السودان... إلى أين ؟!

السودان... إلى أين ؟!سعيد عبده

الرأى22-4-2023 | 10:51

انفجر الموقف فى السودان وبشكل مفاجئ للجميع وسيكون لهذا الأمر أثر كبير على مفاوضات الحل السياسى.

وقد بدأت الاشتباكات بين ميليشيات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان والمشهور بحميدتى والجيش السودانى بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.

والمتتبع لنشأة ميليشيات الدعم السريع يعلم أنها نشأت على يد البشير وبقرار منه وكان يقودها عم الفريق «حميدتى».. وعندما اختلف مع البشير تم سجنه وكلف حميدتى بقيادة هذه القوات وكانت المهمة الأساسية لها هى التدخل ضد أى تحركات شعبية ضد النظام الحاكم.. ولذا سميت ميليشيات الدعم السريع وقد تطور العمل بها فى العدد والعتاد وأماكن إقامتها، بحيث أصبح هناك جيش مواز فى دولة واحدة.

حتى إنه خلال المفاوضات بين القوى السياسية والمبعوث الخاص تم تمثيل حميدتى كنائب للبرهان وهى تركيبة تصعد من ميليشيات الدعم السريع وتعطى ازدواجية رسمية وتزيد من الفجوة بين الجيش الرسمى وهذا الكيان.. وهذا الكيان تركيبته مختلفة عن الجيش النظامى وبه جزء كبير مرتبط بالنظام وكذلك الفصائل السياسية المختلفة والتى تبحث عن مكان.

بدء الانفجار

احتقان يتزايد يوما بعد يوم بين الجيش النظامى وميليشيات الدعم السريع وتزداد الهوة بين الفريقين كل له وجهة نظر والمؤسف أن يكون هناك جيشان - واحد نظامي - والآخر عبارة عن ميليشيات تكونت لغرض سياسى والتكوين مختلف والهدف مختلف.

ويجب أن يكون الجيش هو الوحيد المنوط به الدفاع عن البلاد وحمايتها دون منازع أو حتى شريك.. هنا تتعارض المصالح وتخرج الأمور عن السيطرة.

بدأت الاشتباكات مساء السبت الماضى واشتدت فى العاصمة الخرطوم وخاصة مقرات الجيش وقصر الحكم وقصر الضيافة ومطار الخرطوم حتى إنه حدثت مطاردات عسكرية داخل المطار وانبطح الركاب المدنيون على أرض المطار وصدرت تعليمات للصحفيين بالابتعاد عن المشهد وانقطع الإرسال فى التليفزيون الرسمى.

هناك أطراف كثيرة لها مصلحة فى اشتعال الأزمة وعدم الوصول إلى حل.. السودان بلد محاط بالحدود مع تشاد وليبيا وهناك تنسيق أمنى مع مصر فى ذلك وله حدود مع إثيوبيا هذا خلاف حدودها مع مصر وأيضًا الجانب المطل على البحر الأحمر وكل هذا يستدعى يقظة من الدولة ممثلة فى جيشها.

الجهد العربى والدولى

وأعرب السفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية عن قلقه العميق إزاء العمليات القتالية التى وقعت بين الجيش والدعم السريع بالسودان.

كما أكدت مصر متابعتها بقلق بالغ تطورات الوضع مع المطالبة بأقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح الشعب السودانى الشقيق.

إلى جانب الإمارات والسعودية، حث السفير البريطانى فى الخرطوم رعايا إنجلترا على البقاء فى منازلهم.. كما دعا السفير الأمريكى لدى الخرطوم إلى وقف القتال.

إن استمرار هذا الوضع وانتشاره فى مناطق أخرى خلاف العاصمة سيكون له بالغ الأثر على توافر الخدمات والسلع للمواطن السودانى والمقيمين هناك، خاصة وأنها اشتعلت فى نهاية شهر رمضان والاحتفالات بأعياد المسلمين والمسيحيين.

أليس لهذه الأيام حرمة؟.. إلى متى يظل المواطن السودانى تحت رحمة الخلافات السياسية والتطلعات إلى السلطة، وما زال فى حالة المخاض السياسى والتى تم تأجيلها إلى حين انتهاء النزاع العسكرى؟

نرجو من الله أن يلهم أهل السودان وفصائلها، الصواب وأن تعلو المصلحة العليا على أى شىء، الشعب السودانى شعب مثقف يعشق الحرية، ولكن طول النزاع لم يترك له شيئا، فأصبحت الحياة صعبة وثروات البلد لا يستفاد منها.. مع أن السودان كما يعلم الجميع يمكن أن يكون سلة الغذاء للعالم العربى وكذلك يمتلك أكبر ثروة حيوانية والعديد من الثروات الأخرى.

لذا، لن ينعم الشعب بهذه الثروات إلا من خلال الاستقرار السياسى الذى يجلب معه استقرارا اقتصاديا واجتماعيا ونهضة شاملة مستحقة للمواطن هناك.

حياة كريمة

تطورت حياة كريمة بشكل كبير هذا العام وتم توزيع الملايين من كراتين الدعم لتصل إلى كل مكان فى مصر لدعم كل إنسان يعيش على أرض مصر فى هذه الأيام.

طبعًا المشروع مستمر وفقًا للبرنامج المعلن عنه فى محافظات مصر لتغيير وجه الحياة فى كل قرية مصرية فيما يتعلق بكافة احتياجات المواطن من مسكن ورعاية صحية واجتماعية وتعليم واتصالات وغيرها.

لقد أصبح هذا البرنامج من أكبر المشروعات المتكاملة لتغيير حياة المواطن إلى الأفضل.. وبدأت الرعاية الصحية المتكاملة تمتد إلى محافظات أخرى ضمن الرعاية الشاملة التى تنفذها وزارة الصحة فى برنامج محدد لتكتمل منظومة تحديث التأمين الصحى الشامل للمواطن المصرى.

التكافل الاجتماعى

هو سمة مميزة للمواطن المصرى خلال شهر رمضان بصفة خاصة، وأيضًا باقى شهور العام، ولكن فى رمضان تصبح علامة يشعر بها أى مقيم أو زائر لمصر فى كل المحافظات وعلى كل المستويات... فتوجد موائد الرحمن فى كل مكان بغض النظر عن الدين أو اللون أو العراق.

وكانت مشاركة أحد السفراء الأجانب فى مائدة الرحمن التى تقام سنويًا فى حى المطرية الشعبى، والتى تضم حوالى خمسة آلاف مواطن، دليلا على حب سلوكيات هذا الشعب فى التكافل الاجتماعي.

مشاركة العديد من مؤسسات المجتمع المدنى فى هذا العمل وإيصال وجبات ساخنة إلى كل مستحق خلال الشهر الكريم فى كل محافظة فى مصر، لها طعم خاص وطقوس مميزة خلال هذا الشهر.

فعل الخير

أؤيد فكرة إنشاء واستكمال العديد من المستشفيات من حصيلة التبرعات التى يدعى إلى تقديمها من خلال جمعيات المجتمع المدنى ومنها مستشفى الحروق وهى الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط، وكذلك مستشفيات علاج السرطان الخاصة والعامة، وبدء - لأول مرة - قصر العينى ومستشفى الدمرداش فى عملية التوسعات وقبول التبرعات لإتمام هذه التوسعات.

هو فى الحقيقة تغير محمود وعدم تحميل الدولة كل شىء، وأن يكون للمجتمع دور مهم فى سداد النقص الكمى فى المستشفيات لعلاج المواطنين بل والتنوع أيضًا فى تخصصات أصبحت ملحة وضرورية ومكلفة على المواطن فى العلاج، فما بالنا بغير القادر والذى يبحث عن أمل فى العلاج.

هذا هو فعل الخير واستخدام أموال الصدقات فى محلها، وتكافل مجتمعى يتم من خلال منظمات مختصة وتحت رقابة من جهات الإشراف.

سمعنا عن مستشفيات الناس للناس.. مصطفى محمود والباقيات الصالحات والأورمان لعلاج السرطان للكبار والأطفال وأيضًا مستشفى الأورام فى الصعيد لأول مرة وذلك تخفيفًا عن المريض.. وغيرها من المستشفيات، فمصر أرض الخير والبركة وبهذا يصلح المجتمع ويكون الترابط وأن يساهم الغنى فى علاج الأكثر احتياجًا.

حمى الله مصر من كل سوء وجعلها أرض المحبة والسلام إلى يوم الدين.

أضف تعليق