المشكلة السكانية.. إرادة أم إدارة ؟

الرأى14-4-2023 | 15:36

هى قضية مزمنة ومتجددة، تطفو على السطح من آن لآخر، وتتحول إلى جدل مجتمعى لأسباب مختلفة؛ فالبعض يرى أن الزيادة السكانية "نعمة" إذا تحقق بسببها زيادة ملحوظة فى الناتج القومى وتحسنت أحوال المعيشة لأغلب المواطنين.

بينما يرى البعض الآخر أنها "نقمة" لأنها تضغط على الموارد المتاحة، كما تمثل تحدى لجهود التنمية الجارية.

وهل نحن فى مصر نختلف عن الآخرين؟.. نعم لأن ما لدينا ليس مجرد زيادة فى معدل المواليد مقارنة بالدول الأخرى، ولكنه عبارة عن "انفجار سكانى" بسبب التحسن فى مجالات الرعاية الصحية، وانخفاض شديد فى عدد الوفيات.

وعلى سبيل المثال: بلغ معدل الزيادة أكثر من 13 مليون طفل خلال الفترة من 2015 إلى 2020، وهو ما يعادل – حسب بعض الدراسات – حجم مواليد سبع دول أوربية فى تلك الفترة؛ هى بريطانيا و فرنسا و إيطاليا و إسبانيا والسويد والنرويج وفنلندا.

والنتيجة أن ارتفع عدد السكان فى مصر بحوالى 33 مليون ما بين عام ألفين وعام 2020، بمعنى أننا نزيد بمعدل الضِعف كل عشرين عاما!

والأثر المباشر لهذه الزيادة المستمرة هو التهام كامل لكل عوائد التنمية الاقتصادية، أى انخفاض مستوى المعيشة، وانتشار البطالة، وانخفاض المدخرات الوطنية، وتفاقم العجز المالى، وإجمالا؛ عدم زيادة الإنتاج، فضلا عن التأثير السلبى على جودة كل من التعليم والصحة.

كل ما تقدم كانت أسبابا دافعة لأن تنظم مكتبة الإسكندرية "حلقة نقاشية" حول المشكلة وتأثيرها على التنمية المستدامة، وذلك فى "بيت السنارى" بحى السيدة زينب.. دعت إليها جمعا غفيرا من الخبراء والمتخصصين فى الاجتماع والاقتصاد والقانون والإعلام، وأدارها بحكمة وجدارة د. أحمد زايد مدير المكتبة وعالِم الاجتماع المعروف.

ويمكن تلخيص ما قيل – وهو كثير – فى العناوين التالية:

لدينا رؤية رسمية للمشكلة وأخرى شعبية

لابد من تجديد الخطاب الدينى

السياسات الحالية متحيزة للأثرياء

أكثر من 65% من السكان من الشباب والأطفال
تنظيم الأسرة لا يتعارض مع الدين

تبقى الإشارة إلى أن الدولة لديها إرادة فى مواجهة المشكلة ووضعت استراتيجية "السكان والتنمية" منذ عام 2015، تعتمد على إعادة توزيع السكان وتحسين الخصائص، والارتقاء بنوعية الحياة، وتطبيق اللامركزية فى التنفيذ..

ولكن يبدو أننا فى حاجة ملحة لـ "إدارة خبيرة حاسمة" لديها الهمة والجدية فى التنفيذ، مع المساندة الكاملة من المجتمع.

يبقى الإشارة إلى الروح الجديدة التى تسود التعامل بين العاملين فى المكتبة، لا خوف ولا رياء، بل تعاون مستمر وزمالة حقيقية!

ومرة أخرى شكرًا للأصدقاء د. سامح فوزى ود. محمد سليمان ومحمد الحباك.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2