أكد المشرف العام على المركز الحديث لرعاية الحيوان ب المركز القومي للبحوث الدكتور محيى الدين الليثي أن العمل يجري على قدم وساق لاستكمال المرحلة الأخيرة من تطوير المركز بمصر ليصبح مرجعية علمية عالمية في هذا المجال الحيوي المهم لمنظومة البحث العلمي.
وقال الليثي، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت، إن التقدم في مجال إنتاج ورعاية حيوانات التجارب عالميا، دفع إدارة المركز، إلى تطوير ما كان يسمى بمعمل بيت الحيوان، المسئول عن إمداد الباحثين بحيوانات التجارب، والذي أنشئ منذ تأسيس المركز في الستينيات.
وكشف عن إمكانيات المركز الحديث حيث ستتوافر فيه جميع المعايير العالمية لإنتاج ورعاية حيوانات التجارب من مختلف الأنواع والفصائل، ومعلومات النشأة وخريطتها الجينية، والتي تلعب دورا بالغ الأهمية في الاكتشافات الطبية الحديثة، موضحا أن المركز يتم تجهيزه بكافة الأجهزة المتقدمة في هذا المجال، والتي توفر البيئة الخالية من أي ملوثات، لضمان حيادية ومصداقية أي نتائج بحثية يتم إجراؤها بهذا المركز .
وأضاف أنه من المخطط لهذا المركز أن يشتمل على عدد من غرف العمليات، والمعامل المجهزة بأحدث التقنيات لتستوعب جميع التجارب التي تجري على الحيوانات بمختلف التخصصات العلمية، ويمنع منعا باتا التعامل أو إجراء التجارب على الحيوانات، خارج هذا المركز.
وأشار إلى أن مبنى المركز سيشمل قاعة كبرى لاستقبال العلماء وضيوف المركز من الداخل والخارج، بالإضافة إلى عدد من القاعات الصغرى للمحاضرات والندوات واللقاءات العلمية مجهزة بأحدث تقنيات هذا المجال، وذلك تمهيدا لإعداد مركز تدريب أكاديمي لتخريج "فني" في مجال رعاية حيوانات التجارب يعترف به عالميا.
وأوضح أن المركز سيضم معملا مركزيا لخدمة جميع الباحثين به أو من خارجه يكون مجهزا بأحدث الأجهزة العلمية التي تتيح للباحث اجراء جميع الأبحاث والتحاليل البيولوجية على حيوانات التجارب داخل المعمل المركزي.
ولفت إلى أنه سيشمل أيضا غرف استضافة وعمليات مجهزة، لاستضافة الحيوانات وإجراء التجارب البحثية للمشروعات التطبيقية طويلة المدى، ويتم التعاقد على استغلال المركز وتجهيزاته مع الكيانات الصناعية العملاقة في مجال صناعة الأدوية والمكملات الغذائية.
وأوضح أن ذلك يأتي ضمن أنشطة المركز في مجال توفير إمكانيات إجراء التجارب البحثية التطبيقية للكيانات الصناعية، من خلال نشاط المركز كوحدة ذات طابع خاص .
وأكد الليثي أن المركز الحديث لرعاية الحيوان هو أحد الوحدات ذات الطابع الخاص بالمركز القومي للبحوث، ويشرف عليه أستاذ باحث يعاونه بعض الخبراء المتخصصين من حملة الدرجات العلمية العليا في هذا المجال، ويقوم بمباشرة العمل الفني فريق من الفنيين من حملة المؤهلات العليا العملية، والذين يتم إعدادهم وتدريبهم على كيفية التعامل مع الأجهزة والحيوانات.
وقال إنه بتوافر كل تلك الإمكانيات يستطيع هذا المركز الحصول على الكود العالمي، والمعترف به عالميا، ويمنح عن طريق المنظمة العالمية لأخلاقيات التعامل مع حيوانات التجارب للأغراض العلمية، ويسمح هذا الكود إذا ماتم وضعه على أي بحث أن يتم نشره في أرقى المجلات البحثية العالمية.
وعن إنجازات المركز الحديث لرعاية الحيوان، كشف الليثي عن الدور المهم للمركز الحديث خلال جائحة الكورونا، حيث عكف علماء الفيروسات ب المركز القومي للبحوث على إجراء تجاربهم لاكتشاف اللقاح المصري، وكانت التجارب قبل السريرية وسلامة استخدام اللقاح قد تمت بالمركز الحديث لرعاية الحيوان بمعرفة الفريق البحثي المتخصص من علماء المركز.
وقال إنه بالرغم من أن الأعمال مازالت جارية بالمركز، إلا أنه نجح في أن يوفر للباحثين ب المركز القومي للبحوث ومختلف الجامعات في مصر حيوانات التجارب معلومة المصدر ونقية السلالة والتي يحتاجها الباحثون في تجاربهم العملية.
وأضاف أن المركز نجح أيضا في توفير المعامل المجهزة بأحدث التجهيزات والأجهزة العلمية الخاصة بالتجارب على حيوانات التجارب لمن يطلبها من الباحثين، مما أسفر عن رضا وتقدير العديد من الباحثين بمختلف المؤسسات البحثية والأكاديمية بمصر، والتي لا تتوفر لدى مؤسساتهم التي ينتسبون إليها مثل تلك التجهيزات .
وأوضح أن هذه النجاحات امتدت لتشمل بعض الباحثين من الدول العربية الشقيقة والذين قاموا بإجراء بروتوكولاتهم البحثية بالمركز الحديث بعد أن تفقدوا تجهيزاته التي تشمل أحدث ماوصلت له التكنولوجيا في هذا المجال، وكان قرارهم بإجراء تجاربهم بمصر، مشيدين بكافة الإمكانيات التي وفرها لهم المركز.
وأكد حرص إدارة المركز القومي للبحوث على متابعة نجاحات مشروع المركز الحديث لرعاية الحيوان ودعمه بكافة الوسائل، فكان قرارها بالموافقة على سفر المشرف العام على المركز ونائبه لحضور فعاليات المنظمة الأوروبية لرعاية الحيوان، وتم ذلك على دورتين متتاليتين تم فيهما عرض التجربة المصرية في هذا المجال، والتي لاقت إشادات واسعة من الحضور.
وأشار إلى أن وفد المركز الحديث حصل على شهادات في أحدث ماوصل إليه علوم رعاية حيوانات التجارب، والمعايير العالمية الواجب توافرها في مراكز رعاية حيوانات التجارب، وهو ما تسعى إليه وتعمل على تحقيقه إدارة المركز القومي للبحوث لاستكمال تجهيز المرحلة الأخيرة من المركز وفقا لأحدث المعايير العالمية في هذا المجال.
وبالنسبة لأهمية فئران التجارب في منظومة البحث العلمي، أوضح الليثي أن فأر التجارب أو فأر المختبر، هو نوع من الفئران، يتم تربيتها وتكاثرها ورعايتها لأغراض البحث العلمي، وتعد من أهم وسائل البحث الذي يجري قبل استعمال أي دواء أو مكمل أو مصل أو لقاح للإنسان.
وأضاف أن ذلك يرجع لبعض التشابه بينها وبين الإنسان في تشريح الأعضاء، كما أن للفئران مدة حياة قصيرة نسبيا، ما يجعلها مناسبة لدراسة تطور الأمراض المزمنة، إلى جانب أنها صغيرة الحجم ومقتصدة من حيث تكاثرها ورعايتها.
وأكد أنه بالتعرف على الخريطة الجينية للفئران والجرذان وإمكانية التحكم فيها صار لهذه الفئران دور بالغ الأهمية في الاكتشافات الطبية الحديثة.