ونستكمل فيما يلى ما بدأناه فى الأسبوع الماضى من ملاحظات عن دراما وبرامج وممثلين وممثلات تركوا بصمة جيدة خلال هذا الموسم المكتظ بالمسلسلات، وبالمنافسة الكبيرة:
براعة منى
تثبت منى زكى بدورها فى مسلسل "تحت الوصاية" أنها من أبرز ممثلات جيلها، ومن أبرز الممثلات المصريات.
لعبت شخصية حنان بكل تفاصيلها، بلحظات ضعفها وقتها، وبعنادها وبمخاوفها، بحنان الأم، وبصلابة المقاتلة، تعبيرات وجهها المجهدة، وعيونها المرهقة، ومشيتها المتعبة، ونبرة صوتها المهتزة والقلقة، سرعان ما تسترد بريق التحدى، وكأنها تجسد ألوانا من النساء فى امرأة واحدة.
الشخصية وكأنها "المرار الطافح" للكثيرات ملخصا ومكثفا فى نموذج إنسانى بليغ، كتب بتعاطف كبير من الثنائى شيرين وخالد دياب، وأخرجه باقتدار محمد شاكر خضير.
من أفضل مشاهدها حديثها أمام قبر زوجها، ومشهد ذهابها لعمل بطاقة مزورة، والتقاط صورتها للبطاقة الشخصية، ابتسامتها الشحيحة والباهتة فى المشهد الأخير بطعم الألم.
ما أن تظهر حتى تملأ المشهد بألوان التعبير المناسبة، بالضبط على قدر الحالة، بدون زيادة أو نقصان، وبصوت يخرج من أعماق القلب.
لا مسافة لديها تقريبا بين الانفعال الداخلي، وترجمة وانعكاس صورته على الوجه والنظرة وحركة الجسد ونبرة الصوت.
حساسية مرهفة، وموهبة باذخة، ذابتا فى حرفة وخبرة السنوات والأعوام.
ما تتعب فيه أى ممثلة تقدمه منى بكل سلاسة وبساطة ممتنعة.
كتبت أكثر من مرة، وأكررها من جديد: ليست لدينا اثنتان بموهبة وحضور ووعى وذكاء منى زكى .
بهجة حنان
فيفى نموذج إنسانى مبهج قدمته حنان سليمان بحضور فائق وبخفة ظل وبخبرة ممثلة مخضرمة فى حلقات "الهرشة السابعة". كُتبت الشخصية بشكل ممتاز كسيدة تمتلىء بالحياة، وتقاوم الوحدة، وتتمسك بكل الفرص.
من السهل المبالغة والإضافة، ولكن أداء حنان بسيط، وبانفعال حقيقى من الداخل بالسعادة ومحبة الحياة. مشهدها قى الحلقة السابعة مع ابنها وهى تفاتحه بحذر فى شأن زواجها من أفضل تلك المشاهد، وكأنها عادت شابة من جديد.
بالمناسبة ما رأيناه من تلقائية الأداء ليس فى حقيقته سوى فرط اتقان وتحضير واحتراف وامتلاء من الممثل بالشخصية، ودور المخرج أساسى فى الوصول بالممثل إلى هذه الحالة.
إعجاب مستحق
كان دوما ممثلا مجتهدا ولكن دور أحمد فهيم فى شخصية سيد فى مسلسل "جعفر العمدة" لافت ومؤثر ومدهش بتفاصيله الإنسانية، وبعلاقته المعقدة مع شقيقه، بالإضافة إلى لمسات كوميدية فى مكانها بدون مبالغة أو افتعال. سيد يبدو كطفل كبير فى كثير من المواقف.
فهيم ممثل موهوب لعب أيضا دورا مختلفا لافتا فى "عملة نادرة": عطية الشرس والمتجهم دائما بعكس وجهه الطيب فى دور سيد.
هذا الممثل استحق الإشادة التى قدمها له الجمهور.
لمسات هالة
وكأن هالة صدقى قد وجدت نفسها فى شخصية صفصف فى مسلسل "جعفر العمدة" بكل صراحتها وبساطتها وروحها المرحة وتعليقاتها، فقدمتها بكل براعة وحضور وخفة ظل، وبكل ما تمثله الشخصية من عالم خاص قديم، يريد أن يفرض نفسه على حاضر غريب ومختلط.
صفصف تعيش فى ماضى زوجها الراحل، وتعرف أن وجودها مرتبط بالمدح غير المشروط، وأن مكانتها مازالت قائمة فى قلب ابنها الذى يقود الأسرة، ولكنها ليست راضية على كثير مما تراه وتعيشه.
هذه الأم القوية والمعجبانية والرومانسية أحيانا من أطرف الشخصيات التى لعبتها هالة صدقي.
مهزلة الإعلانات
مثل كل عام، أفسدت الإعلانات أداء الممثلين: حسين فهمى عالم فرنسى يدافع عن ثائر مصري، وفجأة يقول: "أنا كحسين فهمى بالبس قطونيل"، ومحمد شاهين يؤدى بعظمة مشهد مشاجرة زوجية عاصفة، وفجأة يغنى فى الاعلان بسعادة: "سقّعها .. سقّعها".
حتى محمد منير لم نعرف بالضبط هل يغنى عن "اللى طمعان فى مسلة" أم عن "اللى طمعان فى ازازة زيت" ؟!
انتهازية شهاب
قدمّ أحمد عبد العزيز أداء مميزا فى مسلسل "سرّه الباتع" لشخصية انتهازية وشديدة الجبن ومليئة بكل النقائص.
الحاج شهاب نقيض شخصية حامد، بطل المسلسل وأسطورته، ونقيض معظم الأدوار المثالية التى اشتهر بها أحمد عبد العزيز، والتى كانت حافلة بمبالغات فى الكتابة وفى الأداء، ولكنه ظهر هنا بشخصية ثرية، ماكرة ومراوغة، قدمها بدون مبالغة، وبطريقة ناعمة سلسلة، ودون حتى أن يصنع لازمة حركية أو لفظية.
هو الشخصية نفسها، يعبر عن منطقها، ويصدق وجودها، لذلك خرجت بهذه الصورة المتقنة.
أداء العيلي
حمزة العيلى فى دور السُرّى بن الحكم فى حلقات "رسالة الإمام" يؤكد من جديد أنه من أفضل ممثلى جيله، ويبدو على مستوى ثقل الشخصية، التى تبطن أكثر مما تظهر، والتى تمتلك قدرة كبيرة على ضبط انفعالاتها، وتصبر بذكاء لتحقيق أهدافها.
يترجم العيلى كل ذلك بالاعتماد فقط على تعبيرات الوجه، والصوت الهاديء العميق، ومظهر الجسد الراسخ مثل تمثال من حجر، وكأنه يقول لنا فى كل مشهد إنه كالشجرة الثابتة، التى لا يؤثر فيها هبوب الرياح.
علامة واحدة يتكرر ظهورها وهى وضع المسواك فى فمه، يقول إنه لا يخرجه من فمه أبدا، فالأسنان القوية وحدها تلتهم فرائسها بسهولة، رجل يستعد دائما للحظة المواجهة، ولا تلين ملامحه إلا أمام امرأة جميلة انجذب إليها.
للمخرج الليث حجو دور كبير بالتأكيد فى أن يكون مفتاح أداء الشخصية على هذا النحو المتقن الهادئ، وفى أن يكون أداء الممثلين عموما فى المسلسل بهذه الدرجة من التميز.
سرّ الإمام
سر جاذبية حلقات "رسالة الإمام" أنها تعاملت مع الإمام الشافعى كشخصية درامية فى عمل درامي، وليس كداعية يقدم دروسا وعظات مباشرة.
الدراما بخطوطها الواقعية والخيالية هى الأساس، ومن خلالها يمكن أن تُمرّر رسالة الإمام، وليس العكس، وإلا كانت الأفكار والنبرة التعليمية أعلى صوتا من السرد والحكاية.
كل حلقة تستكمل صراعا مستمرا بدأ منذ الحلقة الأولى، والصراع فى داخل الشخصيات، مثلما هو حولها، فى السياسة وفى مجالس الفقه وفى الحب أيضا، وكل حلقة تعرض لشخصيات من لحم ودم، وليست كائنات فضائية أحادية الجانب، وطريقة أداء الممثلين، وإيقاع العمل كله، يعكس صدى الحياة اليومية لبشر عاديين.
الإمام الشافعى نفسه، بأداء خالد النبوى الفذ، إنسان عادى شديد البساطة، خافت الصوت، يمشى فى الأسواق، ويبتسم للناس، ويراجع نفسه إذا انفعل على زوجته، ويرد بصبر جميل على حماقات الجهلاء والحمقى، ويصادق طفلا يتيما، ليعلمه القرآن.
رجل تحبه حتى لو لم يكن عالما وفقيها عظيما.
القاعدة الذهبية تقول: اكتب الإنسان بكل تفاصيله، ثم ناقش من خلاله أى قضية تريدها، بذكاء وبدون مباشرة أو صوت عال، دع المواقف تحكى وتعبر، وامنح المكان حياة بنبض البشر ونقائصهم وقوتهم وضعفهم، ولا تتردد فى إضافة أى شخصيات أو خطوط خيالية تدعم تطور الأحداث.
الدراما لا تنقل الواقع، حتى لو كانت عن شخصيات حقيقية، ولكنها تصنع واقعا موازيا كاملا، تقدم من خلاله رؤية خاصة، للشخصيات وللعصر وللتاريخ.
وهذا ما حققه العمل بامتياز.
بصمة الصاوي
دور د. طه الذى لعبه خالد الصاوى فى حلقات "مذكرات زوج" مميز للغاية، وفيه كثير من اللمسات الكوميدية المدهشة.
أداء خالد ممتع، وكأنه وجد فى الشخصية مساحة واسعة للتعبير عن قدراته وإمكانياته.
النموذج الإنسانى الذى رسمت ملامحه ببراعة على الورق، مثل كل شخصيات المسلسل، يتميز بالطيبة والذكاء، ولديه قدرة على الإقناع، ولكنه يبدو هشا من الداخل، وعاطفيا للفاية، وفى لحظة مهمة من حياته، عليه أن يتأمل المسافة الهائلة بين نظريات يرددها، وواقع يعيشه، بين نصائحه للآخرين، وحياته الشخصية المضطربة.
كل وجوه الشخصية قدمها الصاوى ببراعة: من محاضرة استعراضية أمام جمهور يصفق، إلى مناقشات طريفة وغريبة مع زوجته، ومن جلسات استماع لرؤوف المأزوم، إلى لحظة استسلام واعتراف بالفشل أمام مساعدته، وثورة غضب تدفعه لضرب طليق زوجته.
بين خالد وسماء إبراهيم التى لعبت دور الزوجة نجيبة باقتدار وحضور كيمياء لافتة ، مما جعلهما من أفضل ثنائيات دراما رمضان لهذا العام.
د طه من أفضل أدوار خالد الصاوى فى السنوات الأخيرة.
كوميكس يسرا
أعجبتنى أشياء كثيرة فى حلقات "1000 حمد الله ع السلامة" أولها الحالة المرحة التى صنعها المسلسل، وثانيها الشكل الخاص الذى يقع فى منطقة بين السيت كوم والدراما الكوميدية العادية، وثالثها رسم الشخصيات بطريقة كاريكاتورية، جعلت الحكاية أقرب إلى عالم الكوميكس.
الشخصيات المحورية رسمت بهذه الطريقة، وليس شخصية يسرا فقط، ويترجم كل ذلك فى أداء الممثلين، وفى الملابس الملونة، وحتى فى بعض الأشياء الغريبة مثل السيارة نعناعة.
هناك لعبة مرحة اعتمادا على المفارقة بلقاء مصريين مغتربين مع مصريين أصليين، وسط ظروف الصراع على شقة، والبحث عن ميراث بالملايين.
عمرو صلاح مخرج المسلسل متميز جدا فى مجال الكوميديا ولكن المفاجأة فى محمد ذو الفقار كاتب المسلسل. هذا أول عمل أشاهده له. لديه قدرة ممتازة على رسم شخصيات طريفة، وكتابة حوار خفيف الظل، كما أن هذا الشكل الذى شرحته بدأ بالتأكيد من السيناريو.
يبدو "1000 حمد الله على السلامة" مثل حقيبة كبيرة خرجت منها شخصيات عجيبة ، لتضيف الى سيرك حياتنا اليومية، مزيدا من الفوضى الشاملة، ولتجعلنا نتأمل تناقضات الشخصية المصرية فى كل تنويعاتها.
نعم .. حياتنا مثل قصص الكوميكس الهزلية، ولكننا لا ندرك ذلك.
الهرشة مرة أخرى
استحق مسلسل "الهرشة السابعة" وحكاياتها أن يكون أحد أفضل مسلسلات رمضان 2023، وهو العمل الذى أنجزته ورشة سرد ( فكرة المسلسل والإشراف على الكتابة مريم نعوم، ورئيس فريق الكتابة دينا نجم)، وأخرجه المتميز كريم الشناوي.
أكثر من صعوبة تجاوزها المسلسل بامتياز، أولها: أن تكتشف الدراما فى قلب التفاصيل العادية، بل إنه فى جوهره رؤية درامية لليومى والعادي، الذى يسبب المشاكل والمتاعب، وثانيها: العمل على أصعب معالجة، وهى تلك التى تعبر عن المشاعر والأحاسيس الداخلية، بالمواقف والحوارات المغزولة بإتقان، وبأصوات الصمت، وبالكلمات التى لم تنطق، وثالثها: العمل على مساحة زمنية طويلة، واختيار مواقف منها، دون أن نفقد شعورنا بوحدة العمل، ودون أن نفقد اهتمامنا بالحكايات، ورابعها: التعامل مع عدد محدود من الشخصيات، والانتقال بينها بسلاسة، ودون إملال، وخامسها: عمل معالجة مختلفة لفكرة المشاكل الزوجية المطروقة والمألوفة، والتى عولجت من قبل فى عشرات المسلسلات والأفلام، وسادسها: تحويل ما كتب على الورق بحساسية عالية، إلى صورة وحركة تبنض بالحياة، وتؤثر فى المتفرج، وتجعله ينتظر الحلقة الجديدة، مع أن الحكايات ليس فيها ثأر وقتل، وأصوات عالية وضجيج، وشبيحة وفتوات وردح، وفرش الملاية فى الحارة، وليس فيها مظاهرات وهتافات وبنادق ومسدسات ومدافع، ولا إيفيهات ولا استظراف، ولا عبط ولا استعباط.
الشغل كله على المشاعر والإنفعالات الداخلية، على دراسة الشخصيات، وعلاقاتها، وتوتراتها، والتعبير بالهمسة واللفتة والإيماءة، بحركة الجسد، وصوت الموسيقى، وبالأغنيات أحيانا، ببناء كل مشهد، وكل حلقة، بالجو العام، وبالجو الخاص بكل لقطة، وبتكامل العناصر الفنية، بقيادة مخرج صغير السن، كبير الموهبة والحرفة، شديد الحساسية، وبارع جدا فى استخراج أفضل ما لدى ممثليه، ولديه من قبل ومن بعد شخصيات قوية، مرسومة بكل تفاصيلها على الورق، كل شخصية لها تاريخ وملف، وبعدها يمكن الكلام عن مواقف وصراعات وخيوط متشابكة، التأسيس الجيد للشخصيات هو أصل كل هذا البناء.
حتى أوقات الغضب والمشاجرات، لا تسقط فى فخ المبالغة، كل العناصر ذابت معا، لكى تنقل حالات وأجواء، نندمج ونتأمل فى نفس الوقت، وبإيقاع محسوب، ثم إننا نتفهم دائما دوافع كل الأطراف، لأن منطق كل شخصية يعبر عنه بمنتهى القوة والذكاء.
هذا عنوان الدراما الناضجة، التى تتعامل مع الإنسان ككائن معقد، رمادي، متقلب. من السهل أن تدين، وتصنع أنماطا بيضاء وسوداء، ولكن من الصعب أن تحلل وتتأمل وتتعاطف مع هذه الطبيعة المعقدة، والأصعب أن تترك مساحة للمتفرج أيضا لكى يتأمل ويفكر ويتفهم سلوك الشخصيات.. كل الشخصيات.
المسلسل أصلا ضد فكرة الحكم على البشر، ولكنه مع التفهم والتفاهم والتعاطف.
"الهرشة السابعة" كعنوان يظلم المسلسل كثيرا، لأنه يحيلنا الى تعبير محدود يصف ملل ومشكلات الحياة الزوجية فى السنة السابعة من الزواج، استلهاما من عنوان فيلم شهير لمارلين مونرو، بينما الحكايات عن ألوان من العلاقات الزوجية، عبر سنوات مختلفة، صعودا وهبوطا.
لدينا من التعبيرات المصرية ما يصف هذه التقلبات، ببلاغة أفضل وأعمق بكثير من حكاية هرشة العام السابع هذه.
ولكننا فى النهاية أمام "عمل مفتخر"، يمكن أن نترجمه لينافس بقوة نوعية تلك الأعمال فى الدراما الأجنبية.
كان صديقى الكبير عاشق السينما العظيم د رفيق الصبان يستخدم تعبيرا شاعريا هو "كتابة تشبه غزل قطعة من الدانتيلا" فى وصف تلك الأعمال التى تترجم المشاعر والأحاسيس.
وكنت من مدرسة نقدية مختلفة، تبتعد بقدر الإمكان عن هذه الأوصاف الشاعرية، وتميل الى تعبيرات أكثر دقة، وأقل مجازا، إلا فى حالات استثنائية قليلة.
حسنا.. هذا المسلسل هو أحد تلك الإستثناءات التى تستحق وصف الأستاذ: "كتابة تشبه غزل قطعة من الدانتيلا".
شكرا د. رفيق على الوصف الجميل.
فى "الهرشة السابعة" أفضل أداءات الممثلين التى شاهدتها فى مسلسلات رمضان، وفيه دراما الحياة اليومية، وفيه معنى حتمية التفهم، والبحث عن نقطة التقاء مع الآخر فى منتصف الطريق.
هذه حكايات عن الباحثين عن النجوم فى السماء، بينما هى منعكسة على الماء.
النجوم هناك عند أطراف الأصابع ونحن لا نراها.
لعلها موجودة أيضا فى داخلنا دون أن نعرف.
حكايات المسلسل عن أهمية التفاصيل، كل التفاصيل.
لا يوجد شيء غير مهم فى تفاصيل الحياة وأشيائها، والتى تتراكم لتصنع مشكلات صعبة.
حكايات عن مواجهة الذات، قبل مواجهة الآخر، والتصالح مع الذات، قبل التصالح مع الآخر.
التصالح مع الذات وعقدها ومخاوفها يسهل التصالح مع الآخر، والتصالح مع الآخر وتقبله، يصالح الإنسان على ذاته.
لا مفر من البحث عن "صيغة ما" لتحويل رقم واحد الى رقم اثنين.
اثنان هو الرقم السحرى للحياة، وليس أى رقم آخر.
والرمادى هو لون الحياة، وليس الأبيض أو الأسود.
شكرا صناع هذا العمل البديع.
نجاح رشيد
وحلقات "رشيد" أيضا كانت من الأعمال الدرامية الجيدة فى رمضان، وذلك بكتابة وسام حمدى وإخراج مى ممدوح، وبأداء الممثلين، وخصوصا محمد ممدوح وريهام عبد الغفور وخالد كمال، وبوجود عناصر فنية متميزة مثل موسيقى راجح داوود.
المسلسل نجح فى تقديم معالجة معاصرة لرواية "الكونت دى مونت كريستو"، كما نجح وسام حمدى فى بناء الأحداث بشكل مشوق ومتوازن بين الماضى والحاضر، ولا شك أن صيغة الخمسة عشرة حلقة قد ساهمت فى تكثيف الأحداث بدون مط أو تطويل.
أعتبر وسام حمدى مؤلفا ومى ممدوح كمخرجة من اكتشافات دراما رمضان الواعدة، بالإضافة الى تامر نادى مخرج مسلسل "مذكرات زوج".
أستاذ كبير
أكاد لا أتعرف عليه فى كل دور جديد.
فى حلقات "تحت الوصاية"، يبدو رشدى الشامى فى دور عم ربيع، كأب بديل لحنان الهاربة من الظلم، والباحثة عن وسيلة للرزق والعمل، رغم صعوبة الظروف والأحوال.
وبين حالة صحية جسدية متعبة، وطاقة محبة، وارادة حياة لا تلين، وخبرة العمر الطويل، تنبض شخصية عم ربيع بالحياة، بلمسات وتفاصيل مشخصاتى قدير، يعرف كيف يتلون صوتا وحركة ونظرات أعين، مع كل مشهد، وفى كل لقطة.
رشدى الشامى أستاذ كبير.