كتب: على طه
"ولا نولول ولا نهرى كل سنة وأنتم طيبين" كان هذا هو العنوان الذى افتتحت به أحدى الشركات إعلانها عن تحمل إدارة الشركة لفارق التكلفة فيما يخص المواصلات وبخاصة"مترو الأنفاق"، وقررت أن تتحمل هذا الفارق عن كافة الموظفين وذلك لمن يستخدم منهم المترو كوسيلة مواصلات فى الذهاب والإياب للعمل.
وتأكيدا على دوام الأمر قررت إدارة الشركة إضافة هذا البند على "المرتب" للموظفين.
سألت "دار المعارف" د. أمل عبد الحميد خبيرة علم الاجتماع والتنمية البشرية عن مثل هذه المبادرات ومدى احتياج المجتمع المصرى لها، فأجابت مثمنة هذه المبادرة ومتمنية أن تحذو حذو هذه الشركة عدد كبير من مؤسساتنا وشركاتنا وأصحاب الأعمال فى القطاع الخاص ، وأصحاب الاستثمارات، من الأغنياء، والفنانين ولاعبى كرة القدم الذين يحصلون على دخول مرتفعة، وأن يفعلوا هذا لأنه واجب أساسى عليهم فى المقام الأول يعرفه العالم كله تحت مسمى الدور الاجتماعى للمجتمع المدنى، هذا المجتمع المسئول الذى لا يترك العبء كله تتحمله الدولة بمفردها.
ثانيا نهمس فى أذن الأغنياء من المشاهير (والكلام لـ د.عبدالحميد) ألا يستفزوا الفقراء وغلابة هذا الشعب بالإعلان عن حجم ثرواتهم، والإنفاق السفيه لها، وألا يفعلوا مثل هذا الممثل الذى يتباهى على "السوشيال ميديا" بين الحين والآخر بسياراته التى يشتريها بملايين الجنيهات، ولا نعرف متى ولا أين سوف يركبها، وكان أولى به أن يوجه جانبا من ثروته للتكافل الاجتماعى، وأن يشخص ببصره لنظرائه من الفنانين الذين يسارعون إلى عمل الخير ويوجهون جزء من وقتهم وجهدهم له.
وانتهت د.عبد الحميد إلى القول إن المجتمع المصرى مازال بخير ومتماسكا، وسوف تظهر الأيام القليلة القادمة فى موسم الخير الرمضانى هذا، وتثبت ما أقوله من إنه مجتمع محب للخير وسباق إليه، ومطلوب فقط من المجتمع أفرادا ومؤسسات أن ينظم عمله فى مبادرات منتظمة ومؤسسة، ويوجهها الوجهة الصحيحة حتى يصل الفعل والمساهمة إلى المستحقين، ويعاون الدولة فى تحمل المسئولية وهى ثقيلة لو يعلمون.