سجلت الأقمار الصناعية المخصصة لمراقبة الشمس حدوث توهج شمسي، السبت، بلغت قوته M2.9، وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة أمس.
ونشرت الجمعية الفلكية بجدة، ما وثقته الأقمار الصناعية لمراقبة الشمس، إذ سجل مرصد ديناميكا الشمس التابع لوكالة ناسا وميض حاد للأشعة فوق البنفسجية عند الساعة 04:46 ص بتوقيت مكة.
يأتي هذا الوميض، ضمن نشاط الدورة الشمسية الخامسة والعشرون.، حيث تسبب الإشعاع المنبعث من التوهج إلى تأين الجزء العلوي من الغلاف الجوي للأرض.
وأدى هذا الإشعاع إلى تعتيم طفيف على الموجات القصيرة فوق المحيط الهادئ، وبالفعل لاحظ البعض فقدان الإشارة وتأثيرات الانتشار غير العادية الأخرى عند ترددات أقل من 25 ميجاهرتز.
وكان مصدر التوهج بقعة شمسية جديدة ظهرت في الجنوب الشرقي للشمس، إذ تحتوي هذه البقعة المنطقة النشطة على مجال مغناطيسي "بيتا جاما" والتي ستطلق المزيد من التوهجات تجاه الأرض، وسيكون أي انفجارات مطلع هذا الأسبوع ذات تأثير جيومغناطيسي حيث ستصبح البقعة بإتجاه الأرض.
توهج الشمس هو ظاهرة تحدث بشكل دوري على سطح الشمس، وتتمثل في إطلاق كميات كبيرة من الطاقة والجسيمات المشحونة إلى الفضاء الخارجي. ويعتبر توهج الشمس من أهم الظواهر الفلكية المؤثرة على الحياة على الأرض، حيث يمكن أن تسبب تلك الجسيمات المشحونة تداعيات سلبية على التكنولوجيا الحديثة والبنية التحتية الإلكترونية.
ويعود سبب توهج الشمس إلى عملية داخلية تحدث داخل الشمس، وتتمثل في انفجارات نووية داخل الطبقة الخارجية من الشمس. وعندما تحدث هذه الانفجارات النووية، يتم إطلاق كميات كبيرة من الطاقة والجسيمات المشحونة خارج الشمس، وتتحرك تلك الجسيمات بسرعة شديدة نحو الأرض.
وتؤثر تلك الجسيمات المشحونة على الغلاف الجوي للأرض، وتتفاعل مع الجزيئات الهوائية وتسبب إطلاق كميات كبيرة من الطاقة والضوء، وهذا ما يعرف باسم الأضواء القطبية أو الشمالية.
وتعتبر تلك الظاهرة جزءاً من دورة النشاط الشمسي، والتي تستمر لمدة حوالي 11 عاماً، حيث تزداد تلك الانفجارات النووية وتصل إلى ذروتها في فترة الذروة الشمسية، وتقل خلال فترة الهدوء الشمسي.
وعلى الرغم من تأثيرات التوهج الشمسي السلبية على التكنولوجيا والبنية التحتية الإلكترونية، إلا أنها تعتبر ظاهرة فلكية مثيرة ومذهلة، وتجذب اهتمام العلماء حول العالم لدراسة تلك الظاهرة وتحليل تأثيراتها على الحياة على الأرض.