انتهى السباق الرمضاني، واستطاع نجوم كثيرون أن يصمدوا للمنافسة ويحافظوا على مواقعهم ومكانتهم التي حققوها على مدار السنوات الماضية، فيما سقط آخرون في دائرة الملل والتكرار وقل رصيدهم عند الجمهور وهو ما سوف نعرفه من خلال رصد عدد من النقاد لأهم الخاسرين في هذا الماراثون الدرامي الصعب..
فى البداية، هاجم الناقد محمود قاسم الأعمال الكوميدية التى شاهدناها هذا العام، وخاصة مسلسل "الكبير أوي"، الذى شهد تذبذباً واضحاً فى مستوى الأداء والفكرة، لافتاً إلى الأداء المبالغ فيه للممثلة رحمة أحمد ومعظم أبطال العمل حتى من تم الاستعانة بهم من أصحاب الخبرة القدامى مثل الفنانين علاء مرسى والفنان محمد محمود واللذان فشلا فى رسم البسمة على شفاه المشاهدين.
وأشار "قاسم" إلى مسلسل "الاكسلانس"، الذى قدمه الفنان الكوميدى محمد سعد، مؤكداً أن اختيارات "سعد" الفنية، تدل على أنه لا يستمع إلا لصوت نفسه، ولا يستجيب اطلاقاً لنصائح الجمهور والنقاد الذين نصحوه مراراً وتكراراً بالابتعاد عن استنساخ نفسه وأدواره فى أعمال جديدة، لا تضيف إلى رصيده الفنى شيئاً يذكر، بل بالعكس تسحب من رصيده عند الناس.
وهو نفس ما فعلته النجمة يسرا- والكلام ما يزال على لسان قاسم- حيث حاولت استنساخ نجاح مسلسل "أحلام سعيدة"، الذى قدمته فى موسم رمضان 2022، وقدمت هذا العام مسلسلا من نفس النوعية "اللايت كوميدي"، وهو مسلسل "ألف حمد الله ع السلامة"، الذى لم يكن على نفس المستوى، وتم اقحام شيماء سيف ومحمد ثروت فى العمل حتى يكون هناك ضحك بأى صورة ، مؤكدأ أن الكتابة للعمل سيئة والكوميديا فيه مفتعلة بصورة كبيرة .
وقال إن مسلسل "الصفارة" لأحمد أمين، هو عبارة عن إعادة لبرنامج "البلاتوه" الذى قدمه أمين منذ سنوات، وليس مسلسلا بالمعنى التقليدي، والرابح الوحيد فى هذا العمل هو الفنان طه دسوقى الذى لفت إليه الأنظار بشدة.
مط وتكرار
واتفقت الناقدة ماجدة موريس، مع ما قاله قاسم، لافتة إلى أن مسلسل "الصفارة" يعتمد على البطل نفسه وأسلوبه فى التعبير وشكله وهو يتغير بحركات وجهه وعينيه وجسده أيضا يتغير بطريقة معينة، مؤكدة أن العمل مجرد تكرار لأعمال فنية سابقة ، وذلك بالرغم أن أحمد أمين من أهم ممثلى موسم رمضان 2023 ، وكذلك مسلسل الكبير لأحمد مكى لم يعد فيه شيئا جديدا دراميا .
وأكدت "ماجدة" أن أحمد مكى له جمهور كبير ولكنه لم يقدم جديدا فى الجزء السابع من الكبير، أما مسلسل "حمد الله ع السلامة"، فقد رأت أنه جيد المستوى بشكل عام، ولكن يعيبه المط والتطويل والتكرار ، حيث يضيع وقت وأحداث الحلقات فى التلاسن بين شخصيات العمل، بالإضافة إلى أن صوت الفنان محمد ثروت وأداؤه كان مبالغاً جداً فيه.
ومن الخاسرين فى ماراثون دراما رمضان 2023، ترى الناقدة ماجدة موريس أن الفنانة ريهام حجاج تؤكد عاماً بعد آخر أنها غير جديرة بالبطولات المطلقة التى تمنح لها، وآخرها من خلال مسلسل "جميلة" الذى شاهدناه هذا العام، وهو عمل درامى ضعيف فنيا ويفتقد للمتعة والاتقان سواء على مستوى التأليف أو الإخراج أو الأداء .
خيبة أمل
أعرب الناقد الفنى نادر عدلى عن أن كثير من الأعمال التى شاهدناها فى رمضان، جاءت مخيبة للآمال وأقل كثيراً من التوقعات، بالمقارنة بما حققه أصحابها فى الموسم الماضي، وخاصة الفنان أحمد مكى وأبطال وبطلات مسلسل "الكبير أوي" فى جزئه السابع، الذى جاء أقل بكثير من الجزء السادس، مع وجود بعض الحلقات القليلة المميزة، مثل الحلقة التى تناول فيها هوس "التريند" وسوءات مواقع التواصل الاجتماعى و"التيك توك".
وكذلك الأمر بالنسبة للفنان أحمد أمين ومسلسل "الصفارة"، وخاصة بعد تألق بطله العام الماضى من خلال دوره العبقرى فى مسلسل "جزيرة غمام"، وكذلك مسلسل "الأجهر" لعمرو سعد والذى جاء مستواه أقل من المتوقع بكثير ومربكا جدا ، رغم أن العمل يتمتع بميزة غير مسبوقة فى الدراما المصرية وهو أنه أول مسلسل مصرى يتم تصويره فى دولة أفريقية، مشيراً إلى نسيج موضوعه الذى يقوم بمناقشته وهو الماس والمخدرات والصراعات بين كبار رجال المافيا وتجار الأحجار الكريمة، من الموضوعات المستهلكة فى الدراما المصرية منذ سنين طويلة.
ولفت الى أن هذين العملين للأسف برغم توقع الكثيرين أنهما سيكونان حصانا رابحا فى موسم رمضان إلا أنهما لم يأتيا على مستوى توقعات الجمهور بصورة كبيرة .