«شالوم».. فخ الإخوان الإرهابيين لاصطياد القوميين.. وإظهارهم مطبّعين وخونة!

«شالوم».. فخ الإخوان الإرهابيين لاصطياد القوميين.. وإظهارهم مطبّعين وخونة!«شالوم».. فخ الإخوان الإرهابيين لاصطياد القوميين.. وإظهارهم مطبّعين وخونة!

*سلايد رئيسى23-5-2018 | 21:47

كتب: عمرو عادل

أثار برنامج تلفزيوني بعنوان "شالوم" جدلاً واسعاً في تونس والعالم العربي، خلال الأيام التى مضت من شهر رمضان،  نظرًا لمحتوى البرنامج الذي يقدم استفزازاً مجّانياً للمشاهدين بالإضافة إلى أنه لا يراعي السياق الحالي الذي تعيشه القضية الفلسطينية وخاصة مع نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة واعترافها بها كعاصمة للمحتل الإسرائيلي .

وفكرة البرنامج في الظاهر هو أنه برامج مقالب أو كاميرا خفيّة حيث تقوم على استدعاء شخصيات للمشاركة في برامج لقناة أجنبية، ثم يفاجأ الضيف فى الاستديو أنه وجهاً لوجه مع حاخام يهودي، وإسرائليين (ممثلون عرب يزعمون أنهم مواطنون إسرائيليون)، وتبدأ اللعبة بمحاورة الضيف لاستدراجه مع الوقت إلى الموافقة على صفقة، يتم بمقتضاها القبول بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني مقابل أموال ووعود مغرية تصل إلى حدّ دعمهم فى وظائفهم وتصعيدهم سياسياً (إذا كان الضيف سياسيًّا) أو وعده بذلك إذا كان شخصية عامة لكن لا يمارس السياسة مثلما حدث مع مدرب المنتخب الفلسطينى لكرة القدم.

الظاهر والباطن

هذا هو الظاهر، والذى لابد أن يقودنا إلى البحث فيما وراءه ، خاصة أن أصابع الإخوان الجماعة الإرهابية هى التى لعبت فى هذه المنطقة الملغومة لأهداف توظيفها سياسيا، ونفسيا، والضحك على جمهور المتلقين.

هدف البرنامج - كما قال محللون لـ "دار المعارف" لن يخرج عن محاولة من يقف خلف هذا البرنامج وهم الإخوان، تشويه كل من هو غير منتسب للجماعة أو متعاطف معها، أو يخالفها الأيدلوجية، وخاصة من القوميين.

ويعتمد البرنامج على وضع بعض الأشخاص في سياق محاكمة نواياهم , من خلال استعمال الترغيب، والترهيب في التعامل معهم وإجبارهم على مواصلة المشاركة في اللقاء وانتزاع تصريحات في اتجاه معين بالإجبار أو بأي شكل من الأشكال، وإظهار أشخاص آخرين ينتمون للإخوان - مثل أعضاء حركة النهضة - بموقف الأبطال المناصرين للقضية الفلسطينية الرافضين للتعامل مع إسرائيل.

فخ للقوميين

وعلى سبيل المثال فقد استضاف البرنامج فى حلقته الثانية الناشط السياسي التونسي المعروف بمواقفه المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، عبد الرؤوف العيادي، وانتهت الحلقة بإظهار الرجل (لأنه ليس إخوانيا ولكنه قومي) بمظهر الموافقين على تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

ويؤكد ما سبق أن هناك شاشات رفضت عرض البرنامج ومنها القناة التاسعة التونسية، بينما قبلت قناة تونسنا وقناة الإخوان " مكملين " تبنيها له، وعرضه، بل ودعمت قنوات الإخوان البرنامج لأن رجال حركة النهضة (الفرع التونسى لجماعة الإخوان) قد اصطنعوا مواقف رافضة للتطبيع مع إسرائيل .

بدورها نفت قناة "التاسعة" اتّهامها بالخضوع لضغوط جعلتها تتراجع عن بثّ برنامج "شالوم"، مشيرة إلى أن الموضوع يتعلّق بمقترح تقدّمت به شركة إنتاج خاصة لعرضه ضمن الشبكة الرمضانية، وقرّرت إدارة القناة أن المادة المعروضة عليها لم ترتقِ إلى مستوى الجودة المطلوبة.

أحد الضحايا

من جهتة قال أحد ضحايا الفخ الإخوانى، ويدعى العيادي وهو رئيس حركة "وفاء" التي بادرت بطرح مشروع قانون تجريم التطبيع سنة 2013، في تصريح إعلامي، إن الحلقة التي تم بثّها تضمّنت الكثير من "الفبركة"، مؤكّداً احتجازه وتعرّضه لتهديد مباشر من الحارس الذي كان مسلّحاً، وكان يتوقّع في أي لحظة أن يصيبه مكروه، على حد قوله.

وعن سبب قبوله التعامل مع "إسرائيل" خلال الحلقة المذكورة، قال العيادي: "لحظتها كانت لديّ مشكلة مع عملاء الداخل الذين قاموا باحتجازي وكان المطلوب ترهيبي حيث كنت مسلوب الإرادة، وبادر العيادى بتقديم شكوى ضد كلٍّ من الصحفي وليد الزريبي، والمصوّر محمد رمزي بوشيحة، متهماً إياهما بارتكاب جريمة الحجز والتهديد في حقه.

ليست مصادفة

واختيار العيادي - لم يأت مصادفة، فهو أيضا رئيس لجنة الدفاع عن قضيّة مهندس الطيران محمد الزواري المغتال سنة 2016 من قبل الموساد الإسرائيلي- فهل أراد الإخوان أن يبعثوا برسالة مفادها أن هاهم هؤلاء يعادون إسرائيل فى الظاهر ويقبلونها فى الخفاء.

وتحركت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ضد البرنامج الخبيث، وأصدرت بيانا جاء فيه: " أن البرنامج لا يمت بصلة للمنتوج الصحفي ولا الاستقصائي ولا يستجيب لمعايير البرامج الترفيهية المعروفة بالكاميرا الخفية ويتضمن انتهاكا صارخا لأخلاقيات المهنة عبر خلق وضعية وهمية واستغلالها لإجبار الضيوف على الإدلاء بتصريحات في اتجاه معين، مع التذكير بأن أبسط قواعد الإعلام تفرض موافقة المعنيين بالأمر قبل بث الحلقات عبر عقد بين الطرفين " .

و أشارت نقابة الصحفيين التونسية في بيانها أنه استند إلى الاثارة والـ buzz دون تقديم أي مضمون أو فكرة تخدم المتلقي عدا محاولة تشويه الأشخاص و وضعهم في سياق معين لمحاكمة نواياهم، ودعت إلى مقاطعته، منوهة إلى أن التمرير اليومي لمشاهد تتضمن علم الكيان الصهيوني يعتبر تطبيعا مع هذا الكيان المحتل و تمييعًا للقضية الفلسطينية خاصة في ظل الوضع الإقليمي والدولي الذي يتعرض فيه الحق الفلسطيني إلى هجمة شرسة .

أضف تعليق