دراسة جديدة لـ «البحوث الاجتماعية» تؤكد: «الإنترنت» تنافس «الأهل» على الطلاق المبكر!

دراسة جديدة لـ «البحوث الاجتماعية» تؤكد: «الإنترنت» تنافس «الأهل» على الطلاق المبكر!صورة تعبيرية

« الطلاق المبكر» أصبح هاجسا يؤرق المجتمع المصرى، بعد تهديده لأهم نواة يتكون منها هذا المجتمع وهى الأسرة، وكشفت دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، بعنوان « الطلاق المبكر فى مصر، الأسباب والتداعيات وسياسات المواجهة»، أن تدخلات الأهل احتلت المرتبة الأولى فى مسببات الانهيار المبكر للأسرة المصرية، بالإضافة إلى تعاظم دور الإنترنت فى التأثير على الحوار الأسرى، والفتور العاطفى بين الزوجين الناتج عن خيانة أحدهما للآخرعبر الانترنت، بالإضافة إلى تأثير الأسباب الاقتصادية ومشكلة عدم الإنجاب وتعاطى المخدرات.

استعرضت الدراسة مقدمات فترة الزواج ومشكلات مرحلة الخطوبة، وأهم الأسباب التى تؤدى للطلاق المبكر، ومدى تأثير الإنترنت على الزوجين، كما طرحت محاولات الإصلاح بين الزوجين، وأطرافها ومدى استجابة الزوجين لهذه الأطراف..

فى هذا التحقيق .. نستعرض محاور هذه الدراسة المهمة، مع رصد آراء عدد من الخبراء والمتخصصين حول قضية الطلاق المبكر.

أوضحت الدراسة أن النسبة الأكبر من عينة الدراسة قد تعارفت أولا، ومن ثم حصل الزواج عن طريق الأهل بواقع ٤٤%، وقال 24% من الحالات أنهم تعارفوا عن طريق العمل والمصادفة، وأكد 18% من حالات الدراسة على أنهم تعارفوا من خلال الجيران، وفى نفس السياق أكد ١٤٪ من الحالات أنهم تعارفوا عن طريق الأصدقاء والمعارف.

وأوضحت النتائج أن النسبة الأكبر كانت مدة الخطوبة أقل من ستة أشهر بواقع 32% من الحالات، وفى نفس الوقت الأكثر من ستة أشهر إلى سنة بلغ 23% من الحالات، وعند جمع النسبتين نجد أن أكثر من نصف حالات الدراسة لم تتخط الخطوبة سنة، وأكد 30 ٪ من الحالات أن الخطوبة تراوحت ما بين سنة إلى سنتين، ونسبة قليلة تجاوزت السنتين بواقع ١٥٪ من الحالات.

كما أوضحت النتائج أن النسبة الأكبر من الأسر كانت موافقة على الخطوبة، حيث أكد نحو 87% من الحالات أن أسرهم كانت موافقة على الخطوبة، وتشير النتائج إلى أن عددا قليلاً من الأسر بواقع ١٣٪ كانوا غير موافقين أو متحفظين على الزواج.

معايير اختيار شريك الحياة

وأشارت النتائج الخاصة بالدراسة إلى أن العدد الأكبر من الحالات أكد على أهمية المحددات الأخلاقية فى الاختيار فقد ذهب ٨٠٪ من الحالات إلى ذلك، وفى نفس السياق ذهب 19% من حالات الدراسة إلى أن أهم محددات الاختيار تتمثل فى العائلة والنسب، وقد أعطت ثلاث عشرة حالة من الحالات الميدانية اعتبارا للحب والرومانسية على اعتبار أنها من محددات الزواج، وفى ذات السياق ذهب 12% من الحالات لتؤكد على أهمية المظهر كأحد محددات الاختيار الزوجى وأعطت 9% من الحالات اعتبارا مهما للمحددات المادية للاختيار الزوجي، وقد أشار 7% من الحالات إلى أنها لم تكن لديها معايير للاختيار ومنهم من أجبر على الزواج.

وكشفت الدلائل الإحصائية أن هناك 37% من حالات الدراسة الميدانية أقرت بوجود مشکلات مرتبطة بالخطوبة، وبسؤال الحالات عن طبيعة المشكلات اتضح أن العدد الأكبر من الحالات أشار إلى اختلاف الطباع بين الطرفين وذلك بواقع 29% من الحالات، وأشارت سبع حالات إلى تدخل الأهل فى الخطوبة، وأن هذا التدخل أثر على الخطوبة وعلى الحياة الزوجية برمتها، وقد ذهبت ثلاث حالات ميدانية إلى أن المشكلات الاقتصادية كانت أهم مشكلات فترة الخطوبة، تبين من خلال الحالات الميدانية أن النسبة الأكبر لم تعان من خلافات القائمة أو المؤخر، حيث أشار إلى ذلك عدد ثمانين حالة من حالات الدراسة الميدانية.

وأظهرت النتائج أن أعلى معدل لاستمرار الحياة الزوجية بلغ ما بين أربع إلى خمس سنوات لنسبة 28% من الحالات، فى حين أن عدد الحالات التى استمر زواجها عامًا واحدًا بلغ 20% من الحالات، وعدد الحالات التى استمر زواجها عامين بلغت أيضا 20% ،كما تبين أن هناك 18% من الحالات استمر زواجهما لمدة ثلاث سنوات.

أسباب انهيار الأسرة

كشفت الدراسة أن تدخل الأهل كان فى المرتبة الأولى فى الانهيار المبكر للأسر، وبتأمل واقع الحالات الميدانية كان السبب الأول للطلاق تدخل أهل الزوج والزوجة فى شئون الأسرة، واتضح من خلال النتائج أن الأسرة المنتهية ب الطلاق تعيش قريبة من منزل العائلة بواقع 38%، فى حين أن هناك 22% حالة يعيشون فى منزل العائلة، وبجمع النسبتين نجد أن 60% يعيشون فى علاقات مباشرة بأسرة الزوجين.

واحتلت الأسباب الاقتصادية على تنوعها المرتبة الثانية فى الخلافات الأسرية والتى أفضت إلى الطلاق، حيث أتضح أن هناك 42% من حالات الدراسة الميدانية كانت تعانى من مشكلات اقتصادية، وأشار بعضهم إلى أن هذه المشكلات من أبرز الأسباب التى أدت إلى انهيار العلاقة وتفكك الأسرة. واتضح أيضا أن هناك 31% من حالات الدراسة الميدانية، أفادت أنه من ضمن أسباب الطلاق مشكلات عدم التوافق فى العلاقة الحميمة بين الزوجين، بعضهم أشار إلى أنها لعبت دورها المباشر فى الطلاق، وبعضهم أشار إلى أنها لعبت دورًا غير مباشر فى الاتجاه نحو الطلاق.

وكشفت نتائج الحالات الميدانية أن هناك 25% من الحالات عانت من مشكلات مرتبطة بالإنجاب، يتعلق الجانب الأول منها بمشكلة عدم قدرة أحد الطرفين على الإنجاب، وفى نفس السياق نجد أن ثمة مشكلات مرتبطة بعدم الرغبة فى الإنجاب وهذا ما بدا من خلال خمس حالات.

واتضح من خلال النتائج أن هناك 23% من حالات البحث أشاروا إلى أن ثمة اختلافات وفروقاً ثقافية بينهما، وهو الأمر الذى أدى إلى عدم التفاهم بينهما، وثمة أسباب أخرى متنوعة كشفت عنها الدراسة منها تعاطى المخدرات والخيانة الزوجية والغش والكذب، وضغوط الأزواج للحفاظ على ميراث الزوجة بعد وفاة والدها.

دور الإنترنت فى الطلاق

أوضحت نتائج الحالات الميدانية طبقا للدراسة، أن الإنترنت لعب دورًا فى التأثير على الحوار الأسرى، حيث أشار إلى ذلك 27% من حالات الدراسة الميدانية وأن هناك 15% من الحالات أشارت إلى حدوث خيانة زوجية من خلال الإنترنت، منها 12% تتعلق بالأزواج و3% بالزوجات، وأن هناك 27% من الحالات الميدانية أشارت إلى أن الإنترنت لعب دوره فى الانفصال العاطفى بين الزوجين.

وكشفت النتائج أن هناك ٢٥٪ من الحالات تدخل الأهل بالإيجاب فى محاولة للحفاظ على كيان الأسرة فى حين أن ثمة تدخلات أخرى كانت بالسلب، حيث أشارت 17٪ من الحالات إلى أن الأصدقاء تدخلوا بالإيجاب، وقد أشارت أربع حالات إلى أن تدخل الأصدقاء كان بالسلب، وقد أشارت بعض الحالات إلى تدخل أطراف أخرى مثل شيخ المسجد، حيث ذهبت 8٪ من الحالات إلى أن شيخ المسجد تدخل بينهم.

إجراءات الطلاق المبكر

كشفت نتائج الدراسة قصر مدة الخلافات الزوجية التى أدت للطلاق، وذلك يدل على ضعف قدرة هذه الأسر على تحمل الخلافات وكان متخذ قرار الطلاق فى المرتبة الأولى الزوجة ثم أهل الزوجة، مما يدل على تغير النسق القيمى لدى المرأة نتيجة التأثيرات الخاصة بالعولمة والإعلام الذى يشجع على استقلال المرأة.

وكان أهل كل من الزوج والزوجة الأكثر حرصا على إجراء محاولات للصلح قبل الطلاق، بينما بعد الطلاق لم تحدث أى محاولات للصلح لدى النسبة الأكبر من العينة، ويعكس ذلك تقلص دور المجتمع وحكماء العائلات والأهل والأقارب وشيوخ المنطقة فى محاولات الصلح بعد الطلاق.

أما بالنسبة لطريقة الطلاق فكانت ودية لدى ثلثى الحالات ثم عن طريق دعوى قضائية ثم خُلع. ولم يشعر بعد الطلاق غالبية عينة البحث بالندم على قرار الطلاق، وبالنسبة لمن شعروا بالندم فقد كانت نسبة الذكور فيهم أعلى من الإناث، وذلك يعنى أن الأزواج كانوا أكثر ندماً على قرار الطلاق من الزوجات، وكانت مبررات الندم لدى الأزواج كانت متعلقة بدرجة أكبر بالأبناء ومصلحتهم والحرمان منهم، بينما يرجع عدم الندم على قرار الطلاق فى الأساس للإقرار بأن الزواج تعرض للفشل لسوء طباع الزوج الزوجة وسوء الاختيار ؛ فالزواج كان قرارًا غير صحيح من البداية لأنه تم دون وعى كافٍ ودون اختيار جيد للطرف الآخر.

آثار الطلاق المبكر

وفيما يتعلق بآثار الطلاق المبكر على طرفى العلاقة، كان الزوج أقل تأثرا من الزوجة يرجع لقلة تعرضه للضغوط الاجتماعية مقارنة بالمرأة، بينما كانت الزوجة أكثر تعرضا للضغوط النفسية، ولا ينظر المجتمع للمطلق نظرة سلبية فى الغالب، بينما تكون نظرته للمرأة المطلقة سلبية، وتشير هذه النتيجة إلى أن المجتمع لا يتعاطف بدرجة كافية مع المرأة المطلقة ويحملها وحدها مسئولية فشل العلاقة الزوجية.

ويؤدى الطلاق المبكر إلى حرمان الأبناء من العلاقة الأسرية السوية وخاصة الرعاية الأبوية، وينكر غالبية الأزواج أى تقصير فى حقوق أبنائهم، بينما ترى غالبية الزوجات أن الأبناء لا يحصلون على حقوقهم، جاء ترتيب أوجه التقصير فى حقوق الأبناء أن الأبناء لا يحصلون على الحاجات المادية فى المرتبة الأولى ثم فقدان الاهتمام فى المرتبة الثانية وأخيرا فقدان العاطفة فى المرتبة الثالثة، وقد أقر أكثر من نصف المستجيبين بتأثر الحالة النفسية لأبنائهم سلبياً نتيجة الطلاق. وأنكر الأزواج وجود مشكلات متعلقة بنفقة الأبناء، بينما أقرت الزوجات بوجود مشكلات متعلقة بها لعدم التزام الزوج بدفع النفقة أو لأن مبلغ النفقة لا يكفى لسد احتياجات الأبناء.

رأى الطب النفسى

وعن توابع الطلاق من الناحية النفسية، يقول الأستاذ الدكتور على النبوي، أستاذ الطب النفسي، أن الطلاق قديما كان بمثابة الصدمة للأسرة حيث تقع الأسرة تحت وصمة اجتماعية يبغضها المجتمع وقد لا تتزوج أختها الصغرى، وتخجل المطلقة من هذه الكلمة، وعندما يسألها أحد عن حالتها الاجتماعية تقول (منفصلة) وهذا كان يدل على خجلها من تلك الحالة.

وتتعرض المطلقة للانتهاكات المجتمعية مثل زملاء العمل الرجال الذين يشكون لها متاعبهم الزوجية تلميحا لها بالزواج لكنها تكتشف أنه غير جاد، وإنما يتسلى بها فقط؛ فتحزن المطلقة لأنه يتولد لديها صورة ذهنية عامة عن الرجال عن أنهم متحرشون فقط ، لكن مع حلول العولمة وتغير فكر البنات، لم تعد البنت تعتقد أن الزواج سُترة، بل انتشرت حركات نسوية تدعو وتندد بدور المرأة التى تعتمد على نفسها والمرأه التى تستغنى عن الرجل، فلم يعد الطلاق صادما من الناحية النفسية كما كان من قبل لذلك أصبحنا نسمع عن حالة طلاق أو خلع كل دقائق بسيطة.

مسؤوليات الزواج

وعن أسباب الطلاق، تقول سارة ممدوح، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية والتربوية و متخصص إدارة ضغوط وأزمات، أصبحنا الآن نرى العديد من حالات الطلاق تحدث بعد الزواج بعدة أشهر قليلة أو بعد الزواج بعامين وللأسف كثير من الزيجات تنتهى فى وجود طفل وهو الذى يتأثر بما يحدث، فالزواج ليس فقط أحلام مليئة بالورود كما يظن بعض الشباب، فالزواج له جانب من المسئوليات لابد من القيام بها لإحداث توازن فى الحياة، وتضيف استشارى العلاقات الزوجية، أن مرحلة الزواج تعتبر أول تغيير لابد من التأقلم والتكيف معه أولآ ثم الانتقال لمرحلة أخرى، فالحياة المرتبة التى تقوم على أسس ومبادئ أفضل من الحياة العشوائية غير المنظمة، ومع انتشار الميديا ووسائل التواصل بدأ الشباب يطبق مبدأ تأجيل الإنجاب فى العام الأول من الزواج حتى يتم التأقلم والتكيف مع الحياة وترتيب المسئوليات، وعن أسباب الطلاق تقول سارة ممدوح، عدم الاستقلالية عن الأهل سواء من الزوج أو الزوجة من أهم أسباب الطلاق، والانسياق وراء ما يسمى بالنصائح من أشخاص غير مؤهلين لإبداء النصيحة، بالإضافة إلى التغيير والتطور السريع فى وسائل التكنولوجيا الحديثة ومدى تأثيرها على حياة الأشخاص.

وأشارت «ممدوح» إلى أن الزواج يهدف إلى الاستقرار الذى يسعى إليه الشاب والفتاة، وخلق حياة لهم بأفكارهم وأسلوبهم، فالمشاركه هى المبدأ الأول فلابد من الحفاظ على هذه الحياة بعيداً عن أى مؤثرات خارجية تهدم هذا المنزل ويقدر كل طرف مسؤليته تجاه الطرف الآخر لحماية هذا الزواج.

الأطفال والطلاق

وعن تأثير الطلاق على حياة الأطفال تقول اخصائى سلوك الأطفال، فطوم حسن، أن الخمس سنوات الأولى من أهم المراحل العمرية عند الطفل فى نمو شخصيته وتوافقه النفسي، والرعاية والاهتمام التى يلقاها الطفل فى هذه المرحلة هى حجر الأساس فى نمو شخصيته نموا متكاملا نفسيا واجتماعيا وعقليا وجسمانيا.

وأضافت فطوم: عندما نتحدث عن مشكلة الطلاق بين الزوجين فلابد أن نعى أن هذه من أكثر وأصعب المشكلات التى يتعرض لها الطفل فى حياته كلها فيتعرض الطفل لحالة نفسية بعد الطلاق سيئة جدا واضطرابات سلوكية شديدة؛ نتيجة ما يراه من حوله من خلافات ونزاعات وعنف بين والديه، فيؤثر عليه بشكل سلبى و يشعر الطفل بعدم الأمان والصراع فى اختياره مع من يعيش بقية حياته فهذا أمر يصعب على الطفل الذى يرى منزله يتفكك، وأوضحت فطوم، أنه ينتاب الطفل الشعور بالقلق الدائم والخوف المستمر والوحدة والشعور بعدم الدفء والعزلة والانسحاب وعدم ثقته بنفسه وضعف شخصيته وشعوره بالغيرة من الأطفال الآخرين لتواجدهم مع الأب والأم ويدخل فى نوبات اكتئاب وانطواء وتبول لاارادى ويكون عنيفا وعنيدا فى التعامل مع الآخرين بجانب إصابته بالتوحد وانحدار مستواه الدراسى والأخلاقى ، وأشارت اخصائى سلوك الأطفال إلى أنه على كل أب وأم عدم اتخاذ قرار الطلاق إلا بعد تفكير طويل ؛ لكى لا يتسببوا فى تدمير الحالة النفسية لأطفالهم مع ضرورة إبعادهم عن المشاكل الأسرية، وعدم اتخاذ قرار الطلاق سلاح لتدمير أولادهم وإذا اضطروا للانفصال فعلى القائمين على تربية الأطفال أن يقوموا بمساعدتهم على تخطى هذه الأزمة لما فيها من آثار وأضرار مؤلمة والوصول بهم لبر الأمان.

سبل المواجهة

تبين من خلال نتائج دراسة المركز، أن التفاهم بين الزوجين هو السبيل الأساسى لمواجهة الخلافات الزوجية، حيث ذهب إلى ذلك نحو ٥٤% من حالات الدراسة الميدانية، واتجه 32% إلى ضرورة عدم تدخل الأهل بين الزوجين، وتتسق هذه الأسباب الدافعة للطلاق، حيث إن معظمها مرجعها إلى تدخلات الأهل بين الزوجين، وقد اتضح من خلال النتائج أن هناك ٢٠٪ من الحالات أكدوا على حسن الاختيار كمحدد لاستمرارية الزواج ، أما عن الدور الموكل بالحكومة فقد تبين من خلال النتائج أن ما يزيد على نصف الحالات الميدانية أشارت إلى ضرورة تدخل الحكومة بندوات توعية وإرشاد حيث أشار إلى ذلك ٥٣% من حالات الدراسة الميدانية، وفى إطار سؤال الحالات حول الدور المأمول من الحكومة أشار نحو ٢٣٪ من الحالات إلى الدور التشريعى الذى من الممكن أن تلعبه الحكومة فى هذا الشأن، وأن حل المشكلات يتمثل فى ضرورة تدخل الحكومة بإصلاحات اقتصادية وتحسين الأحوال الاقتصادية للشباب.

التوعية لحل المشكلة

خرجت الدراسة بمجموعة سيناريوهات مستقبلية تتحرك على مرجعية واقعية، يمكن من خلالها القيام بعملية التوعية، فقد أفضت النتائج إلى أن المسائل المرتبطة بالتوعية هى الحل لمواجهة مسائل الأحوال الشخصية بشكل عام، ومشكلة الطلاق بشكل خاص، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأسرة وتفاصيلها فى مجتمعاتنا العربية خرجت من الأطر التقليدية واندمجت فى أفق عالمي، تتماهى فيه الأفكار النسوية والحرية وغيرها من الأفكار التى تلوح فى الفضاء العالمى المتشكل عبر وسائل الاتصال الحديثة، وكلها أمور لعبت دورها فى التأثير على واقع الأسر المصرية، لذا فإن أولى سبل المواجهة لابد أن يراعى أن الخصوصية المحلية أضحت بمشكلاتها لا تعمل بمعزل عن التحولات العالمية.

ومواجهة المشكلة لا تقع على مسئولية جهة بعينها أو وزارة بذاتها، ولكنها لابد أن تقوم على التشبيك بين جميع الهيئات المعنية، وهذا ما سعت السيناريوهات المتاحة فى الدراسة الراهنة إليه خاصة وأن الواقع يشير إلى مواجهات متعددة لمشكلات الطلاق فى مصر تقودها عدة وزارات وهيئات تلعب فيها وزارة الأوقاف ودار الإفتاء والتضامن الاجتماعى والتربية والتعليم والتعليم العالى وغيرها أدوار متفردة ومخلصة ويبقى الأمر والنجاح مرهونا بتوحيد كل هذه الجهود ، وشددت الدراسة على أهمية تقديم برنامج تدريبى إجبارى وملزم للمقبلين على الزواج.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2