كشف الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، عن تعامل الصحابة مع رسول الله وكيف كانت طريقتهم في الجلوس أمامه وكيف يسلمون عليه لو دخلوا عليه المجلس.
وقال عاشور: إن الصحابة كانوا إذا جلسوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كأن على رؤوسهم الطير، فلا يلتفتوا يمينا أو يسارا حتى لا يطير الطير.
وأضاف مجدي عاشور، أن الصحابة كانوا عند مجلس رسول الله لا يرون إلا سيد المرسلين، فلو التفت إلى غيره؛ ضاع منه بعض عمره عندما لم ينظر إلى رسول الله، فالآخرون أنوارهم متكررة أما النبي فنوره لا يتكرر.
توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الإثنين من شهر ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة فأنكر ذلك عمر -رضي الله عنه- (أي أنكر الوفاة) حتى ثبّت الله المؤمنين بأبي بكر وقام في الناس خطيبًا ثم تلا قوله تعالى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ}.
فصّل أهل العلم في كيفية جهاز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكروا أنّه قد تم تغسيل النبي صلى الله عليه وسلم من غير تجريد لملابسه، وكان القائمون بالغسل: عمّه العباس وعلي والفضل وقثم ابني العباس، وشُـقْران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة بن زيد، وأوس بن خولة، فكان العباس والفضل وقثم يقلبونه، وأسامة وشُـقْران كانا يصبان الماء وعلي يقوم بتغسيله وقام أوس بن خولة فأسنده إلى صدره ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ثم كفّنوه في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف قطن ليس فيها قميص ولا عمامة، فأدرجوه فيها إدراجًا -صلى الله عليه وسلم- وكانت تحتوي، على ثوبين صحاريين ومشتملة على ثوب حبرة، ثمّ صلّى عليه الناس أرسالًا الرجال ثم النساء ثم الصبيان، وهذه الكيفية تناقلتها كتب السيرة المعتمدة وأصلها في الصحيحين وغيرهما.
الذي تولى عملية دفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم: العباس عم الرسول، وسيدنا علي، وسيدنا الفضل، وقُثَم ابني العباس، وأسامة بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، فحفروا له في المكان الذي مات فيه، لحديث رواه أبو بكر -رضي الله عنه- ولحد قبره لحدًا، وكان آخر من مس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قبره، هو؛ المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-، فكان يقول: "أنا أحدَثُكم عهدًا برسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم" وأنعم بها من منقبة وشرف.