أكدت الدكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة الثقافة التونسيةِ دور التراث الثقافي غير المادي في كسب رهانات التعريف بالحضارات وترسيخ القيم والممارسات التي تعكس قدرة الإنسان على الابتكار والإبداع، مشيرة إلى الجهود المبذولة لثمين العناصر التراثية الهامة، والمساهمة في التعريف بمختلف هذه العناصر والمهارات خارج الحدود الجغرافية المحلية، والسعي الجاد للمصادقة على اتفاقية اليونسكو لصون التراث غير المادي.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها وزيرة الثقافة في احتفالية ٍ تسليم شهادة ادراج عنصر الهريسة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لليونسكو في ديسمبر 2022 بالرباط، والذّكرى العشرين لتوقيع اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي،ْ وذلك بحضور وزير التربية محمد علي البوغديري ومدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالدول المغاربية "إيريك فالت" و سفراء كل من الاتحاد الأوروبي وإيطاليا وألمانيا وهولندا وممثل وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج السيد خالد السهيلي وممثل مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو مراد المحمودي .
وثمّنت الوزيرة جهود اليونسكو المتواصلة، والدّاعمة لكفاءاتها وخبراتها عبر تنظيم ورشات التكوين المختصّة، فضلا عن إسهامات المجتمع المدني وكل المعنيين في مجال التراث.
وقد تم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء على "الهريسة" بوصفها ذاكرة حيّة وعنصرا تراثيا يجسّد جملة من المعارف والمهارات التقليدية والعادات المطبخية والغذائية وما تعكسه من قيم ذوقية ورمزيّة، فضلا عمّا تبرزه من تنوّع وإبداع يتجلّيان في ثراء الأساليب التقنية لإعدادها واستخداماتها حسب التقاليد المحلية والجهوية، وما تشهده من تجديد مستمرّ يرسّخ دورها في المجتمع.
من جانبه، أعرب مدير المكتب الإقليمي لليونسكو بالدول المغاربية "إيريك فالت" عن تقديره العميق للجهود التونسية في تثمين التراث غير المادي ومشاركة الجهود الدولية في التعريف به والمحافظة عليه ، كونه يمثل الهوية ويبرز الثراء الحضاري للشعوب، معتبرا التسليم الرسمي لشهادة تسجيل "الهريسة" بالقائمة التمثيلية لليونسكو تتويجا لهذه الجهود الكبيرة، ودفعا لمواصلة العمل وتسجيل عناصر أخرى هامة أيضا في مجال التراث غير المادي لتونس.