أحمد عاطف آدم يكتب: «دراما رمضان +»

أحمد عاطف آدم يكتب: «دراما رمضان +»أحمد عاطف آدم يكتب: «دراما رمضان +»

*سلايد رئيسى20-5-2018 | 21:51

لا جديد تحت الشمس يذكر، هذا هو حال دراما رمضان لهذا العام وكل عام ، الإثارة بكل أنواعها والمخدرات هم الأبطال الحقيقيون للأعمال الفنية المقدمة عبر الشاشات الملاكي لمعظم رجال الأعمال أو تجار إعلام العصر الحديث والمحركين لتوربينات الفساد والانحلال الثقافي ، ودائما الحل المقنن أو المسكن لردود الأفعال الناقدة هو ( +١٢ ، + ١٤ ، +١٦ ) الدالة على أن تلك الحلقات المسلسلة أو البرامج لا تصلح لما هو دون تلك الأعمار السنية الدقيقة ، وكأنها إشارة واضحة وواهمة ومستخفة بعقول المشاهدين الذين أصبحوا لا يمتلكون نفس الريموت كنترول الذي كان يتحكم فيه نظراؤهم من أرباب الأسر في الزمن الجميل ، عندما كان لديهم رفاهية التأثير المباشر بالأمر التربوي لتوقيف ومنع أطفالهم عن مشاهدة هذا أو استخدام هذا أو مصادقة هذا ، أما الآن فليس باستطاعة أحد أن يشوش أو يعرقل الهواء الذي يحمل بيانات الإنترنت أو شارة بث القنوات الفضائية الهدامة ، فاليوم لم يعد كالبارحة ، وكيف يحدث ذلك وأحد أبرز النوافذ الاتصالية والتوعوية وهي الدراما والبرامج الترفيهية أصبحت مقودة لكل الجهود البائسة والمحبطة من أجل التحكم في زر استقامة واستواء أجيال الزمن العجيب الذي نعيش فيه .

"خبوا عيالكو...مسلسلات رمضان الجاي معظمها إثارة وعنف وقتل وإرهاب وأكشن."

الجملة سالفة الذكر والتي جاءت قبيل الشهر الفضيل بأيام قلائل ، كانت ضمن تدوينة شبيهة بالتصريح الصريح ، والتي كتبها أحد أبرز قيادات ماسبيرو السابقين وهو المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون في عصره الذهبي بصفحته على الفيس بوك ، محذرا خلالها أصدقاءه من الوجبة الدرامية المسممة بأفكار منتجيها وتشخيص ممثليها أصحاب الملايين ، وكانت ردود الأفعال الغاضبة بشدة لأصدقاء الشيخ هي المسيطرة ، والتي كانت ما بين اندهاش البعض من ردة الفعل السلبية وعدم وجود رقابة لمنع تلك الأعمال من الظهور من الأساس ، وكذلك من تساءل عن كيفية التحكم في حجب كل هذا الزخم من التفاهات المسرطنة للثوابت التي تأصلوا عليها ولم يعد بمقدورهم ترسيخها في وجدان فلذات أكبادهم من الأطفال والمراهقين وإبعادهم عن متابعتها .

وثمة سؤال هنا .. وهو : ما فائدة تلك البرامج الثقافية التي تحاول أحيانا استبيان أسباب اختلاف السواد الأعظم من شباب اليوم عن الأجيال السابقة من تحمل المسئولية بكافة أشكالها والتي انعكست على أثرها ظاهرة تعدد حالات الطلاق ، حيث وصلت لمستويات قياسية لاسيما بين الشباب حديثي الزواج ، مرورا بهدم القيم الأخلاقية بينهم وما إلي ذلك ، والغريب في الأمر حقا أن تلك الأسئلة الهادفة تطرح عبر نفس القنوات الهادمة التي تعرض عبر شاشاتها العري والابتذال حتى في الشهر الكريم ، وتأصيل وتجميل صورة البطل البلطجي وتاجر المخدرات والفهلوي وبرامج الترفيه المتلون بصبغة التمييع والتقزيم اللغوي عن قصد لمجاراة واقع هم من صنعوه .

وهنا أجدني بصدد رصد ظاهرة تنوع المنتج الإعلامي عبر تلك القنوات من أجل التنوع وفقط ، ليس من أجل البناء والتشييد القيمي للثوابت المجتمعية ، وإلا بماذا أفسر عرض سؤال هادف على ضيوف متخصصين اليوم عن ظاهرة ما يعاني منها المجتمع ثم تقديم تلك الأعمال السوقية غدا على نفس القناة؟! كيف ولماذا ولمصلحة من هذا العك الإعلامي وإلى متى ؟؟ .

أضف تعليق

إعلان آراك 2