عالمة مصريات: وجود تابوت الملك رمسيس الثاني في باريس يعكس الصلة القوية بين مصر وفرنسا

عالمة مصريات: وجود تابوت الملك رمسيس الثاني في باريس يعكس الصلة القوية بين مصر وفرنساالملك رمسيس الثاني

مصر8-4-2023 | 11:54

أكدت بنديكت لوييه، عالمة المصريات والأستاذ في كلية اللوفر، أن وجود تابوت الملك رمسيس الثاني في باريس، بعد موافقة السلطات المصرية على سفره استثنائيا لعرضه ضمن مقتنيات معرض " رمسيس وذهب الفراعنة"، شرف كبير للغاية، ويعكس الصلة القوية الممتدة بين مصر وفرنسا.

وقالت لوييه، في حوار خاص مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس، على هامش معرض " رمسيس وذهب الفراعنة"، المنعقد حاليا في قاعة "لافيليت الكبرى" بالعاصمة الفرنسية، "هناك حب عميق جدا ل تابوت الملك رمسيس الثاني وللحضارة المصرية القديمة، سعدت للغاية عند رؤيته هنا .. شرف كبير لنا أن بلدي فرنسا يمكنها أن تستضيف مرة أخرى أحدى مقتنيات الملك رمسيس الثاني الثمينة، هذا التابوت الملكي".


وأضافت لوييه : "بالطبع يظل جسد الملك في مصر، لأن هذا مكانه، لكن حقيقة عودة التابوت هنا (بعد عرضه الأول في عام 1976) تعني شيئا مهما ، وبالنسبة لي كعالمة مصريات فهي لفتة قوية جدا أن توافق مصر على سفره، فهذا يمثل العلاقات الوثيقة التي توحدنا".

وكانت السلطات المصرية قد وافقت بشكل استثنائي على سفر التابوت الخشبي الخاص بمومياء الملك رمسيس الثاني، وضمه إلى قائمة القطع الأثرية لمعرض " رمسيس وذهب الفراعنة" في باريس، وذلك بناء على الطلب المقدم من الرئيس والمدير التنفيذي لمتحف هيوستن للعلوم الطبيعية المنظم للمعرض.

وأشارت عالمة المصريات إلى أن وجود التابوت هنا يعيد للأذهان ما حدث عام 1976، فاليوم يتحدث التلفزيون الفرنسي عن ذلك ويبث صورا ل رمسيس الثاني وهو يصل إلى فرنسا ويتم استقباله بشكل شرفي وكان هناك الحرس الجمهوري لاستقبال موكبه وهو يمر من أمام المسلة المتواجدة في ميدان "الكونكورد"، فكل ذلك يعكس مدى أهمية هذا الحدث اليوم ومدى أهمية ا لتابوت الملكي بشكل خاص.

من ناحية أخرى، أكدت بنديكت لوييه أهمية تنظيم المعرض في فرنسا ومدى تأثيره على ترويج السياحة ل مصر مؤكدة: " من بين أهداف المعرض تشجيع الجمهور للذهاب إلى مصر، ولا داعي حتى للإعلان في الصحافة ، فهو أمر طبيعي، ففي كل مرة يقام فيها معرض مصري هنا، يرغب الجمهور في رؤية هذا البلد الذي تأتي منه تلك القطع الأثرية الثمينة، وبعد عرض مجموعة من المقتنيات المصرية مثل هذه، يقع الجمهور في حب مصر ويرغبون بعدها في الذهاب إليها ويعودون إلى مصر مرارا وتكرارا".

وأوضحت أن هذا المعرض فرصة عظيمة لتسليط الضوء على حقبة مهمة في التاريخ المصري، قائلة "أنا أستاذ علم المصريات في كلية اللوفر، معرض كهذا فرصة مثالية لي لتشجيع الطلاب على دراسة التاريخ المصري والتركيز على هذه الحقبة المهمة، وأحد أهدافي هو التواصل مع الطلاب وتعريفهم بهذه الفترة من وجهة نظر أثرية علمية".

كما أشارت إلى أن الاكتشافات الأخيرة، مثل اكتشاف 2000 من رؤوس الكباش المحنطة بمنطقة معبد الملك رمسيس الثاني بأبيدوس، فرصة رائعة "لأن هذا يخبرنا بأن هناك الكثير والكثير من الكنوز نكتشفها ولا يزال هناك المزيد من الأشياء المتعلقة ب رمسيس الثاني نكشتفها في إطار التعاون الوثيق بين مصر وفرنسا، متمنية مواصلة هذا التعاون المتميز.

وافتتح معرض " رمسيس وذهب الفراعنة" ليكشف عن 181 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثاني، من بينها "التابوت الملكي"، والذي وافقت على نقله السلطات المصرية إلى فرنسا، بشكل استثنائي، لعرضه ضمن هذه القطع الفرعونية، تقديرا لجهود العلماء الفرنسيين الذين قاموا بمعالجة مومياء رمسيس الثاني من الفطريات عام 1976.

كما أن هذا التابوت له مكانة كبيرة، فقد تم اكتشافه في خبيئة الدير البحري في عام 1881، ومصنوع من خشب الأرز ومطلي باللون الأصفر ويمثل "الملك بهيئة آدمية" وقد تقاطعت يداه، مُمسكا بشارات الحكم صولجان وسوط وله لحية مستعارة مضفرة. كما يضم المعرض قطعا أثرية ثمينة، من بينها مجوهرات من الذهب والفضة الصلبة والتماثيل والتمائم (التعويذات) والأقنعة والتوابيت الأخرى. ويقدم للزوار، بالإضافة إلى عرض هذه الكنوز الفرعونية، تجربة غامرة للتجول في معابد أبو سمبل واستكشاف قبر الملكة نفرتاري عبر تقنية "الواقع الافتراضي".

ويسلط المعرض الضوء على حكم وحياة الملك " رمسيس الثاني"، والذي يعتبر من أعظم الفراعنة المحاربين في عصر الدولة الحديثة، فقد حكم مصر لنحو 66 عاما، وأحد أشهر فراعنة الأسرة التاسعة عشر.

وبدأ المعرض رحلته في هيوستن ثم سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2022، ويستمر في سيدني في الخريف المقبل. ومن المتوقع أن يجذب عددا كبيرا من الزوار على غرار المعرض الذي أقيم لتوت عنخ آمون وتم تجهيزه في المكان نفسه عام 2019 وجذب 1.4 مليون زائر.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2