«ناس تانية».. الذي لا يأكل الجبن ليس فرنسياً !

«ناس تانية».. الذي لا يأكل الجبن ليس فرنسياً !«ناس تانية».. الذي لا يأكل الجبن ليس فرنسياً !

*سلايد رئيسى17-5-2018 | 16:16

كتبت: أمل إبراهيم

يقال إن في فرنسا نوعا مختلفا من الجبن لكل يوم من أيام العام، وتعدّ الأجبان رمزاً تقليدياً للأصالة الفرنسيّة.

يلخّص تعدّد أنواع الأجبان الفرنسية التي تتخطّى الـ 700 نوع العناد الفرنسي في عالم المطبخ.

إلى ذلك يتعرّض تقليد صناعة الجبنة الفرنسية الأصلي المعتمد على الحليب الأصلي غير المبستر لخطر الزوال منذ سنوات، أما الأجبان المصنوعة من الحليب غير المبستر فلم تعد تشكل سوى نسبة 5% من السوق الفرنسية.

يشكل الجبن الفرنسي هوية الكثير من الفرنسيين، وجزءاً أساسياً من الثقافة الفرنسية منذ زمن طويل، ولا يقل أهميته عن الموضة وبرج إيفل كأحد معالم الدولة، ويرجع تاريخه إلى 800 عام،  ويمكن تقسيم أنواع الجبن الفرنسى إلى ثماني فئات مختلفة تتنوع ما بين خفيفة ومتوسطة وقاسية، كما ينفرد بجبن الركفورت الأزرق الطبيعي، والجبن المعتق الذي يحفظ لشهور طويلة وتتكون بداخله الفقاعات، ويصنع أغلب الجبن من ألبان الأبقار والباقي من ألبان الماعز، ويشتهر كل إقليم فرنسي بنوع من الجبن يميزه عن الآخر، بل ويتم تسمية أنواعها بأسماء الأقاليم التي اخترعت بداخلها، ويعتبر الجبن من أهم ما يتناوله الفرنسيون بشكل يومي على الإفطار وكذلك يؤكل كوجبة خفيفة ما بين الغداء والعشاء وقبل الحلوى.

يقول الأديب الفرنسي ستاندال: الذي لا يأكل الجبن هو ليس فرنسياً، ويأتي نصيب الفرد الفرنسي من الجبن سنوياً أكثر من 24 كيلوغراماً كأعلى المعدلات العالمية، ويشتري الفرنسيون الجبن من محال مخصصة لبيعها وتسمى فروماريجي وعادة ما يكون أصحابها خبراء وعلى دراية بكافة أنواع الجبن، ويقوم بعضهم بتصنيعها داخل معاملهم الخاصة، ويعد أشهرهم برنارد مور الذي يمتلك محلاً لبيع أجبان يرجع تاريخه إلى عام ،1883 ،الطريف أن أصحاب تلك المحال يسمحون للزبائن بتذوق أنواع الجبن قبل شرائها، إذ يقطعون شريحة رقيقة من قشرة كتلة الجبن خاصة العتيقة منها التي تتميز بالصلابة وغلو سعرها ليتناولها الناس للتفضيل بين عدة أنواع يقومون بشرائها.

يأتي جبن الركفورت الشهير على رأس أفضل وأغرب الأنواع، ويستخرج من ألبان الأغنام، كما أنه من أقدم أنواع الجبن حيث صنع في القرن الثالث عشر وسمي باسم القرية التي اخترع فيها، وتتخلله الأوردة الزرقاء، وتدخل في مكوناته بذور المشروم الفرنسي المميز الذي يجمع من كهوف قرية ركفورت.

ومن شدة تميز الجبن وخصوصيته لدى من صنعوه، منح الملك شارل السادس عام 1407 مزارعي قرية روكفورت الحق الحصري لتصنيع الجبن وتسويقه، وكان يتم القبض على الأشخاص الذين يبيعونه من خارج القرية، كما يعتبر جبن الكامامبير، من أشهر الأجبان الفرنسية الدسمة والمستخرجة من ألبان الأبقار، وصنع للمرة الأولى في القرن الثامن عشر في منطقة نورمندي، ويتميز بلونه الأبيض المائل إلى الصفرة، والغريب أنه يصنع من الحليب غير المبستر، ويتكون عن طريق إضافة قوالب من فطر البنسليوم إليه، ويستغرق إعداده أشهراً عدة، ويلف في قطع من الورق الخاص ويخزن داخل صناديق خشبية في أماكن جيدة التهوية.

ويأتي جبن البيريك أكثر الأنواع شعبية بخاصة في حالتنا وله على الإفطار، فهو أكثر الأنواع الخفيفة ويصنع من ألبان الأبقار منزوعة الدسم، وسمي باسم مقاطعة بيري الفرنسية التاريخية التي قام سكانها بتصنيعه لأول مرة، ويتميز باللون الأبيض الشاحب المائل إلى الرمادي، وقلبه يابس قليلاً من الداخل أكثر من السطح.

أضف تعليق

طحن العظام وتدمير الأوطان

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2