليوم الأربعاء، إن العلاقات المشتركة بين مصر و قبرص تشهد أزهى عصورها خلال الفترة الحالية والجميع لديه رغبة في تعميق هذه العلاقات بين البلدين وتوسيع رقعة التعاون المشترك، مضيفًا أن الجاليات القبرصية التي عاشت وما زالت تعيش في مصر تلعب دورًا حيويًا ولها تاريخ طويل داخل المجتمع المصري، مشيرًا إلى أهمية احترام السيادة لكل دولة حسب الاتفاقات الدولية لا سيما في ظل الدور الذي تقوم به مصر كركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط، فضلًا عن جهودها في إطار مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
وأضاف رئيس حزب “المصريين”، أن مصر من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف بالجمهورية القبرصية، وتبادلت العلاقات الدبلوماسية، كما تربطهما علاقات تاريخية، ساعد في تعزيزها القرب الجغرافي والتناغم الحضاري والثقافي بين الشعبين، فضلًا عن أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين البلدين على المستوى السياسي في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وأخيرًا في إطار مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط.
وأوضح أن التعاون المصري القبرصي يهدف إلى أن يكون نموذجًا للتعاون الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا ثبات السياسة والمواقف المصرية إزاء القضايا القبرصية، ومُقَدِرًا الجهود التي تبذلها قبرص في إطار الاتحاد الأوروبي لنقل صورة واضحة وحقيقية عن تطورات الأوضاع في مصر، وخصوصًا ما يتعلق بتداعيات أزمة سد النهضة.
وأكد أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر و قبرص تسهم بشكل فعال في تحقيق مصالح المنطقة، وتنسف مخططات الدول المارقة التي تحاول السيطرة على الموقف لتحقيق مصالحها، مشيرًا إلى أن تطورات العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين البلدين نجحت في إفشال مخططات عرقلة استغلال الموارد الطبيعية في البحر المتوسط، بما في ذلك الغاز الطبيعي.
ولفت إلى أن المصالح المشتركة أصبحت تتجاوز المصالح الخاصة بالغاز الطبيعي وترسيم الحدود البحرية إلى بناء كيان إقليمي مؤثر ورادع للقوى المزعزعة للاستقرار والأمن في المنطقة، والجماعات الإرهابية ذات الأيديولوجيات المتطرفة، وموجات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، التي أصبحت تشكل مصدر قلق لحكومات دول منطقة البحر المتوسط.
وأشار إلى أن ما تقوم به القيادة السياسية مُمثلة في الرئيس السيسي بشأن الملفات الخارجية أثبت أن لدينا رؤية مستقبلية وضربات استباقية ناجحة في تأمين كافة الحدود، بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا التنمية التي يستفيد منها المواطن المصري، منوهًا بأن كلمة مصر العليا فرضت نفسها على العالم بعد الدبلوماسية التي أردختها "أم الدنيا" لرغبتها في أزمة سد النهضة وشهد عليها المجتمع الدولي.
ونوه بأن قمة الرئيس السيسي ونظيره القبرصي بمثابة استمرار طبيعي للحوار الجاري المتبادل المنفعة بين مصر و قبرص في العديد من المجالات، لا سيما الاقتصادية والثقافية والسياحية، بالإضافة إلى التعاون السياسي رفيع المستوى سواء على المستوى الثنائي أو في المحافل الدولية، ومن المؤكد أنها رسالة ردع لقوة مصر في محيط المتوسط وخارجه.
وأوضح أن التحالف المصري القبرصي يخطو خطوات متقدمة، واللقاء الثنائي بين الرئيس السيسي ونظيره القبرصي ينقل الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين إلى مستوى متقدم، مؤكدا أن الشراكات بين مصر و قبرص أصبحت نموذجًا ناجحًا وحقيقيًا، وتفعيل العلاقات المشتركة لا يتعلق بالزخم السياسي وتوقيع البروتوكولات فقط، وإنما يضم إقامة مشروعات على الأرض.
ولفت إلى أن عقد مصر الشراكات لمواجهة التحديات في الإقليم والمنطقة والعالم يعد رؤية استراتيجية مصرية ناجحة بامتياز، موضحًا أن القاهرة تسعى بخطواتها الثابتة لربط متطور مع الدول العربية أو الدول بإقليم شرق المتوسط، موضحا أن الأمر يحقق درجة من الاستقرار لشعوب المنطقة، و مصر تعمل بفعالية كبيرة في كل الشراكات وتنفذ مشروعات واستثمارات متبادلة كعمليات الربط الكهربائي مع قبرص والمشروعات الاستثمارية الكبرى مع الأردن والعراق، وهو ما ينقلها إلى رقم مهم في الإقليم ويحركه إلى الأمام كنفس السياسة التي تنتهجها القاهرة مع قارة إفريقيا.