وصلت أول طائرة تابعة للقوات الجوية الفرنسية إلى جيبوتي قادمة من العاصمة السودانية الخرطوم، وعلى متنها نحو مائة من الرعايا الفرنسيين ومن جنسيات أخرى معظمهم أوروبيين، بعد إجلائهم صباح اليوم الأحد من السودان حيث دخل القتال العنيف الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعه الثاني.
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها مساء اليوم، أن عملية إجلاء الرعايا الفرنسيين من السودان بدأت منذ الصباح بعد التدهور السريع للغاية للوضع الأمني في السودان، وبناءاً على طلب الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".
وتسمح عملية الإجلاء الحالية للمواطنين الفرنسيين وعائلاتهم الوصول إلى جيبوتي، حيث يتم تقديم كافة أشكال الرعاية لهم قبل إجلائهم إلى فرنسا، عبر فرق من سفارة فرنسا في جيبوتي ومن خلال مركز الأزمات والدعم التابع لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وأفراد من القوات الفرنسية في جيبوتي حسبما ذكرت وزارة الخارجية في بيانها.
وقامت فرنسا أيضاً بإجلاء الطاقم الدبلوماسي لوفد الاتحاد الأوروبي إلى السودان.
ومن أجل تنفيذ والتنسيق لهذه العملية، فإن السفارة الفرنسية في السودان ومركز الأزمات والدعم التابع للوزارة الذي شكل خلية لإدارة الأزمة منذ 15 أبريل، كانت على اتصال دائم بهؤلاء الرعايا الفرنسيين المتواجدين في البلاد وأيضاً على اتصال دائم بكل شركاء فرنسا.
وتم تنفيذ العملية من خلال عدة سبل وضعت فرنسا في حالة تأهب وكذلك القوات الفرنسية المتمركزة مسبقا في إفريقيا، وخاصةً تلك المتمركزة في جيبوتي والتي تستقبل الفرنسيين والرعايا الآخرين، وفقاً للخارجية الفرنسية.
كما يتم تنفيذ كامل هذه العملية بتنسيق وثيق مع الدول الحليفة لفرنسا ومع القوات المسلحة الجيبوتية، حيث تقدم فرنسا الشكر للسلطات الجيبوتية على مساعدتها لتنفيذ عملية الإجلاء، كما تشكر جميع الجهات السودانية التي سهلت إجلاء مواطنيها.
وأضافت الخارجية في بيانها أن فرنسا تجدد دعوتها لكافة الأطراف إلى وقف القتال والعودة إلى الحوار السياسي.
كما أكدت أن باريس لا تزال على اتصال دائم ووثيق مع شركائها الأوروبيين، ويتم تضافر جهود كافة أجهزة الدولة لضمان تنفيذ عمليات إجلاء جديدة في أسرع وقت ممكن.
وكانت وزارتا الخارجية والجيش الفرنسيتان قد حددتا أن طائرة ثانية تقلع اليوم الأحد من السودان لتصل إلى جيبوتي، وعلى متنها مائة شخص آخر.
وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن القتال الذي اندلع في مطلع الأسبوع الماضي بين قوات الجيش بقيادة "عبد الفتاح البرهان" وقوات الدعم السريع بقيادة "محمد حمدان دقلو" المعروف أيضاً باسم "حميدتي" أسفر عن مقتل أكثر 400 شخص وإصابة نحو 3551 آخرين.