كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن دعاء ليلة القدر يشمل كل أوقات اليوم للمسلم، ويستحب ترديده خلال اليوم وخاصة في العشر الأواخر من رمضان عسى أن يوافق دعاء ليلة القدر ما يتضرع به المسلم إلى ربه.
دعاء ليلة القدر
وقال جمعة إن الذكر جزء من عقيدة المسلم وجزء من يومه وجزء من حياته وجزء من هويته، وقد أرشدنا النبي إلى ذلك من خلال برنامج يومي حرص عليه النبي ودعا الصحابة إليه لأهميته حتى يكون المسلم على صلة دائمه بربه ، كما كان النبي يكثر من دعاء ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
كان النبي الكريم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان مالا يجتهد في غيرها، ويكثر من دعاء ليلة القدر في هذه الأيام العشر، فقد روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَا الليلَ، وأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَر.
وكان النبي يعتزل أهله في العشر الأواخر من رمضان، وكان يعتكف العشر الأواخر في المسجد ، ويحث أهله على العبادة والاجتهاد في الطاعة.
الليالي الوترية في العشر الأواخر
- ليلة 21 رمضان توافق الثلاثاء 11 أبريل
- ليلة 23 رمضان توافق الخميس 13 إبريل
- ليلة 25 رمضان توافق السبت 15 أبريل
- ليلة 27 رمضان توافق الاثنين 17 إبريل
- ليلة 29 رمضان توافق الأربعاء 19 إبريل
دعاء ليلة القدر في الصباح
ويبدأ برنامج النبي اليومي في الذكر مع استيقاظه فكان إذا استيقظ في الصباح ذكر ربه فقال: «الحمد لله الذي عافاني في جسدي وردّ عليّ روحي وأذن لي بذكره» (الترمذي). ثم إذا قام من فراشه قال: «أصبحنا وأصبح الملك لله» (مسلم). وكان إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الخُبث والخبائث» (البخاري). والخُبث بضم الخاء جمع الخبيث: وهو من شياطين الجن . والخبائث جمع الخبيثة: وهي من شياطين الجن ،فيستعيذ من ذكرانهم وإناثهم عند دخول هذا المحل الذي تتواري فيه الفضلات.
وكان النبي إذا خرج من الخلاء قال: «غفرانك» (سنن أبي داود). وهي كلمة بليغة خفيفة على اللسان عظيمة في الميزان لها أكبر الأثر في ذكر الله على كل حين وينبغي على المسلم أن يداوم عليها فإن كثيراً من الناس على الرغم من خفة هذا العمل لا يداوم عليه ولا يذكر الله في كل وقت وحين.
وكان إذا خرج من بيته قال: «بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله» (سنن أبي داود).
وكان إذا سافر في طريق فيه مرتفع وصعد هذا المرتفع كبر وقال: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر». وإذا كان فيه منخفض نزل هذا المنخفض وسبح وقال: «سبحان الله سبحان الله سبحان الله» كما أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال: كنا: إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا.
وكان إذا دخل المسجد قال: «اللهم افتح لنا أبواب رحمتك» (مسلم). ثم بعد ذلك يشتغل بالصلاة التي تبدأ بالذكر: «الله أكبر» ولا يحدث فيها إلا الذكر «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» (البخاري). ثم ينهيها بذكر الله بقوله: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ثم يذكر الله بعدها كما ذكره قبلها فكان يسبح الله ثلاثاً وثلاثين، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبر ثلاثاً وثلاثين، ثم يتم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير (مسلم).
وكان النبي يكثر من سيد الاستغفار بقوله: «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ،خلقتني وأنا عبدك ،وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ،أعوذ بك من شر ما صنعت ،أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي ،اغفر لي ؛فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (البخاري).