كتب: إبراهيم شرع الله
مثل كل عام ، بسبب نسب المشاهدة العالية لمسلسلات الدراما ، تطفح ماسورة الإعلانات ، على الفضائيات.
وتكاد تكون إعلانات الشهر الكريم مصنوعة خصيصًا للعرض خلاله، وكالعادة أيضا تثير الإعلانات كثيرًا من الجدل، فى مضمونها، وتكرار إذاعتها، ويتراوح هذا الجدل ما بين الرفض والقبول والاستهجان، من التكرار الممل للإعلان الواحد لعشرات المرات خلال اليوم، على مختلف المحطات والقنوات، إلى جانب تكرار ظاهرة إعلانات التبرع، وإعلانات وجع قلب المشاهد التى تصل أحيانا إلى ابتزاز المشاعر، وإعلانات بعض النجوم المستفزين.
وفى الآونة الأخيرة وجدنا تساؤلًا يطرح نفسه وبقوة ،هل الغرض من هذه الموجة الإعلانية تسويق المنتج فقط أم أن الأمر يتعدى ذلك .
فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" قالت الدكتورة رحاب العوضى أستاذ علم نفس الاجتماع، تعليقا على ظاهرة إعلانات رمضان، إن الهدف الأساسى من الإعلان هو التسويق للسلع ولا توجد خطورة على المشاهد من تكرار الإعلان أكثر من مرة فى اليوم.
وأضافت العوضى أن الخطورة تأتى من انتشار فكرة السيطرة من خلال أن بعض الشركات التى تركز على أن النجم الأعلى أجرًا هو المعلن لها عن سلعتها دون التفكير فى أثر هذا على المستهلك حيث تضاف قيمة الإعلان على ثمن السلعة وبالتالى يتحملها المستهلك.
وأوضحت أستاذ علم النفس أن إعلانات التبرع والصدقة والزكاة، هى فى الحقيقة تعتبر تسولًا ولكن ينبغى على الشركات التى تصنع إعلانات بالملايين مثل شركات الاتصالات الثلاث أن تدعم المستشفيات، كمؤسسة مجدى يعقوب ومستشفى السرطان وغيرها لأن هذه المستشفيات فى حاجة إلى الدعم، مشيرة إلى أن بعض الشركات تدون على كروت الشحن بأنها تدعم المستشفيات .
وأكدت العوضى أن هناك إعلانات تفتقد كل المعايير الإعلامية والقواعد المطبقة وتدخل فى حالة من الفوضى والعشوائية والابتذال غير المسبوق، موضحة أنها تتعارض مع القيم والعادات والتقاليد الموجودة في مجتمعنا.
وانتهت أستاذ علم النفس إلى القول إنه لابد من حماية المستهلك والمشاهد من الإعلانات التى تضلله فكريًا وتهبط بالحس الجمالى لديه.